هؤلاء ... "أغروا" بوتين بالتورط في سوريا عسكرياً!

هؤلاء ... "أغروا" بوتين بالتورط في سوريا عسكرياً!

مرت المباحثات الأولية، بين وزيري دفاع الولايات المتحدة وروسيا "أول أمس"، بشكل روتيني لا يتناسب مع، ما أثاره القرار الروسي، بالتدخل العسكري المُباشر في سوريا، تحت "غطاء" الحرب على الإرهاب، من اهتمام إعلامي دولي. وهو برود مُريب، لا يشذ عما انتهجته إدارة أوباما، في تعاطيها مع الملف السوري المُلتهب، منذ نحو خمس سنوات.

عسكرياً، بدا الموقف الأميركي، بحسب التصريحات الرسمية مُهادناً، لا يتعلق برفض مبدأ التدخل العسكري الروسي في سوريا. بل بمستلزماته "التقنية" قبل أي شيء آخر. والتي تتطلب مزيداً من المناقشات "لتجنب حدوث مواجهات عرضية بين الطرفين، في ضوء الحملة ضد تنظيم داعش"، بحسب المتحدث باسم البنتاغون "بيتر كوك".

بالتزامن، بدت تصريحات الوزير جون كيري، مُنسقة. وتخضع للسقف العسكري، الذي حدده أوباما مسبقاً، حتى على "مستوى" الحدة" بالتصريحات.

هذا السقف، مع تجنب الدخول بشيطان "التفاصيل" قدر الإمكان. لن تتجاوزهما "المباحثات القادمة" بين الطرفين، بسبب رغبة مشتركة لديهما في إدارة الأزمة، بدلاً من تفكيكها. ووفقاً لشروط الاستثمار السياسي المُتبادل.

مبدئياً، يُتيح تدخل بوتين لأوباما، فرصة الحصول على ذريعة جديدة، تُخفف من أعباء الإحراج، في الاستمرار بممارسة "ضبط النفس" إزاء المأساة السورية. كما تُساعده على "تمرير" الوقت، وصولاً لموعد مُغادرته البيت الأبيض 2017. مع الاحتفاظ بحقه، في ترديد "لازمة"، أن لا دور "للأسد" في أي مرحلة انتقال سياسي. هي غير مُمكنة، على الأرجح.

بالمُقابل، يُتيح تفادي الخوض بالتفاصيل "لبوتين"، تجنب الإفصاح عن "استراتيجية مُتكاملة"، ومُبرارات كافية لتدخله "الدراماتيكي" ، لم تتبلور في ذهنه بعد. ولم تُترجم على الخرائط العسكرية والسياسية حتى اللحظة، على الأقل .

لا شك، بوجود "نوايا"لدى الرئيس بوتين، بالتدخل العسكري، بهدف لجم إيران بالدرجة الأولى، وإعادة الاعتبار للعامل الروسي، في "المسألة" السورية، بصفته صاحب الكلمة العليا. لكنه ايضاً غير واثق، من نجاح المغامرة. أو السيطرة على مجرياتها، خلال محاولة الإمساك "الاستراتيجي" بالورقة السورية سياسياً واقتصادياً، وسط صراع اقليمي شرس.

غياب الرؤية الاستراتيجية الروسية، هو ما يٌثير القلق حقيقة. ذلك، أنه يجعل "بوتين" المُنتشي "بآناه"، أكثر استجابة لإغراءات الانغماس"بالمحرقة" السورية، ليواجه حرباً دينية "مقدسة"، أشد ضراوة ، وامتداداً إلى "جمهورياتها" الإسلامية، من حرب أفغانستان.

فعلياً، لم يكن أوباما، صاحب الاغراء الوحيد لبوتين، حين ربط بين دعم "المُقاتلين المُعتدلين"، والتزام هؤلاء بمواجهة داعش دون الأسد. حيث تعرض بوتين للإغراء كذلك، من "أصدقاء وازنين"، في نادي الشعب السوري. عبر"ثرثرات" جانبية غير بريئة، مع المندوب الروسي الدائم ، في مجلس الأمن"فيتالي تشوركين". الذي اضطر مؤخراً، لفضح نفاق بعض "الأصدقاء"، اللذين تتفق مواقفهم، مع موقف موسكو تحت الطاولة، فيما تتناقض فوقها.

"إسرائيل" بدورها، لم تكتفِ بتسريب أنباء الحشد الروسي داخل سوريا. إنما واكبته بحملة إعلامية، تُزين "لبوتين"، عملية التورط، عبر التركيز على أهمية المصالح الروسية، والتلميح إلى حق موسكو بالتدخل لحمايتها. وإظهار عدم مُعارضة "تل أبيب" لذلك.

ما تأمله "إسرائيل"هو رجحان، كفة روسيا على إيران بالحد الأنى. ثم "بالحد المُمكن"، تجنيبها أعباء وتكاليف مواجهة مستقبلية مُحتملة، مع الفصائل الإسلامية، من خلال تورط الجيش الروسي "لصالحها"، في مواجهة شاملة، مع مقاتلي تلك الفصائل. الذين اكتسبوا مهارات وخبرات قتالية، لا يُستهان بها. عجزت عن مواجهتها قوات الأسد. مدعومة بحزب الله. إضافة إلى عشرات الآلاف، من المُقاتلين الشيعة المُتطرفين.

ليس مُستغرباً، أن يتلقى بوتين الإغراء الأكثر إثارة من زعيم عربي. أو ربما من أكثر من زعيم. محسوبين على معسكر "الثورات المُضادة"، من جماعة القومجية ، و"العسكرتاريا". التي ترى في الإسلام السياسي "السني" خطراً وحيداً، يُبيح التحالف مع الإسلام السياسي "الشيعي". رغم "تكشير" الأخير، عن مشروعه التوسعي "الفارسي" الحقيقي "، المُتدثر" بعمامة وعباءة "المُقاومة"، على حساب العرب أرضاً ووجوداً.

في سياق "المشروع الإيراني" المُعلن صراحة. لا تكتفي مصر بالوقوف "على الحياد" عملياً، إنما في السباحة عكس تيار الأمن القومي العربي المُشنرك. خصوصاً، في المواجهة مع أداة إيران "الحوثية" باليمن. وكأن سقوط باب المندب بيد طهران،.لا يُهدد خاصرة القاهرة، المُهددة أصلاً "بالتشيع السياسي"، وعلى "مرجعية" الولي الفقيه. بسبب فقرها أولاً، ولجذورها الفاطمية، وجاذبية مقاماتها الموجودة ثانياً. بما فيها "الأزهر" ذاته، المبني بأمر المُعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين.

في اليمن، كما في سوريا "الاقليم الشمالي". ترتكب مصر "سياسات"، لا تليق بمكانتها التاريخية، ودورها القومي القيادي المُتفترض، في المواجهة، مع المشروع الإيراني بالمنطقة، وحجر ارتكازه "دمشق".

أن تُترك الرياض وحيدة، باستثناء دعم قوى خليجية "محدودة" القدرة بشرياً، في "مواجهة " استراتيجية مصيرية مُندلعة. هذا خطأ قاتل، لا يجوز استمراره، لمجرد خلاف بالتكتيك، أو بالاجتهاد في سلم أولويات، لا يحتمل "الاجتهاد" أصلاً.

تعرف الإدارة المصرية، أن المعركة الفصل بين المشروعين المتواجهين بالمنطقة العربية، ليست في صنعاء. بقدر ما هي في دمشق، "درة" التاج الفارسي، بعد "العاصمة" المأمولة بغداد. كما تعرف القاهرة، بأن طهران حاولت "المُقايضة" على صنعاء بدمشق، وهذا

ما كشفه الرئيس "منصور هادي"، بعد فترة قصيرة من توليه السلطة، إئر التوقيع على المبادرة الخليجية، بشأن اليمن.

ما تعرفه "مصر" أكثر بكثير. ومع ذلك تتصرف "بعدائية" غير مفهومة اتجاه الثورة السورية. تصل إلى حد التبني لفكرة "بقاء الأسد"، الخاضع للوصاية الإيرانية المُطلقة. في استخفاف مُستفز، بالأمن القومي العربي، قبل مشاعر ملايين السوريين المنكوبين، والمرتبطين عاطفياً بمصر، كشقيقة تؤام.

الواقع، أن مواقف القاهرة، أشبه "بظواهر مُدهشة". لا تتفوق عليها، إلا مواقف اليسار، وعنتريات "القومجيين" العرب.

هؤلاء، وأولئك "عنزة ولو طارت". حيث الاحتلال الفارسي لأربع عواصم عربية، والذي يفوق "إسرائيل" اجراماً وتهجيراً هو "مقاومة"، وليس أطماعاً توسعية، لرجعية دينية تكفيرية، لليسار قبل اليمين . فيما الاحتلال الروسي، الذي تبادل "لافروف والمعلم" تصريحات التمهيد لإعلانه أمس. هو "تواجد" مشروع. لا يُعتبر تدخلاً خارجياً، أو انتهاكاً للسيادة الوطنية، أوإذدراءً لعنفوان قومي، بنظر الرفاق التقدميين!.

التعليقات (4)

    أنت نسيت أنبوب الغاز....

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    بوتين دخل بجيشه في سوريا ليمنع الغاز القطري والسعودي بالمرور إلى أوروبا بعد سقوط الأسد، خلال 3 أشهر. روسيا تريد بيع غازها لأوروبا بسعر عالي. وإذا سقط الأسد قطر والسعودية سوف يبيعون غازهم بنصف السعر.

    احمد

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ان العداء الواضح من حكام مصر لحركة الاخوان المسلمين جرفها الى مستنقع قذر جعلها في مصاف الدول الاكثر عداء لكل ماهو عربي ومسلم فلم تعد تميزبين الابيض والاسود فهي في حضن اسرائيل تعادي حماس وفي حضن روسيا وايران تعاودي الشعب السوري وفي حضن الامارات تعادي السعودية وقطر وفي حضن القطط السمان من المصريين تعادي شعبها وتزيده فقرا وبؤسا ... هكذا اعلام يعني هكذا فراعين جدد

    عبد الله

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    اتصور ان التدخل الروسي متفق عليه كضامن لانتقال سياسي مع تقسيم باسم كونفدرالية , ولا جديد في الموقف الامريكي المطلوب استبدال الاسد باسد مناسب , فعندما يقولون ان الحل في سوريا ليس عسكري وانما سياسي لايقصدون تحليل الموقف و انما ما سيفرض من قبلهم , لعدم تكرار التجربة الليبية المريرة بالنسبة لهم , اما الوجود الروسي فهو بديل لقوى اممية تضمن اي اتفاق و هو البديل الوحيد المناسب للعلويين والعموم عدا اهل السنة , لا اظن ان بمقدور الروس ان يفعلوا اكثر مما فعله الاسد , مجرد قوات جديدة تضمن الحدود المزعومة

    رضا الطيار

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    صدقت للاسف مش عارفين نوضح سياستنا حتى لانسقط نحن كرهنا الإخوان فى مصر لكن فى سوريا حاجة تانية خسرنا بسببهم المملكة ودعمها لنا
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات