فرنسا تتضامن مع قضية اللاجئين السوريين

فرنسا تتضامن مع قضية اللاجئين السوريين

مع تواصل الحرب التي يشنها النظام السوري ضد المدنيين، واستمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى أوربا والمعاناة التي يواجهونها في طريقهم، وكان آخرها صورة الطفل السوري الغريق إيلان، نفذت في العاصمة الفرنسية وقفة تضامنية مع قضية اللجوء السوري، الوقفة التي شارك بها الآلاف بدعوة من أحزاب وهيئات وجمعيات فرنسية وبمشاركة واسعة من الجالية السورية والجاليات العربية بالإضافة للفرنسيين المناصرين للثورة السورية. وشهدت الوقفة التضامنيةوالتي جرت في الأمس في ساحة الجمهورية"روبلبيك"وسط العاصمة الفرنسية، حشد جماهيري ضخم، تندد بالصمت الدولي إزاء المجازر المرتكبة بحق المدنيين، مطالبةً الحكومة الفرنسية باستضافة اللاجئين من الحرب التي أشعلها نظام بشار الأسد.

وقال الدكتور بشر حاج إبراهيم في تصريحات لصحيفة"أورينت نت"خلال الوقفة:"إن الثورة السورية بمآسيها وصمة عار على جبين الإنسانية كلها، طالما بقي نظام بشار الأسد على إجرامه وتمنعه عن تطبيق القرارات الدولية، بسبب تغاضي وتشجيع قوى فاعلة بالمجتمع الدولي له وحمايته".

وطالب حاج إبراهيم المجتمع الدولي:"احترام القوانين الدولية وتنفيذها بحق النظام السوري، لا أن يستنكف عن القيام بأدنى واجباته في هذا الشأن". وحذر الدول العربية من"اشتداد المخاطر المحدقة جراء استمرار هذه المأساة، المستمرة منذ خمسة أعوام، والعودة إلى وعي أهمية العمل على استعادة الشعب السوري لحريته".

وقال حاج إبراهيم:"حري بالمجتمع الدولي على استخلاص الدروس من الشعب السوري المصر على استعادة حقوقه، حيث أظهر السوريين في تصديهم للعدوان الأسدي، ثابت أهدافهم، وعلينا كجاليات في أوربا رص الصفوف لدعم أهالينا بالداخل، وتعميق وحدة المعارضة السورية، وإتخاذ الأدوات والأساليب المناسبة لمواجهة العدوان الأسدي".

وحيا حاج إبراهيم:"شهداء الثورة السورية وأطفالها والمصابين تحت الأنقاض والثوار فيها"وذكر بأن"السوريين مستمرين في إفشال العدوان المستمر منذ خمسة أعوام، ومنعوه من تحقيق هدفه بقمع الثورة السورية بفضل تضامنهم واحتضان بعضهم لبعض، وبفضل قوة وصلابة وصمود الثوار وبسالتهم وتضحياتهم، رغم الأداء السياسي والدبلوماسي والإغاثي المتواضع للمعارضة الرسمية".

واعتبرت الناشطة السياسية السورية رنا الجندي في تصريحات لصحيفة"أورينت نت"أن":ما يجري في سوريا غير مقبول بعيداً عن كل الحسابات، إذ أن ما نراه من صور، تحديداً الصورة الأخيرة للطفل الغريق إيلان، غير مقبول". وسألت الجندي:"إن لم يتدخل مجلس الأمن في أوضاع كهذه، فمتى يتدخل؟". وشددت الجندي على أهمية انعقاد وقفة تضامنية بهذه المشاركة الجماهيرية الحاشدة، بدعوة من أحزاب وقوى وجمعيات فرنسية وبحضور شخصيات فرنسية بارزة على وزن وزير الخارجية الفرنسية الأسبق.

وعلق الصحفي السوري عامر أحمد على العدوان الذي يشنه النظام ضد الثورة السورية، وقال:"مع استمرار المحرقة اليومية في سوريا، يعجز المرء عن العثور على كلمات في أي قاموس تعبر عن السخط والغضب إزاء ما يُجري، في ظل حال السقوط الأخلاقي الكامل لكل مكونات ما يسمى المجتمع الدولي والعربي، حيث تتراوح المواقف بين المتفرج الذي يضمر في الباطن كرهه لسوريا وشعبها، وبين المبرر للنظام عدوانه المستمر، وبين اللامبالي الذي لا تعنيه إحصاءات الأرقام وأعداد الشهداء المتزايدة يومياً والتي ناهز عددها ٥٠٠ألف منذ بدء الثورة السورية". وسأل أحمد:"ألم يدرك حكام العرب المنتمين إلى العهد الجديد أو القديم، أن الثورات وحدها من تعطيهم شرعية الوجود وليس العكس؟". وقال أحمد:"للذين يعولون على تحول الثورة السورية إلى أشلاء فقط، فإن هذه الثورة ستنتج من هذه الأشلاء مستقبلاً أفضل".

وقفات تضامنية في مدن فرنسية

وترافقت الوقفة التضامنية في باريس مع وقفات تضامنية في مدن فرنسية أخرى منها رانس وستراسبورغ ونانت، حيث شهدت الساحة السياحية في مدينة رانس القريبة من العاصمة الفرنسية، وقفة تضامنية رفعت فيها أعلام الثورة السورية وصُور للطفل السوري الغريق إيلان، ووزعت الجالية السورية في رانس بيان على المارة، يندد بالجرائم المرتكبة من قبل النظام السوري بحق الثورة واللاجئين ومنهم الطفل الغريق إيلان.

واعتبر حسن الحسن رئيس جمعية"التجمع للدعم الإنساني في رانس"في تصريحات أدلى بها عبر الهاتف لصحيفة"أورينت نت"قائلاً:"أن المجازر التي يرتكبها النظام بحق الثورة ترتقي لتكوين شبيهة بالمجازر التي أرتكبتها النازية بحق الإنسانية، بل هي أبشع من ذلك في سوريا، ونرفض المساواة بين الضحية ممثلةً بالشعب السوري، والجلاد ممثلاً ببشار الأسد، وبشار ما زال يتلطى خلف المجتمع الدولي المتغاضي عن الجرائم التي يرتكبها يومياً". وسأل الحسن:"أين هو موقف الحزب الإشتراكي الفرنسي من المحرقة الجديدة، المرتكبة بحق الشعب السوري وتراثه؟". وقال الحسن:"أما المجتمع الدولي فهو على درجة من الغباء التي لا توصف". وتابع الحسن:"علينا كجاليات سورية منتشرة في أوربا رص الصفوف للوقوف في وجه الإجرام الأسدي".

التعليقات (2)

    Meryem

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    الدعوة لم تكن من أحزاب وهيئات فرنسية رسمية بل انطلقت من أقراد ومواطنين فرنسيين يرفضون مشاهدة ما يتكبده السوريون من معاناة جراء الحرب الدائرة في سوريا وأرادوا التعبير عن تضامنهم وتعاطفهم مع اللاجئين الهاربين من ويلات الحرب، لذلك قرروا التجمع والدعوة لاستقبالهم في فرنسا، بالإضافة إلى أن النداء كان ضد أي تجيير حزبي أو نقابي أو سياسي لهذا التجمع مهما كان...

    السوري

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    سوف يدفع الغرب ثمنا باهظا من ترك السرطان الاسلامي يدخل في جسم الحضارة الغربية ليدمرها من الداخل لكاذا لا يذهبون الى قطر والسعودية والخليج الذي دمر بلادنا بسلاحه من اجل الحرية وبلادهم واحة للحرية والديمقراطية اضافة لنظرية ابن خلدون الاسلام هو سبب تدمير الحضارات ولا ينفع معهم الا لغة العصى كما يفعل المسلمون الخليجيون وكما يفعل الحكام سلام على اوروبا هذه لخظات الوداع واخر خيوط الحضارة التي سيقطعها الاسلام سوف اشتم كثيرا ولكن هذه هي الحقيقة المرة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات