الكشف عن مخبأ "البغدادي" .. وهذه هي "تورا بورا" العراقية!

الكشف عن مخبأ "البغدادي" .. وهذه هي "تورا بورا" العراقية!

ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، يتخذ من "البعاج" العراقية، ملاذاً له باعتبارها، المنطقة الأكثر تحصيناً في العراق.

أُصيب .. لم يُصب!

الصحيفة، نقلت عن المُحلل العراقي هشام الهاشمي. الذي وصفته بالخبير في شؤون تنظيم الدولة تأكيده. بأن البغدادي بات مضطراً للاختباء في مكان واحد مؤمن. وأن الرجل لم يعد بإمكانه التحرك، داخل المناطق الخاضعة لسيطرته، إثر تعرضه لإصابة بالغة، خلال غارات جوية للتحالف الدولي، في آذار الماضي.

اللافت، أن الهاشمي. يتمسك بصحة تقارير إعلامية، منها ما نشرته "الغارديان" البريطانية في آذار 2015، حين تحدثت عن إصابة "البغدادي"، رغم تأكيد وكالة الاستخبارات الأمريكية السي اي ايه، في حينه. على عدم صحة تلك التقارير. وإشارتها إلى أن "البغدادي" بخير، ولا يزال على رأس التنظيم، والمسؤول المُباشر عن العمليات اليومية. كما أعادت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في نيسان الماضي، التأكيد بأن لا شيئ يُشير، إلى أن البغدادي "أصيب أو قُتل"، وذلك على لسان المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيفن وارن.

كذلك، كانت معلومات، تم تداولها على نطاق واسع، نقلاً عن مصادر أمنية عراقية في الشهر 11/2014، أشارت إلى إصابة البغدادي في غارة للتحالف. وهو ما أكدته يومئذ تغريدة، على حساب في "تويتر" منسوب، للناطق باسم التنظيم، "أبو محمد العدناني"، جاء فيها (وهل تظنون أن الخلافة تنتهي باستشهاد الخليفة ... نطمئن الأمة بأن أميرها أبو بكر البغدادي بخير، ولله الحمد، أدعوا له بالشفاء العاجل).

واضح، أن الهاشمي، لا يستند في معلوماته إلى تغريدة العدناني. إنما إلى "المعلومات" حول غارة آذار الماضي، رغم تأكيدات الكولونيل وارن بأن "البغدادي"، لم يكن هدفاً لغارات التحالف في ذاك اليوم.

"تورا بورا" العراقية!

وبحسب "لوموند"، تُسمى المنطقة، التي تؤي البغدادي "بتور بورا" العراق، تيمناً بنظيرتها الأفغانية "معقل طالبان"، التي استعصت على الجيش الأمريكي. ذلك أنها تحتوي، على العديد من التلال والكهوف ، ما يجعل الوصول إلى المقاتلين فيها صعباً. لذا تُعتبر مركز العصب للتنظيم، ومنطقته الاستراتيجية. حيث تمتد على مسافة 400 كم. بدءاً من "البعاج" على حدود العراق الشمالية، وصولاً إلى "الرطبة" على الحدود الأردنية. إضافة إلى توزع "جغرافيتها" مثل، نينوى، دجلة، عفريت، الجزيرة. ثم البوكمال، دير الزور. بين طرفي الحدود العراقية - السورية.

تلك المنطقة، لا تزال تحت سيطرة طائرات التحالف، التي تجوب سمائها منذ 2004، دون تحقيق أي نتيجة. بل إن العديد من الجنود الأمريكيين، ذهبوا ضحايا عمليات في المنطقة. وشهدت خلال ربيع العام الحالي، وقوع غارة على "البعاج"، استهدفت قيادياً في "داعش" وفق "لوموند". كما نقلت الصحيفة، عن المحلل هشام الهاشمي. اعتقاده بالصعوبة الفائقة في تعقب الجماعات المقاتلة، بسبب ابتعادها عن استخدام تقنيات الاتصال الحديثة، واعتمادها على النساء في إيصال الرسائل.

أضافت الصحيفة، بأن "عشائر" المنطقة، الموصوفة بصعوبة المراس والتزمت "السني"، والتي تعمل بتهريب الأسلحة والماشية. امتنعت عن القيام بأي مواجهة مع تنظيم الدولة، منذ أن أعلن عن نفسه، في الخامس من كانون الثاني 2014.

"لوموند" اعتبرت المنطقة، بمثابة الموطن لقادة التنظيم، ودار ضيافة لاستقبال قادة الكتائب المُبايعين "للبغدادي"، والمُقاتلين الأجانب. عدا اعتمادها كمركز لمعسكرات التدريب، وتخزين الأسلحة.

يقع "البعاج" وفقاً لما طالعته "أورينت نت" إلى الجنوب من الأنبار، وإلى الغرب من الموصل جنوبي جبل سنجار، على الحدود العراقية السورية. فيما تُحاذيه محافظة الحسكة، على الجانب السوري.

ويبلغ عدد سكان قضاء البعاج، نحو 175 ألف نسمة، غالبيتهم من العشائر العربية. ويتميز بنزعتة لتحكيم القضاء العشائري . وهو من أبرز أقضية محافظة نينوى العراقية، إذ يحل الثاني من حيث المساحة الجغرافية.

كتائب متخصصة، وجيش "عرمرم"!

لعل، من أكثر ما تضمنه تقرير "لوموند" إثارة، هي المعلومات عن خمس كتائب. يتراوح عدد المُجندين بكل فصيل منها، ما بين 300 - 500 مقاتل. مُقسمة بحسب الجنسية والتخصص. وتأتي في المقدمة الكتيبة الليبية، وهي الأكثر ولاءً لزعيم التنظيم "البغدادي". في حين تتألف الوحدة المُختصة بحماية قادة التنظيم، من مقاتلين خليجيين، وآخرين من دول المغرب العربي. فيما توكل مهام جمع غنائم الحرب والضرائب ونقل الأسلحة، إلى الكتائب المكونة، من مقاتلي أوروبا الشرقية وأسيا. بينما تختص الكتيبة السورية، بحماية "ولاية" الرقة. ويُشكل لواء "تحرير الموصل" وغالبيته من العراقيين بنسبة 80%، رأس حربة التنظيم الضاربة.

بحسب "لوموند"، يُقدر عدد مُقاتلي تنظيم الدولة، ما بين 100 - 150 ألف مقاتل من العراق وسوريا. إضافة إلى ما يُقارب 15 ألف مقاتل أجنبي.

"الصحيفة" أفادت، بأن التنظيم خسر 19 قائداً من أصل 43 قائداً، جراء ضربات التحالف، منذ أب / 2014.

يُذكر، أن الظهور العلني الوحيد، لزعيم تنظيم الدولة "أبي بكر البغدادي". كان في 4 تموز 2014، خلال خطبة "الجمعة" 6 رمضان، في الجامع الكبير، بمدينة الموصل العراقية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات