ووفقا لأهالي المنطقة يتمتع الحاجز بسلطة منفردة بالقرار ولا يتبع لأي فرع أمني، كما يوجد بجانبه معتقل "معهد آفاق التعليمي" الخاضع لسلطة الحاجز، والذي تم تحويله منذ ثلاثة أعوام إلى مجموعة من الزنزانات والمنفردات الخاصة بالنساء والناشطين.
قصص من الاعتقال
ومن خلال مقابلات خاصة مع نساء خرجن حديثا من ذلك المعتقل السري بعد عملية تبادل للأسرى بين الجيش الحر وقوات الأسد، قالت المعتقلة " ن. م " لأورينت نت أن عناصر الحاجز قاموا بمداهمة بيتها في حي القصور بمدينة درعا بطريقة جنونية والاعتداء عليها بالضرب وتوجيه الإهانات والكلام البذيء.
وأضافت (ن. م) :" تم اقتيادي إلى سجن مظلم عرفت بعد خروجي أنه معتقل معهد آفاق، ووضعت في حمام لمدة خمسة أيام من دون طعام أو شراب إلا من مياه الحمام وكان الجو بارداً جداً دون امتلاكي لأي غطاء".
وأكدت المعتقلة الشابة أن قيادة الحاجز لم تحقق معها خلال الفترة الأولى من السجن، بل مارسوا بحقها التعذيب والإهانات والابتزاز بالاغتصاب بشكل يومي، مشيرة إلى أن بداية التحقيق كان بعد نحو الشهر.
وتابعت: " خلال التحقيق علمت أنه تم اعتقالي مع مجموعة من النساء للضغط على الجيش الحر لتسليم جثث لعناصر إيرانية وأخرى من حزب الله تم قتلهم خلال معارك درعا البلد وطريق السد".
وأثناء الحديث مع مجموعة من المعتقلات السابقات تبين أن هذا السجن غير معروف أو مسجل لدى الدوائر الأمنية أو أجهزة المخابرات وإنما هو اجتهاد شخصي من قبل قيادة حاجز حميدة الطاهر للممارسة الاغتصاب بحق النساء وبطرق بشعة جدا.
أساليب تعذيب جسدية ونفسية
أشارت المعتقلة ((س.أ)) ذات الـ 50عاما الى أن التحقيقات كانت تستمر لساعات طويلة تجاوزت ال 11 ساعة يوميا، يتضمنها عمليات تعذيب بواسطة "الشبح" لمدة 6 ساعات.
وأضافت ((س.أ)):" تم تعذيبي من خلال الضرب بالكبال مع ربط يديه وقدميه بسرير حديدي، وكان الضرب يستمر حتى فقداني للوعي".
ولفتت المعتقلة الخمسينية في حديثها لأورينت نت أن السجانين قاموا بتعريتها الكاملة مع 11 معتقلة أخرى وتهديدهم بالاغتصاب من قبل عناصر حزب الله أولا ومن السجانين ثانيا.
وناشدت المعتقلات السابقات المنظمات العالمية المهتمة بحقوق الإنسان ضرورة الوصول الى هذا المعتقل الذي يعج بالنساء حاليا وإطلاق سراحهن من قبضة النظام و حزب الله بأسرع وقت ممكن .
تعهدات لتحرير المعتقلات
وتحدث القائد الميداني في فرقة 18 آذار التابعة للجبهة الجنوبية والعاملة في مدينة درعا عبد الله المسالمة لاورينت نت، عن المتابعة اليومية و الرصد المستمر لهذا المعتقل ومحاولات التقدم لتحرير حي السحاري وإطلاق سراح المعتقلين داخل سجن آفاق.
وحول المعلومات التي تم جمعها عن المعتقل قال المسالمة :" معتقل آفاق يتألف من أربعة طوابق والطابق الرئيسي الخاص بالتعذيب يوجد تحت الأرض، ويديره مباشرة مساعد أول يدعى أبو علي ويوجد فيه الكثير من المساجين المغيبين ولا يبعد عن حاجز حميدة الطاهرة سوى 100 متر".
وعاهد القائد الميداني جميع المعتقلات بتحريرهن خلال الأيام المقبلة وعدم السكوت عن تلك الجرائم التي ترتكبها قوات الأسد وميليشيا حزب الله يوميا بحق نساء وشيوخ مهد الثورة، مؤكدا أنهم لن تغمض لهم أعين حتى تحرير مدينة درعا بالكامل واطلاق سراح كافة الأسرى.
ويشار إلى أن بناء معتقل " معهد آفاق" كان يستخدم طابقه الأول كمعهد لتعليم اللغة الانجليزية والطوابق الأخرى تخضع لإدارة مديرية الصناعة بمحافظة درعا.
التعليقات (4)