في سجون بولندا لاجئون سوريون منسيون

في سجون بولندا لاجئون سوريون منسيون
" سجينٌ في الغربة" عنوان مؤلم لقصة مهاجرين سوريين ، كانوا متجهين إلى ألمانيا في رحلة الموت فوصلوا بعد أن تاه بهم الطريق إلى بولندا التي تمنع العبور من أراضيها بطريقة غير شرعية ، لتبدأ رحلة اعتقال وعذاب جديدة لا يعلمون متى تنتهي في ظروف سيئة جدا.

وبعد أن هرب السوريون من سجون الأسد ليبحثوا عن ملاذ آمن وجدوا أنفسهم عالقين في سجون أخرى، فالمكان المحتجزين فيه هو (كامب عسكري) في دولة بولندا التي ورثت كل مخلفات النظام الاشتراكي البائد

بداية مؤلمة

هكذا بدأ " حسن علي" من مدينة منبج السورية حديثه وهو يحكي قصته :

"نحن سوريين معتقلين في بلد اسمها بولندا، وقد كنا في هنغاريا ، وخرجنا منها لكي نذهب إلى ألمانيا، لكن السائق أخطأ طريقه فدخل بنا إلى بولندا بدلاً من ألمانيا ، وفي بولندا تم اعتقالنا من شرطه الحدود البولندية وأخذونا إلى سجن لمدة ثلاثة أيام وبعد ذلك تم نقلنا إلى محكمة ، حيث اتخذ القاضي قراراً بحبسنا ثلاثة أشهر"

وقد ذكر "حسن" أن الشرطة قد أجبرت ابنيه الشابين على الانفصال عنه ونقلهما إلى سجن آخر، فرفض الشابان مما جعل الشرطة تكبلهما وتقوم بضربهما ضرباً مبرحاً ومن ثم عزلهما عن والدهما.

ثمة سيدة سورية من حلب تم اعتقالها قبل حسن تدعى " غيثاء الجاسر" وفي سؤالها عن قصة وصولها إلى السجن في بولندا أجابت:

"بعد أن استشهد زوجي وأولادي في قصف طيران النظام فوق منزلي ، عزمت على السفر إلى السويد جواً من اليونان وفي الطريق نزلت ترانزيت في بولندا وتفاجأت بأنه تم اعتقالي واقتيادي إلى هذا السجن الذي لم يكن فيه أي سوري وكانت تهمتي اجتياز البلاد بشكل غير شرعي"

تضيف السيدة غيثاء قائلة " مضى على وجودي هنا في هذا السجن قرابة الثلاثة أشهر ، تمّ تخييري بين أن أبصم وأطلب اللجوء في بولندا، وبين السجن ولا أعرف إلى متى سأبقى هنا".

وفي سؤالها عن الأوضاع المعيشية أجابت غيثاء" السجن مختلط وهذا من أصعب الأمور علينا كسيدات، وهناك مضايقات من المحتجزين معنا من الجنسيات غير السورية"

ثم تابعت" الطعام الذي يقدم غير كافي وسيء للغاية، إضافة إلى موضوع النظافة المهمل كلياً ، والقمل الذي عشش في الوسائد والبطانيات، كما أن البطانيات غير كافية والبرد هنا قارس" .

ظروف سيئة جداً

أما المعتقلون الجدد الذي وفدوا إلى السجن بعد السيدة غيثاء فهم موزعون على ثلاثة سجون متفرقة ، عددهم قرابة الثلاثين شخصاً معهم أطفال صغار، وقد مضى على وجودهم هناك نحو خمس وعشرون يوماً في ظروف سيئة، حيث حدثنا عنها" نور الدين" :

" نعامل فيه معاملة سيئة جداً ولا يتم تقديم الحليب والغذاء ولا حتى الدواء للأطفال الرضع ، عددنا 30 شخصاً سورياً يوجد معنا أطفال في مختلف المراحل العمرية".

وفي حادثة أخرى يوجد شخص يدعى عماد اللحام ، وهو يعاني من مرض قلبي ولا يمتلك دواء ، كما أنه غير مسموح له بجلب الدواء وقد اضرب عن الطعام لأنه لا يريد البقاء بهذا الذل، فقاموا بنقله ووضعه في المنفردة وحيداً دون طعام ودواء.

وذكر المعتقلون هناك أن السجن يضم جنسيات متعددة من أفغان وشيشان وعراقيين وفلسطينيين، كما أن الهواتف التي لا تحتوي كاميرات مسموح بها ، وأما التي تمكن من الاتصال بالانترنت فمسموح بها في أيام محددة ، بعد أن يتم تعطيل الكاميرات فيها، لكي لا ينقل المعتقلون الواقع المزري للسجن.

وتم عرض المعتقلين على القاضي الذي أخبرهم أنهم إذا لم يقدموا على طلب لجوء في بولندا سيصدر بحقهم حكم قضائي يؤدي بهم إلى السجن، بالإضافة إلى عدم توفير مترجم لإيضاح الامور، ولم يتم توكيل محامي لهم .

وفي اتصال مع السيد "فراس حاج يحيى" المحامي بمكتب الائتلاف القانوني لسؤاله عن وضعهم القانوني والنصيحة التي يقدمها إليهم أجاب :

"بأن الأفضل لهم أن يطلبوا اللجوء وخلال ثلاثة أسابيع سوف يتم إطلاق سراحهم ، ومن ثم بإمكانهم متابعة الطريق إلى ألمانيا، لأنهم إن لم يطلبوا اللجوء سوف يسجنون لمدة طويلة يحددها القانون الخاص بالهجرة غير الشرعية "

ووعد السيد فراس حاج يحيى أن تتحرك الجهود باتجاه حل قضيتهم .

من الجدير بالذكر أن المعتقلين السوريين هناك كانوا قد وجهوا كلمة للعالم الحر مفادها :

" نرجو إنقاذنا من هذه المأساة ومن هذا السجن الذي نحن فيه دون ذنب في ظروف سيئة نفسيا وجسديا ، فكيف يحكم القاضي على أطفال ورضع ونساء بالسجن في دول تعتبر نفسها من الدول المتقدمة."

التعليقات (2)

    yassin

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    I leave in poland ,i nevera dirty people like them,

    سوري

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    اين الائتلاف السوري اين الناشطين في اوربا البولنديين قبل ان ينضموا الى اوربا كانوا حثالة عمال في اليونان نسائهم ورجالهم والشيوعية وسخت افكارهم
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات