باسل مازال يحلم بقيادة السيارة بالرغم من فقده لقدميه!

باسل مازال يحلم بقيادة السيارة بالرغم من فقده لقدميه!
قصة جديدة تكتب في سفر اصرار الشعب السوري وتمسكه في الحياة الكريمة , وهذه المرة بطل قصتنا طفل لم يتجاوز عمره بعد عدد أصابع كفيه الصغيرتين التي فقد احداها مع بتر في كلتا قدميه , باسل الريابي ذلك الطفل البريئ الذي غيرت لعبة امام منزله مع أصدقائه في درعا مجرى حياته كلها .

قصة إصابته :

باسل طفل سوري من مدينة درعا- انخل , عاش ظروفا صعبة ضمن عائلة دفعت ثمنا باهظا للحرية, حيث استشهد والده بقصف للطيران في مدينة جاسم , وأخوه معتقل في سجون النظام , فاضطرت أمه إلى النزوح إلى دمشق , هربا من بطش القذائف والبراميل , لتعود بعد فترة به وبأخته التي لم تتجاوز الخمسة عشر عاما , إلى درعا البلد .

خرج باسل من منزله مع صديقيه ,يحلمون بيوم سماؤه زرقاء خالية من الطيران الحربي , فلم يجدوا كرة يلعبوا بها , إلا كرة حديده لم يعلم باسل أنها بقايا قنبلة عنقودية , انفجرت القنبلة بيده اليمنى ففقدها وبترت ساقيه وقتل احد صديقه والثاني تشوه بحروق بليغه .

الرحلة إلى الأردن :

خرجت أم باسل تاركة أخته في درعا ’ هائمة على وجهها باتجاه الأردن ,فاستقبلته أطباء بلا حدود في مشفى الرمثا , جلست والدته بقربه ما يقارب الشهر ونصف ثم اضطرت للعودة من اجل أخته , ولم تستطع الرجوع إلى الأردن مرة أخرى , باسل بقي عند خالته , عاش حال نفسية صعبة بفقده التواصل مع ما بقي من أسرته , أمه التي هي سنده في هذه الحياة , مع استقرار حالته وبتر ساقيه من الركبة وكف يده اليمنى وثقب في غشاء الطبل في أذنه اليسرى , أصبح باسل بحاجة لعناية خاصة نفسية وجسدية , وكان من حسن حظه انه تم نقله إلى مركز سوريات عبر الحدود .

انتقاله إلى سوريات عبر الحدود:

انتقل باسل إلى منظمة سوريات عبر الحدود ,عبر شخص يدعى أبو محمود يهتم بأمور الجرحى , وكانت نقلة نوعية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , فقبل العلاج وفرت له سوريات عبر الحدود الرعاية النفسية الكاملة في محاولة لتعويضه عن العائلة , وفي حديث مع السيدة (نسرين خزنة كاتبي) إحدى أعضاء منظمة سوريات عبر الحدود حول رؤيتها عن باسل قالت : باسل طفل مميز بذكائه , ومليء بالحيوية ولديه رغبة قوية بالحياة بالرغم من وضعه الصعب صحيا , يحب اللعب كثيرا , يمتلك طاقات هائلة ,وأظن أن له مستقبل ممتاز , ومنذ وصوله إلى المركز حاز على حب جميع فريق العمل من معالجين وإداريين وحتى الجرحى الموجودين في مركز سوريات عبر حدود.

وفي سؤال للسيد وليد الممرض في منظمة سوريات عبر الحدود , والذي يعتبر أكثر شخص مقرب له ومطلع على وضعه الصحي بالكامل أخبرنا أن عن وضعه الصحي , استطعنا توفير المعالجة الفيزيائية , وتم نزع بعض الشظايا التي ما زالت عالقة في وجه باسل , وما زال هناك المزيد من الشظايا تحتاج وقت لنزعها , وهناك عملية تصحيح بتر نعد لها , حتى نستطيع تركيب طرف صناعي .

وعن النشاطات الأخرى حدثتنا السيدة نسرين , فقالت" استطعنا تسجيل باسل في المدرسة , والآن يدرس الصف الأول بدلا من الصف الثالث بسبب انقطاعه لسنتين عن المدرسة , يحب المدرسة كثيرا , وفي اختبار الذكاء أبدى مستوى متقدما بين أقرانه , والمميز أن باسل يحب السباحة كثيرا , لذلك نأخذه إلى المسبح بشكل دائم .

باسل عبر عن ما في داخله:

وفي حوار مع باسل عن المستقبل :قال أحب أن أتعلم قيادة السيارة حينما اكبر , ولا أريد العودة إلى سورية الآن , (لأنو لسى في قصف )حسب تعبيره الطفولي , خرجت في معظم المظاهرات في بلدتي وأتمنى العودة ولكن بعد النصر, وتابع باسل " أحب السباحة كثيرا , والمدرسة أيضا , اعتبر المركز الآن بيتي وكل الشكر للرعاية والحب والاهتمام الذي شعرت به من المشرفات على منظمة سوريات عبر حدود وكامل الفريق .

الأمل والحيوية يمكنك أن تراهم في وجه باسل البريء , واصراره على الحياة , خير دليل على اصراره , ليكون ما يريد في المستقبل القريب , كل الشكر من القلب لمنظمة سوريات عبر الحدود ذات الأيادي البيضاء في اعادة الأمل لباسل , ومن خلال نشاطاتهم الإغاثية والتعليمية والعلاجية الضخمة , أعادوا الأمل لكثير من السوريين , والأحرى أن يكون اسم المنظمة "أمهات عبر الحدود "

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات