العلاقة الروسية السورية من الأب الى الإبن .. شراكة أم إحتلال ؟

العلاقة الروسية السورية من الأب الى الإبن .. شراكة أم إحتلال ؟
رغم إعلان روسيا مراراً وتكراراً عن وقوفها إلى جانب الاسد، إلا أن مقالاً واحداً في صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية بداية هذا الشهر عن وصول قوات عسكرية روسية إلى سورية كان كفيلاً بإحداث زلزال سياسي لا زلنا نعيش مرحلة هزاته الارتدادية التي لا يبدو أنها ستتوقف قريبا.

العلاقات الروسية السورية ليست بجديدة إذ تعود جذورها إلى أربعينيات القرن الماضي لكنها توطدت كثيراً بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في العام 1963، لتأخذ طابعاً استراتيجياً بعد انقلاب حافظ الأسد الذي سمي بالحركة التصحيحية، لتمر هذه العلاقات بمراحل شد وجذب، لكنها لم تنقطع يوماً حتى بعد انهيار الإتحاد السوفييتي، ووفاة حافظ الأسد واستلام الابن لمقاليد الحكم.

الإعلان الصريح للكرملين عن دخول روسيا المباشر على خط الأزمة السورية من خلال إرسال قوات قتالية كان هو العلامة الفارقة التي لم تفاجئ أي من القوى الدولية أو الإقليمية بل كانت خبراً نزل برداً وسلاماً على الكثيرين من عرب وعجم، لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هل فعلاً ستقاتل روسيا دفاعاً عن عائلة الأسد؟ أم أن هناك أسباباً أخرى تستحق أن تدفع روسيا للمغامرة في سورية؟ لفهم العلاقة السورية – الروسية لابد لنا من العودة الى تاريخها والأسس التي قامت عليها!

إنسحاب فرنسا من سورية وملئ الفراغ

عندما انسحبت فرنسا من سورية بتاريخ 17 نيسان \ إبريل من العام 1946 تركت فراغاً تم ملؤه بتشجيع سياسة الانقلابات إلى أن تم إيجاد الرجل المناسب الذي يستطيع سد الفراغ ولجم طموحات الشعب السوري بالتقدم والإزدهار، إذ كانت المعضلة تتمثل في الطريقة التي تضمن عدم تشكيل سورية لأي خطر مستقبلي على الكيان الصهيوني، فكان أن وجد الجميع ضالتهم بحافظ الوحش، الرجل مجهول النسب الصاعد بقوة بما آتاه الله من بسطة في الجسم والعقل.

حافظ الوحش ولاحقا الأسد، هذا الرجل المنسوب للطائفة النصيرية، المنقطع في سلسلة النسب عند جده سليمان الوحش لم يكن يملك شرعية أن يحكم دولة أغلبيتها من المسلمين السنة، فكان الحل في "حزب البعث " بشعاراته القومية "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" وأيديولوجيته الاشتراكية العمالية المتمثلة في أهدافه الثلاثة "وحدة حرية إشتراكية". هذا الحزب الذي تأسس في الشهر الرابع من العام 1947.

نجح حافظ الأسد في وضع يده على مقاليد السلطة مذ كان وزيرا للدفاع وذلك من خلال سلسلة إتفاقات وتفاهمات مع الغرب على إثر زيارة قام بها إلى بريطانيا وأخرى إلى لبنان حيث إجتمع بقيادات أمريكية يهودية كانت تبحث في إمكانية إستئجار إسرائيل لهضبة الجولان، التي قام لاحقا بتسليمها للكيان الصهيوني على طبق من فضة مقابل مساعدتهم له في الوصول إلى الحكم، ليقوم بعدها بإقصاء وإستئصال كل منافسيه حتى زملاء الحزب والثورة الذين أوصلوه إلى الحكم.

الشرعنة لحكم حافظ الوحش "الأسد" والتأسيس لتخلف سورية

لم يكن الغرب الرأسمالي ليدعم نظاماً إشتراكياً ثائراً على الرأسمالية، فهكذا أمر سيسقط مبادئ الغرب وشعارات الحزب في آن، فكان أن جعلوا سورية من نصيب الدولة الشيوعية العظمى آنذاك المتخلفة اقتصادياً وتكنولوجياً والمتقدمة عسكرياً، والباحثة عن حصتها من النفوذ، "الاتحاد السوفييتي" وافق على اتفاقية تقسيم فلسطين في العام 1947 وكان أول دولة تعترف بالكيان الصهيوني على مستوى العالم وكان الدولة التي زودت الكيان بأسلحة مكنته من التفوق على العرب في حروب 1948 \ 1949.

لقد عُرِفَت سورية ومنذ وصول حزب البعث إلى الحكم في العام 1963 على أنها دولة اشتراكية تدور في فلك المعسكر الشرقي الذي انهار ومعه الإتحاد السوفييتي في العام 1991 على يد بوريس يلتسن وسلفه ميخائيل غورباتشوف، لتؤول تركة الإتحاد الثقيلة إلى روسيا ورئيسها يلتسن الذي استقال أواخر العام 1999 تاركاً الحكم لرجل الخارجية والإستخبارات فلاديمير بوتن الباحث عن المجد والشهرة الطامح لحكم روسيا كقيصر, فكانت العلاقات مع سورية، واستمرار دعم نظامها الحاكم، إحدى الملفات التي ورثتها روسيا عن الاتحاد السوفييتي وذلك نتيجة الاعتماد العسكري الكلي لنظام الأسد على المعسكر الشرقي، فحافظ الأسد نجح في تثبيت دعائم حكمه بعد ركوب الضباط البعثيين لعربة حزب البعث، لكنهم غدروا بالحوراني ثم بعفلق والبيطار، ليغدر حافظ الأسد لاحقاً بالعلويين من رفاق دربه كـ محمد عمران وصلاح جديد.

الوصول إلى الحكم بانقلاب عسكري شيء، واكتساب الشرعية شيء أخر احتاج إليه الضباط العلويون فكان رهانهم في بادئ الأمر على الحزب القومي السوري كوسيلة للوصول إلى السلطة والحكم، لكنهم حولوا الرهان. فركبوا عربة حزب البعث الذي كان بمبادئه العروبية الوحدوية أكثر قبولاً لدى السوريين من الحزب القومي السوري الذي تجاوز العروبة والإسلام بمراحل من خلال اعتناقه للمبادئ العنصرية الفاشية الأوروبية التي خسرت الحرب العالمية الثانية.

العلاقات السورية الروسية

روسيا ممثلة بالاتحاد السوفييتي كانت من أوائل الدول التي أقامت علاقات مع سورية، صحيح أن الاتحاد السوفييتي كان دولة عظمى عسكرياً إلا أنه لم يكن يملك مقومات الدولة العظمى من حيث الموارد والنفوذ العالمي الإستعماري وبالتالي كانت المصلحة متبادلة بين نظام شيوعي يسعى لتوسيع دائرة نفوذه العالمي ونظام حكم أقلوي يبحث عن شرعية بقائه من خلال شعارات حزبية رنانة دغدغت مشاعر طبقات متعددة من المجتمع السوري الفقير والبسيط في غالبيته, من هنا يتضح لنا مبررات العلاقة العضوية التي نشأت بين نظام الأسد والإتحاد السوفييتي الذي كان بمثابة الأب الروحي لنظام الأسد.

العلاقة الاستراتيجية بين نظام الأسد وروسيا، والمتوجة بإتفاقية تعاون استراتيجي، استمرت دون تغيير يذكر فقاعدة الروس البحرية في طرطوس تعمل منذ إنشائها في العام 1963 والنفط السوري يصدر إلى إسرائيل بهدوء وسرية عبر خط تصدير ثانوي يصب في ناقلات النفط ولا يمر بمصفاة بانياس، أما الخبراء الروس فيمارسون مهامهم في أكثر من موقع وشحنات الأسلحة الروسية المتهالكة والمنسقة من الخدمة في الجيش الروسي تستمر بالوصول إلى سورية بينما جيوب آل الأسد وحاشيتهم تمتلئ بالمال من خلال السمسرة على صفقات الأسلحة التي يتم توريدها لسورية.

معظم واردات الأسلحة السوفييتية تصل سورية عبر القاعدة البحرية الروسية في طرطوس وبكميات كبيرة مما أدى إلى تراكم الديون على سورية حيث بلغت في عام 1992 أكثر من 13 مليار دولار تم تسويتها في العام 2005 عندما وقعت إتفاقية بين روسيا وسورية تم بموجبها شطب 73 % من الديون. ليتبقى مبلغ وقدره 2.11 مليار دولار تقوم سورية بتسديدها على شكل صادرات وعقود شركات.

ومن هنا فإن العلاقات السوفيتية السورية أثمرت عن العديد من الإتفاقيات والمشاريع وعلى كافة الأصعدة عسكريا وإقتصاديا وتجاريا وصناعيا وإن بتقنيات متخلفة عن نظيرتها الغربية وحتى الآسيوية، فكان سد الفرات ومعامل الحديد والصلب وبناء السكك الحديدية وإنشاء الموانئ ومعامل الكونسروه والنسيج والسكر والإطارات ومؤسسة معامل الدفاع وصولا إلى تسليح الجيش السوري الذي كان معظم سلاحه روسيا، لقد كان للإتحاد السوفيتي السابق دور كبير في إنعاش الاقتصاد السوري المتهالك حيث كان يشتري المواد الزراعية والصناعية والغذائية السورية مقابل المعدات العسكرية والتكنولوجية التي يبيعها لسورية, حدث هذا بعد ان قام نظام البعث بتهجير رؤوس الأموال والكفاءات السورية وكبح جماح نهضة إقتصادية عمرانية مالية بدأت بعد الإستقلال عن فرنسا.

انهيار الاتحاد السوفييتي مثل ضربة قاصمة لنظام الأسد الأب في أواخر عهده فقد كان هذا الانهيار فشلاً للفكر الشيوعي والاشتراكي في بلده الأم وليس مجرد تفكك دولة، وهو ما أدى إلى انهيار الطروحات والأيديولوجية التي قام عليها نظام الأسد وحزب البعث الحاكم.

روسيا بوتين لم تتأخر كثيراً في ملء الفراغ فحاجة نظام الأسد الابن ماسة للدعم الخارجي والغطاء السياسي الذي يضمن بقاءه، خاصة بعد فشله في إحداث أي تغيير في تركيبة النظام الحاكم، لابل على العكس فقد بدا الحاكم الجديد مهزوزاً وغير مسيطر على نظامه لتشتد القبضة الأمنية بعد أن خلت الساحة لإيران التي تغلغلت في مفاصل الدولة كافة وبمساعدة حزبها اللبناني، فاشترت الولاءات وبدأت رحلة التشييع وبناء الحسينيات في طول البلاد وعرضها.

الثورة السورية وإزدياد النفوذ الروسي

لقد هدد انطلاق الثورة السورية بهدم كل ما تم العمل عليه لعقود فسقوط النظام الحاكم في سورية لن يكون مجرد سقوط نظام بل سيعني سقوط مشروع دولي كثرت أطرافه فتداخلت فيه المصالح، خاصة بعد أن أحكمت إيران قبضتها على كل من لبنان والعراق وسورية واليمن، وباتت قاب قوسين أو أدنى من إعادة رسم خارطة المنطقة وإحياء مشروع الدولة الصفوية الجديدة.

حاجة الأسد للدعم فتحت الباب على مصراعيه للروس الذين كانوا يدركون بدورهم الخطر المتمثل بثورات الربيع العربي وخاصة في سورية فقد كان لهذه الثورات ارتداداتها على روسيا نفسها، لذلك لم يتأخر بوتين في إعلان دعمه لنظام الأسد ومد يد العون له وخاصة على الصعيدين العسكري والسياسي، فقامت روسيا بتزويده بالسلاح والعتاد وبتوفير الغطاء الأممي له في مجلس الأمن، وهو ما مكنه من إرتكاب أنواع القتل والمجازر وبلا تردد.

نظام الأسد جزء من منظومة عالمية وترتيبات شرق أوسطية تمت صياغتها بالتنسيق والتشاور مع الإتحاد السوفييتي ولاحقًا روسيا وبالتالي فإن مسؤولية الحفاظ على هذه الترتيبات تقع على عاتق الجميع وبما يخدم مصالح ونفوذ كل دولة، لكن ما يجب أن نفهمه حقاً هو أن الصراع على النفوذ والمصالح لا يمنع أن يكون هناك نقاط إلتقاء مشتركة بين الجميع ومن هذه النقاط مسألة أمن إسرائيل التي اتفق الجميع عليها رغم اختلافهم على الكثير من القضايا الأخرى حتى في أوج الصراع بين المعسكرين الغربي والشرقي.

التدخل الروسي المباشر لماذا؟

الحقيقة الثابتة هي أن التدخل الروسي المباشر في سورية وأياً كان حجمه ونوعه يتم بالتنسيق الكامل بين كافة الأطراف الساعية لإنقاذ "منظومة الحكم في سورية" ومنع انهيارها حتى، وإن تطلب الأمر تحويل سورية إلى محرقة بعيداًعن الحدود الأمريكية والروسية والإيرانية, لكن يبقى السؤال لماذا تتدخل روسيا مباشرة من خلال جيشها وليس عن طريق دعم نظام الأسد بالسلاح والعتاد؟

المتتبع لمسار الأزمة السورية على مدى حوالي الخمس سنين سيعلم أن نظام الأسد يخسر رغم الغطاء السياسي الدولي والدعم المالي والاقتصادي والعسكري بالسلاح والرجال ورغم وجود عشرات الألوف من عناصر الميليشيات السورية والأجنبية التي تقاتل إلى جانبه, وقد مالت الكفة كثيراً لصالح الفصائل المسلحة على اختلاف انتماءتها, في حين تقلصت الرقعة الجغرافية التي يسيطر عليها معسكر الأسد – إيران من دولة إلى مجرد جيوب وإحياء في بعض المدن بينما لازال يسيطر على الساحل ودمشق ككتل جغرافية لكنها باتت أيضاً مهددة بالسقوط المفاجئ في أي وقت تقوم فيه هذه الفصائل المسلحة بشن هجوم منظم وكبير.

إيران بدورها منهكة وماعاد بإمكانها الاستمرار على نفس وتيرة الدعم خاصة البشري منه فهي منخرطة في القتال على أكثر من جبهة كالعراق وسورية واليمن، لكنها لا تحقق أي تقدم رغم الدعم الجوي واللوجستي الذي يقدمه التحالف الدولي – العربي لها خاصة في العراق. ومن ثم فهي لم تعد قادرة على توفير المزيد من العنصر البشري العراقي واليمني واللبناني ، وبات يتعين عليها الزج بفيالقها العسكرية مباشرة وكما فعلت في العراق عندما زجت بفرقة برية مدرعة ومع ذلك فشلت فشلاً ذريعاً اللهم إلا من منع تنظيم الدولة الإسلامية من التقدم، ومن ثم فإن أي تدخل إيراني مباشر في سورية لن يكون في مصلحة الأسد وإيران وسيعطي مفعولاً عكسياً لجهة التفاف العديد من الفصائل حول المشروع الجهادي السني الذي، وبلا شك، سيستقطب عشرات الألوف من الجهاديين السنة من أرجاء المعمورةكافة بل وسيشكل ضغوطات على معظم الأنظمة العربية.

الخشية من سقوط الأسد منع روسيا من تقديم أي أسلحة حديثة لأن انهيار مقاومته وعدم قدرته على استخدام الأسلحة الحديثة يعني بالمحصلة أن هذه الأسلحة ستذهب إلى يد أعدائه وهو ما سيشكل خطراً يتجاوز الحدود السورية غرباً وجنوباً. ومن هنا فقد كان القرار بأن يكون التدخل الروسي المباشر الذي وبإعتقادي أن هذا التدخل هو تدخل ردع، لا تدخل صدام أقله على المدى المنظور للأزمة مع بقاء الخيار مفتوحا ًعلى الاحتمالات كافة، حيث أن روسيا تعتبر سورية جزاً من ممتلكاتها ومنطقة النفوذ الوحيدة المتبقية لها على المتوسط, ولا يمكن لها أن تفرط بسهولة بالإمتيازات التي حصلت عليها مقابل دعمها للأسد.

التدخل الروسي هذا لم يكن بمعزل عن الحراك السياسي بل ربما يكون نتاجا لهذا الحراك الذي يحاول جاهداً الإبقاء على ما تبقى من منظومة حكم يأمل في أن تشكل الأساس لمنع سيطرة الفصائل الإسلامية على الحكم، وعليه فإن مباحثات موسكو الرباعية أواخر الشهر الماضي ربما تكون الأساس في هذا التدخل بحيث تقوم موسكو بمنع إنهيار النظام فيما تبقى له من أرض ثم التمكين لبعض فصائل المعارضة المعتدلة من فرض سيطرتها على بعض المناطق الحساسة والإستراتيجية منعا لتقدم أي فصائل إسلامية لملئ الفراغ.

مسار الأزمة السورية أظهر أن نظام عائلة الأسد كان دائماً مستعداً لبيع هذا البلد وبحسب ما تقتضيه الضرورة والمصلحة، فحافظ الأسد باع الجولان لإسرائيل ثم سلم لتركيا بلواء إسكندرون, ليأتي ابنه فيسلم ما تبقى من سورية لإيران ولاحقاً روسيا حيث وقعت وزارة النفط والثروة المعدنية عقد عمريت البحري مع شركة سيوز نفتا غاز إيست ميد الروسية نهاية شهر كانون الاول من العام الماضي للتنقيب عن البترول في المياه الإقليمية السورية في البلوك رقم 2، حيث يتضمن العقد إجراء عمليات المسح والتنقيب عن البترول في المنطقة الممتدة من جنوب شاطئ مدينة طرطوس الساحلية غربا إلى محاذاة مدينة بانياس وبعمق بحري يقدر بحوالي 70 كيلومترا طولا وبمتوسط عرض 30 كيلومتر، وبمساحة اجمالية تبلغ 2190 كيلومترا مربعاً، روسيا بدأت بالفعل عمليات التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية السورية.

الاتفاق على تقاسم النفوذ والمصالح لا يعني بالضرورة الإلتزام حرفياً بكل ما يتم الاتفاق عليه، بل ربما يتم استغلال تطور الأحداث والمعطيات إلى فرض شروط جديدة تسدد فيها الديون بين الحلفاء الألداء، فروسيا بوتين تدرك حاجة الجميع إليها في سورية عسكرياً. ومن ثم فإنها قد لا تجد حرجاً في مسألة إقامة قاعدة عسكرية برية ومطار حربي تحاول من خلالهما تثبيت وجودها في المنطقة وبحيث ترد صفعة الدرع الصاروخي الأمريكي في شرق أوروبا والتدخل الغربي في أوكرانيا وصربيا اللتان تعتبران بمثابة العمق الإستراتيجي لروسيا العظمى.

خاتمة

قد يخيل للبعض أن التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية سيسهم في انتصار معسكر الأسد – إيران، لكنهم واهمون، فتدخل كهذا لن ينهي الحرب المستعرة منذ سنين في ساعات كما يرغب ويردد "جماعة خلصت" بل سيكون كمن يصب الزيت على النار وقد يدخل روسيا مجدداً في حرب مع مسلمي القوقاز الذين لن يقبلوا ان تقوم عدوتهم التاريخية بقتال اهل السنة في الشام لما يكنونه من تبجيل وإجلال لهذا البلد الذي يعتبرونه مباركا وربما يضربون في العمق الروسي هذه المرة وقد يدخلون الروس في مستنقع أشد وطأة من المستنقع الأفغاني.

مسلمو دول الإتحاد السوفييتي السابق يعدون حوالي 50 مليون وروسيا حوالي 150 مليون نسمة!

التدخل الروسي سيفقد نظام الأسد ما تبقى له من تحكم وسيطرة على الأرض ولن يكون صاحب قرار في حرب أو سلم، خاصة وأنه قد خسر معظم سلطاته وصلاحياته لصالح إيران وميليشياتها وتحديداً أواخر العام 2012، إذاً التدخل الروسي سيسهم في تعميق الأزمة السورية وتعقيدها وسيدفع بإتجاه إلغاء أي إمكانية لحل سياسي حقيقي يستطيع لملمة جراح حرب ظالمة شنت على الشعب السوري وفقط لأنه طالب بحقه في حياة حرة كريمة ونظام حكم أكثر رحمة وأقل إجراماً من حكم آل وحش أو أسد.

لقد كانت الثورة السورية هي الحدث المفصلي الذي وحد مواقف كل من إسرائيل والغرب وروسيا وإيران تجاه الأزمة فهذه الدول شعرت ولأول مرة بخطر حقيقي يتهدد مصالحها في المنطقة، ليس هذا وحسب، بل إن وجود إسرائيل نفسه بات مهدداً على المديين المتوسط والبعيد. وهو ما يجعل إسرائيل أكثر الأطراف إستفادة من التدخل الإيراني والروسي في سورية وأكثرهم سعادة به، حتى أن البعض قد ذهب إلى أن إسرائيل هي من دفع باتجاه التدخل العسكري الروسي المباشر في سورية, وهاهو ذا نتنياهو يطير إلى موسكو ليجتمع مع بوتين في محاولة لرسم مستقبل التدخل الروسي في سورية.

التعليقات (7)

    سوريا للسوريين وليس لال الاسد

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    الله يلعن روسيا و امريكيا و ال الاسد كله عم يتاجر فينا ، سوريا للسوريين و ليس لال الاسد وكل جندي يدخل سوريا ليقاتل مع النظام مصيره الدعس

    اسدي و افتخر

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    الاسد داعس على راسكم يا دواعش لولا الاسد و قوته و صداقاته كانت سوريا راحت وصرتو تاخدوا اذن البغدادي لتفوتوا الحمام روسيا دولة صديقة دخلت لتساعد سوريا ضد كلاب البغدادي و يلي بسموا حالهم ثوار انتم من بعتم البلد للسعودية و تركيا الله محي الروس وايران

    ثائر

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    التدخل الروسي فقط لحماية ممتلكاتها التي اشترها من الابن الخليع وليس للدفاع عنه

    وسام الآغا

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    روسيا بوتين دولة تبحث عن إرث القياصرة والشيوعية وسوريا بالنسبة لها أخر المستعمرات وترغب بالحفاظ على ماحصلت عليه من إمتيازات مقابل دعمها لنظام الأسد. ستتورط في سوريا وستغوص في مستنقعها.

    ali ali

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    لا فرق بين الاب و الابن إلا بأن الأب كان باطني وداهية و لا يفكر إلا بمصلحته. و من ناحية أخرى الاب كان يستعين بخبراء سوريين في شؤون الداخل و الخارج. عبد الحليم خدام داهية ماكر وضع قدرته في خدمه الاسد. و عنما رأى الأسد بأن مصالحه في خطر من قبل أخيه، قام بنفيه. و الأسد الأب الخنزير على الرغم من صداقته مع إيران و روسيا فكان لا يثق بهما و على عكس الحمار بشار لم يسلم عنقه لهم. و المخابرات السورية في عصر الاب كانت تراقب كل إيراني و روسي يدخل و يخرج و لم يكن لديهم حرية الحركة.

    حسيب

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    والله الواحد يضحك على الرغم منه : يا أخي الاتحاد السوفيتي وراء وضع ما يسمى سيف القيصر الروسي وهو تناغم أمريكي-سوفييتي، وان تكون سورية حجرة ملعب في مواجهة الاطماع الاوربية .... وحافظ الجحش كان موظف في الاتحاد السوفيتي وتعليمات الامريكان ..... احسبها

    محمد

    ·منذ 9 سنوات شهرين
    ان الفجر قادم لامحالة وان الظلم زائل في كل حالة اللهم انصر عبادك المستضعفين في مشارق الارض ومغاربها
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات