روسيا في سوريا.. تصريحات علنية في المؤتمرات بعد أكاذيب الرؤساء !

تسارعت التصريحات والمواقف الأمريكية والروسية، بشأن تواجد الجيش الروسي على الأراضي السورية وحقيقة الدور الذي سيلعبه في المرحلة القادمة. وما بدأ كتحقيقات صحفية وصور تبادلتها وسائل الإعلام، عن تواجد قوات روسية على الأرض السورية، تحول إلى أمر واقع، ترجمته التصريحات والمؤتمرات الصحفية، لا سيما في الأيام الثلاثة الأخيرة، وكان أكثرها مباشرة ما قاله وليد المعلم وزير خارجية النظام اليوم السبت.

وتأتي هذه التصريحات بالرغم من أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" كان قد نفى أي وجود عسكري لقواته على الأرض السورية، وقال يوم الثلاثاء الماضي 15أيلول، أي منذ أربعة أيام فقط، إنه يدعم نظام الأسد، وأنه سيقدم للنظام جميع أنواع المساعدات العسكرية في المجال التقني، في نفي واضح لما تناقلته وسائل الإعلام عن قوات روسية على الأرض،"ونحن قدمنا لها وسنقدم في المستقبل جميع المساعدات الضرورية في المجال العسكري التقني، وندعو الدول الأخرى إلى الانضمام إلى جهودنا".

المعلم يعترف

اعترف "وليد المعلم" اليوم في لقاء مع تلفزيون "روسيا اليوم" بوجود قوات روسية على الأرض، تشارك نظامه في حربه التي سماها "كفاحاً"، وأكد أن الوجود الروسي تخطى مسألة تزويد النظام بالسلاح "نؤكد أن هناك شيئا جديدا يفوق تزويد سوريا بالسلاح، وهو المشاركة في مكافحة داعش وجبهة النصرة، وهذا شيء أساسي".

وجاءت تصريحات المعلم بعد أن كان، هو نفسه، قد نفى لتلفزيون النظام يوم الخميس الماضي وجود قوات روسية، مدعياً أن النظام ليس بحاجة للجنود، لكنه أضاف أنهم سيطلبون من الروس ارسال جيشهم اذا دعت الضرورة. وسارع "ديمتري بيسكوف" المتحدث باسم الرئيس الروسي "بوتين"، وفي أقل من 24 ساعة، للتصريح بأن روسيا ستبحث في أي طلب يقدمه النظام لارسال جيشها، لتكون تصريحات المعلم اليوم كخاتمة واضحة للتصريحات المتبادلة.

تفادي الصدام

وكان وزيرا الدفاع في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، أجريا يوم أمس الجمعة، أول محادثات بينهما منذ أكثر من سنة حول سوريا، وتمحورت محادثتهما حول تبادل المعلومات لمنع التصادم بين القوات، مما يعني أن التدخل العسكري الروسي دخل مراحله الأخيرة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن المكالمة الهاتفية بين الوزيرين الأمريكي "آشتون كارتر" والروسي "سيرجي شويجو" دامت 50 دقيقة، تخللها اتفاق على المزيد من المحادثات الأمريكية الروسية بشأن سبل إبقاء جيشيهما بعيدا عن بعضهما، فيما يعرف في اللغة العسكرية "بتفادي الصدام"، بحسب رويترز.

كيري !!

من جهة أخرى قال وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، اليوم السبت، إن بلاده ترحب بمشاركة روسيا في التصدي لـ"تنظيم الدولة" لكنه أشار إلى أن هناك حاجة للدخول في عملية تفاوض للوصول إلى تغيير سياسي، ودعا كيري كلاً من روسيا وإيران إلى استغلال نفوذهما لدى بشار الأسد لإقناعه بدخول العملية السياسية.!

وأضاف كيري، الذي كان يتحدث بعد لقائه مع وزير الخارجية البريطاني "فيليب هاموند"، عن مسألة رحيل بشار الأسد "خلال العام ونصف الماضي قلنا ان الأسد يجب أن يرحل لكن ما المدة والطريقة ... هذا قرار يجب أن يتخذ في إطار عملية جنيف والتفاوض."

وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز، "ليس بالضرورة أن يكون من اليوم الأول أو الشهر الأول... هناك عملية يجب أن تجتمع فيها كل الأطراف معا للتوصل إلى تفاهم بشأن كيفية تحقيق ذلك على أفضل وجه."

وبدا هاموند متفقاً مع كيري حيث قال إن الأسد لا يمكن أن يكون جزءا من مستقبل سوريا على المدى البعيد "لكن يجب أن تكون الطريقة والتوقيت جزءا من حل سياسي يسمح لنا بالمضي قدما."

وأضاف هاموند أن الوضع في سوريا الآن أكثر تعقيدا مع زيادة التدخل العسكري الروسي في البلاد.

وتابع "بسبب التدخل الروسي بات الوضع في سوريا أكثر تعقيدا ونحن بحاجة لمناقشة هذا في إطار مشكلة أكبر بكثير - ضغوط الهجرة والأزمة الإنسانية في سوريا علاوة على الحاجة لهزيمة الدولة الإسلامية."