"أيمن" من عائلة معارضة بارزة في كل تل أبيض، من مواليد عام 1970 (عمره 45 سنة) في قرية "حويجة عبدي" التي تبعد 8 كم جنوب تل أبيض، ووالدهُ كان شيخ شيوخ العشائر في المنطقة، وحين اندلاع الثورة، قام "أيمن" ببيع 200 دونم من أراضيه (20 هكتار) ووزعهم على ثوار المنطقة، دعماً للثورة، وأقسم أن لا يأخذ منها "قرش"، بحسب ما اكد أحد أبناء عمومته لأورينت نت.
اعتقل "أيمن" في الثالث والعشرين من شهر أيلول الجاري، ضمن حملة اعتقالات من قبل وحدات الحماية، شملت المئات بل الآلاف من أبناء المنطقة، لاسيما معارضي نظام الأسد، حيثُ خصصت وحدات الحماية سجوناً سريّة كتلك الموجودة عند داعش لايداع المعتقلين فيها وتعذيبهم، بحسب ما يؤكد "أبو أحمد" أحد أبناء المنطقة لأورينت نت.
وأوضح "أبو أحمد": "داهمت قوة من الاساييش منزل أيمن قبل أيام وأعادته جثة هامدة تحت التعذيب". ويتابع: "كان معه ابن اخوه (عادل) الذي مايزال معتقلا لحد الآن في مكان مجهول".
والأسايش هي قوات الأمن الداخلي الكردية وكلمة أسايش تعني بالكردية الاستقرار وبذلك تعتبر شرطة مايسمى بإقليم كردستان وتقابلها قوات البشمركة والتي تمثل الجيش في كردستان.
وأوضح "أبو أحمد" ابن المنطقة، لأورينت نت: "أصبح هناك الكثير من السجون العلنية والسرية لوحدات الحماية بعد سيطرتها على المنطقة، فهناك سجون بعين العرب، ورأس العين، و سجون سرية غير معروفة مثل داعش ، فمثلاً هناك سجن في قرية اليابسة داخل منزل شخض يدعى (احمد الحاج خلف) استولت عليه الوحدات وتم تحويله الى سجن".
وأضاف: "كما أن هناك شاب يدعى بشار خليل الحسني اعتقل منذ ثلاثة شهور، واليوم وصلت معلومات من أحد المساجين أن حالته صعبة جدا في السجن ويقوم بتقيؤ الدم، بعد تدهور حالته الصحية نتيجة التعذيب والاهمال".
منذ دخول داعش الى المنطقة، ثم وحدات الحماية، انطوى "أيمن" على نفسه، ولم يعد يخرج من المنزل، وكان قد أقسم أن لايحلق شعره قبل سقوط نظام الأسد، لكن وحدات الحماية داهمت منزله واعتقلته وصادرت سيارته، ثم أعادته جثة هامدة بعد أيام، قبل أن يتحقق حلمه بسقوط النظام.
يقول ابن عمه في تصريحات لأورينت نت، أن أحد الممرضين في مشفى تل أبيض أكد لهم وجود آثار تعذيب على جسده، وأنه توفي على الطريق قبل أن يصل للمشفى، حيث استلم ذووه جثته عصراً، وتم دفنه مساء الأحد، في تلة اسمها "تلة أبو عابد"، وهي مقبرة القرية.
التعليقات (1)