روسيا تبسط نفوذها على سوريا بأكملها

روسيا تبسط نفوذها على سوريا بأكملها
من المحتمل أن تكون مساعي موسكو متجهة نحو إتمام مهمتها الجديدة في الزحف إلى نطقة الشرق الأوسط المرعبة

فمع نهاية فصل الصيف تتزايد الاحتمالات بمغامرات روسية جديدة، فكأن روسيا لم تكتف بلعبتها في أوكرانيا، حيث شهد الشهر الماضي ، موجة من التقارير حول التمدد اللامتناهي لنفوذها في سوريا.

وكانت بعض المزاعم التي وردت في أحد التقارير، تشير إلى أنّ الطيارين الروس، يستعدون لمؤازرة القوات الجوية السورية في شن غارات على امتداد رقعة الأراضي السورية، وإلقاء الصواريخ ليس على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام فحسب، بل على كل مناوئي الأسد، ممن هم مؤيدون لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، أو غير مؤيدين.

وقد أوضحت العديد من المصادر، ممن جرت استشارتهم حول هذا الموضوع ، أنّ البنتاغون يواجه حالة قلقٍ متفاقمة حيال استعادة روسيا دورها المحوري في سوريا، إذ أدلى ضابط سابق في الجيش الأمريكي بتصريح لصحيفة دايلي بيست، قائلاً: "لقد اُخبرت بأشياء من هذا القبيل ، في الحقيقة لانستطيع الحديث عن هذا الموضوع، ولكن هناك ما يمنحني انطباعاً أنّ في هذه المزاعم شيئاً من الصحة".

إن بعض هذه التقارير قابلة للتحقق من مصداقيتها، ففي 22 آب نشر موقع البوسفور الإلكتروني، وهو موقع يعنى بالأساطيل البحرية، صوراً تظهر سفينة الإنزال الروسية، من فئة التمساح" نيكولاي فيليتشينكوف" وهي قطعة تابعة لأسطول البحر الأسود، أثناء عبورها مجتازة الممر المائي الأكثر شهرة في استانبول، قبل يومين، متجهة نحو وجهة مجهولة في البحر المتوسط.

ولكن الأمر الذي كان ملاحظاً حول السفينة فيلتشينكوف، هو أنّ المعدات العسكرية كانت ظاهرة في شكل واضح على ظهر السفينة، تحديداً شاحنات كاماز، كما أنّ مشهد الأغطية القماشية في الشاحنات، يوحي لك بأن الحمولة المتواجدة على ظهر السفينة، لا تقلّ عن أربع ناقلات جند قتالية BTR، بعيداً عن تلك التي يمكن أن تكون موجودة في مستودعات السفينة "

في 24 آب، كشفت مدونة أوريكس، والتي تتابع التحركات العسكرية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن ناقلة جند على الأقل من نوع BTR _82A، قد رست في مدينة اللاذقية الساحلية، والتي تنحدر منها عائلة الديكتاتور السوري بشار الأسد، والتي جرى استهدافها مؤخراً بشكل لافت من قبل جيش الفتح، وهو مجموعة من الفصائل الإسلامية، بما فيها جبهة النصرة، الإصدار السوري من تنظيم القاعدة.

ولهذا، ولأنّه من المهم بالنسبة للأسد، أن يتم تحصين اللاذقية من هجمات الثوار فقد قام نظامه بشن هجمات مضادة، مستعيناً بالجيش العربي السوري، الحرس الجمهوري، وقوات الدفاع الوطني وهواتحاد مؤلف من مجموعة من الميليشيات الطائفية، المدرّبة والممولة من قبل الحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس.

وبشكل يختلف عن ناقلات الجندBTR من جيل الثمانينات- التي أرسلتها روسيا سابقاً لسوريا، ومن بينها تلك التي أرسلت كجزء من صفقة نزع الأسلحة الكيماوية، التي أبرمت بين موسكو وواشنطن، فإنّ ناقلة الجند BTR-82A التي رصدت في مدينة اللاذقية، تحمل رقماً هو 111، جرى تمويهه، حسب ما ورد في مدونة "أوريكس"، فناقلات الجند BTR من طراز الثمانينات، والتي وصلت لإتمام الصفقة الكيماوية، لاتحمل أي علامات تكتيكية، وكانت جميعها مطلية باللون "الخاكي" ، كما أن الناقلة التي يجري الحديث عنها هي حديثة جداً، وقد دخلت الخدمة عام 2013.

ولكن المسألة الأهم هي ما رصدته وسائل الإعلام الرسمية التابعة لوزارة الدفاع، والذي جرى الكشف عنه بالمصادفة، خلال بث واحد من تقاريرها الإخبارية، التي كانت تبث من "جبهة اللاذقية" ، حيث أظهرت القناة المقاتلة وهي تعمل، كما أنّها التقطت بما لا يقبل الخطأ أجد المتحدثين باللغة الروسية، في خلفية التقرير. كان الناطق بالروسية يعطي تعليمات عسكرية لطاقم ال BTR-82A ـ إليكم الترجمة:

تعالوا بسرعة.

ارموا

اعيدوا الكرّة ثانية

طواويس..طواويس..نحن نتحرك الآن

إن مفردة طاووس ، وهي كلمة تستخدم للدلالة على الجندي الروسي، وهذا يعني أنّه أياً كان من يشغل هذه الآلية المدرعة، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أنّ ناقلة الجند BTR-82A كانت تطلق النار ، كما ظهر في مقطع الفيديو، فإنه إما أن يكون ما جرى بثه هو تمرين اختبار، تمّ التقاطه أثناء التسجيل، أو أنّه على الأرجح لقطات من معركة حقيقية. وهذا بالذات دليل مقنع، على أنّ الروس قد انخرطوا في صفوف الجيش السوري.

وقد اعترف أناتولي سيرديوكوف في أوائل عام 2012 ، والذي أصبح فيما بعد وزير الدفاع الروسي، أن روسيا لديها "استشاريين تقنيين وعسكريين" في سوريا. غير أنّ هذه التسميات لا تعني بالضرورة ، ما تعنيه تماماً في الغرب. حيث يقول "كريس هارمر، وهو ضابط سابق في البحرية الأمريكية، ويعمل حالياً في معهد دراسات الحرب: "في أمريكا، أن هناك خطاً واضحاً يفصل بين المستشار العسكري، العنصر في الجيش، وبين العنصر في CIA" ثم يتابع قوله: " إن روسيا تموه هذه الخطوط الفاصلة".

فيما أوضح أحد الضباط النشطاء في جهاز الاستخبارات الأمريكي لصحيفة دايلي بيست أنه لا يوجد "أحد متفاجئ من وجود تجهيزات عسكرية روسية حديثة، في المنطقة، ما يؤدي بالضرورة إلى وجود قوات روسية تتلقى تدريبات على هذه الآليات ـ غير أن الخط الفاصل بين تلقي التدريبات والمشاركة في المعارك غير واضح وضبابي. إلا أنّ المؤسسات الاستخبارية لم تلحظ شيئاً من شأنه أن يؤكّد أن ّروسيا لا تشارك في القتال".

ما يجري نقاشه بشكل كبير في الأوساط التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية ، هو ما ورد في تقرير نشر على موقع YNet الإسرائيلي، يوم الاثنين، أنّ "قوة هائلة " تابعة للجيش الروسي، قد وصلت حديثاً إلى دمشق، ومن ثم حولت فصيلاً تابعاً لسلاح الجو السوري إلى القاعدة التي تشرف عليها بشكل مباشر، كما أنه من الواضح أن طيارين روس سيبدؤون بالقيام بمهمات حربية، كما كتب أليكس فيشمان في YNet، مخاطباً مصادر دبلوماسية غربية: "الآلاف من أفراد الجيش الروسي، قد أعدّوا للهبوط في سوريا، بما فيهم استشاريون، مدرّبون، طواقم الخدمات اللوجستية، طواقم تقنية، أفراد من قسم الحماية الجوية، والطيارون الذين سيقلعون هذه الطائرات".

والهدف بحسب التصريحات هو مكافحة الإرهاب، لا أكثر، والاتفاق على مرحلة من التعاون الثنائي بين طهران وموسكو، من أجل إنقاذ حليفهما المشترك ـ الأسدـ وفي الوقت ذاته مضاعفة الجهود لقتال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وذلك لأن الحرب، كما جرت محاكمتها من قبل الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، لم تقدّم الفائدة المرجوة منها، منذ سنة وحتى الآن.

هذه كانت أحدث التقارير، ففي 12آب، نشر الموقع الإلكتروني المرتبط بالمعارضة "سورية نت" أن الميليشيا الروسية، قد تمركزت حالياً في مدينة صلنفة التابعة لمحافظة اللاذقية، وقد ارسلت إلى هناك كجزء من قوة تابعة لوحدات المقاتلين الأجانب، وهي قابلة للزيادة، حيث الهدف منها يتجلى في تحصين مدينة اللاذقية.

وبحسب الموقع، فإنّ "مهمة الطاقم الروسي هي الإشراف على مشروع إنشاء خطوط دفاعية بطريقة احترافية وجرى تجهيزه بتجهيزات حديثة لتحرّي ومراقبة تقدّم قوات المعارضة، في حال تعرّض أي قرية تابعة للاذقية للاعتداء، بما في ذلك أيضاً داعمو النظام، هذه الخطوط الدفاعية تبدأ من مدينة صلنفة، وتنتهي قرب مدينة مصياف في ريف حماة".

كما ترمي الصور التي نشرها موقع سورية نت لل إلى الإشارة إلى أنّ الفيلق الروسي يتمركز في فندق صلنفة الكبير، والذي يعرف أيضاً باسم فندق بلازا بارك، في ساحة صلنفة، وهو ما لا يمكن التأكد منه. بالإضافة إلى ذلك فإنّه في وقت سابق من شهر أيار في العام الحالي، صرّح الكولونيل فلاديمير شامانوف، القائد الأعلى للقوات الروسية المحمولة جواً، أنه سيكون في غاية السعادة إذا ما تمكّن من نشر قواته "إذا كانت لديها مهمة تقوم بها"، وهو ما تمّ إقراره من قبل القيادة الروسية؛

وقد بادر الناطق الرسمي باسم الكرملين، "ديمتري بيسكوف" بالتقليل من شأن هذا التصريح الأخير.

وكذلك ثمة مصادر أخرى موالية لروسيا، تروّج لتخمينات حول جدّية تفكير موسكو في إرسال مقاتلين إلى سوريا. ففي 26 آب، زعمت صحيفة الوطن الموالية للأسد أن روسيا تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية أخرى في جبلة، وهي مدينة ساحلية تقع جنوب اللاذقية على بعد 25كم تقريباً (ما تزال قاعدتها الوحيدة الموجودة في المياه الدافئة متواجدة في مدينة طرطوس، بالرغم من كون هذه المنشأة التي بناها السوفييت في الثمانينيات، هي أقرب ما تكون إلى جزيرة عائمة في المتوسط"

وقد ذهبت صحيفة الوطن في مزاعمها إلى أبعد من ذلك، حيث قالت إنّ روسيا تقوم بتزويد النظام بصور للأقمار الصناعية، و "تقوم بجمع قدر كبير من المعلومات، التي تسهّل إمكانية نشر قوات دولية، تحت رعاية الأمم المتحدة" وكذلك فإن الكرملين يدرس إمكانية شن" "هجمات روسية مستقلة، بالإضافة إلى تلك المشتركة مع منظمة معاهدة الأمن الجماعي (روسيا وآسيا الوسطى التي أنشأت رداً على الناتو، والتي ستعقد في طاجكستان، في 15 أيلول).

قد تكون صحيفة الوطن عبارة عن منفذ لتسويق بروباغاندا قذرة، ولكن هذه المادة بالذات تبدو معقولة إلى حد ٍبعيد، حيث رصدت روسيا مؤخراً وهي تتجسس على الجهات الدولية، مستخدمة الأراضي السورية.

ففي شهر تشرين الأول من عام 2014 فكك الجيش السوري الحر محطة تجسس روسية، في بلدة تل الحارة، جنوب القنيطرة، على الحدود مع إسرائيل. لقد كان موقعها هو المفتاح الأهم، إذ يظهر مقطع فيديو ، تم بثه، ضابطاً وهو يقود الثوار في جولة استطلاعية، في مكاتب المبنى المرتبط بالمنشأة، وتشير الوثائق المعلّقة على الجدران، والمكتوبة باللغتين العربية والروسية، بما فيها رموز أجهزة الاستخبارات السورية، والمديرية السادسة في جهاز الاستخبارات الروسي الخارجي (GRU)، وكذلك أظهرت الصور بعض الجواسيس، من كلا البلدين وهم يعملون على فك الرموز وقراءتها، كما تظهر الخرائط ، التي تمّ عرضها، مواقع الثوار، وإحداثيات لوحدات تابعة لوزارة الدفاع الإسرائيلية.

خلال السنوات القليلة المنصرمة، لم يقتنع الإسرائيليون بدمار سلاح الجو السوري، وطمس معالم مواقع ترصد الأهداف العسكرية للمدفعية السورية في مرتفعات الجولان، فقد قاموا بتدمير أسلحة روسية الصنع، باهظة الثمن، كان نظام الأسد قد حصل عليها، بما فيها صواريخ ياخونت المضادة للسفن، واحتمال كبير بأن تكون قد دمرت منظومة إس 300 الدفاعية.

كذلك فقد أرسلت روسيا عملاء استخبارات إلى سوريا، ففي شهر كانون الثاني من عام 2013 على سبيل المثال، أطلق الرصاص على وجه سيرغي اليكساندروفيتش بيريزهنوي، الخبير الروسي، من قبل الثوار، في مدينة داريا في ريف دمشق، وهو "يمضي إجازته في سوريا"، وبرفقته وسيلة إعلامية موالية للنظام، ناطقة باللغة الروسية، تدعى ANNA (شبكة الأنباء الأبخازية)، فضلاً عن ذلك فقد كان سيادته، ضابطاً في جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي، خبيراً في الحروب التي خاضها الانفصاليون الموالون لروسيا، ومن ضمنها تلك التي جرت في ابخازيا، انفصال جورجيا، والمحتلة اليوم بشكل غير شرعي من قبل روسيا. لقد تلاشت حظوظ بييزهنوي في الحصول على إجازة في الشرق الأوسط، وبكلمات أخرى، ذهبت جهوده أدراج الرياح.

ورداً على جهود بوتين في إتمام الصفقة الإيرانية، سعت الإدارة الأمريكية إلى إيجاد أية طريقة ممكنة لإحياء مبادرة السلام السورية الميتة.

بالإضافة لما سبق، فقد اانخرطت وكالة ANNA، بشكل كامل مع الجيش السوري في عملياته، والتي لها ارتباطات واضحة مع الاستخبارات الروسية، إذ أنه قبل فترة ليست بالطويلة، قام أحد قراصنة الانترنيت، والمعروف باسم "شلتاي بولتاي" أو "هامتي دامتي" باختراق بريد "إيغور ستريلكوف" الإلكتروني (المعروف أيضاً باسم إيغور جيركين)، والذي كان ذات يوماً قائداً عسكرياً لكل العمليات العسكرية التي خاضها الانفصاليون الموالون لروسيا، في دونباس الأوكرانية، وكان هو نفسه جاسوس سابق .

وبالتدقيق على من كان يستشيرهم ، فإن ستيرلكوف ربما كان منتسباً لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB، كونه أظهر إعجابه بأوكرانيا ذات مرة، أو أنه ينتسب إلى جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي GRU ، بحسب ما تعتقد الحكومة الأوكرانية والاتحاد الأوروبي، أياً يكن الأمر، فإنّ أحد مراسليه الرسميين هي "أولغا كوليجنا"، وهي صحفية روسية.

في رسالة جانبية تطلب أولغا من ستريلكوف أن يرشّح لها متطوعاً ليعمل كحارس شخصي لصديقها "مارات" في سوريا، والذي يرجح أنّ المقصود به هو "مارات موسين"، أحد مراسلي ANNA، والذي كان قد شارك كوليجنا في كتابة سلسلة من المواد الصحفية الداعمة للأسد، في وقت سابق، لصالح بعض المواقع الإلكترونية الروسية، ( الأمر الأهم أنه خلال شهر أيلول 2014، اعتقلت كوليجنا من قبل قوات مؤيدة للحكومة في اوكرانيا، ووجّهت لها تهمة العمالة لروسيا، وقد التقطت لها صور من قبل صحيفة هولندية، وهي تحمل بندقية كلاشينكوف).

إلا أنّ الدليل الدامغ على أنّ روسيا تحارب إلى جانب النظام السوري، على أي حال، قد جرى التوصّل إليه في تشرين الثاني 2013، عندما نشرت فونتانكا، وهي صحيفة تصدر من سانت بطرسبرغ، فضيحة "الفيلق السلافي" وهم عصابة من المرتزقة، يتم تجنيدهم ونشرهم لحماية البنية التحتية لنظام الأسد، تحديداً آبار النفط.

وقعت عقود الفيلق السلافي من قبل شركة موران الأمنية، وهي شركة مقرّها الرئيسي في سانت طرسبرغ، يديرها "فياتشيسلاف كلاشينكوف"، ضابط احتياط برتبة مقدّم في جهاز الأمن الفدرالي الروسي FSB، ومما لاشكّ فيه أنه مرتبط بجهاز الاستخبارات الروسي. لقد فشلت العملية بالكامل: جميع أفراد الفيلق، المكون من 267 عنصراً، قد حوصروا في السخنة، من قبل مجموعات من الثوار، يتراوح عددهم بين 2000—6000 مقاتل، وهي بلدة تقع إلى الشرق من تدمر، على الطريق الواصل بين حمص ودير الزور، جُرِح ستة منهم، اثنان كانا في حالة حرجة، قبل أن ينسحب الفوج بأكمله إلى قواعده، وهي إحدى المزارع الضخمة، المتواجدة بين اللاذقية وطرطوس.

إذاً..ما الذي يجعل التقارير الأخيرة حول القوة المتنامية لروسيا على الأراضي السورية، مسألة مثيرة للاهتمام أكثر مما قبل؟

الجواب هو تغير المناخ الجيوسياسي بشكل عام.

ففي مطلع شهر آب، بثت وكالة فوكس نيوز تقريراً مفاده أنّه في أواخر شهر تموز، توجّه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، إلى موسكو، على متن طائرة تجارية إيرانية، من أجل زيارة مليئة بلقاءات العمل، خلال عطلة نهاية الأسبوع، باالإضافة إلى الراحة والاستجمام، في انتهاك صارخ لقرار منعه من السفر، الصادر عن الأمم المتحدة، كل ما استطاعه المسؤولون في الولايات المتحدة، هو أن يحتجوا باستسلام، وأن يتعهدوا أن يرفعوا مسالة زيارة سليماني، إلى جلسة الهيئة العامة للأمم المتحدة، التي ستنعقد الشهر الحالي.

ولكن ..وكما يعلم هؤلاء المسؤولون جيداً، أنّ سليماني وعدداً من مرؤوسيه ووكلائه في فيلق القدس، من المفترض أن ترفع عنهم العقوبات الدولية، وعقوبات الاتحاد الأوروبي بحسب مقتضيات بنود الاتفاق النووي، الذي يجري في الوقت الحالي؛ رفع العقوبات هذا يعود الفضل فيه إلى الاتفاقية المشتركة للبرنامج النووي، المعروف باسم الصفقة الإيرانية.

برفع العقوبات الاقتصادية بحدّ ذاتها، بالإضافة إلى مبلغ 150 مليار دولار أمريكي، وهو مبلغ الأموال المجمّدة، الذي يفترض أن تحصل إيران لدى تطبيق الاتفاقية المشتركة عليه، يعني أنّه سيكون لدى إيران مبلغ ضخم جداً من الأموال النقدية، لدعم فيلق القدس، وتمكينه من دعم ما تبقى من أراض يسيطر عليها الأسد، ها إذا لم نأخذ بالحسبان وكلاءه الآخرون، من حزب الله إلى الحوثيين اليمنيين، ولكن ما هو الوقت الأفضل بالنسبة لثعلب الاستخبارات الإيراني، ليقابل بوتين، من أجل إنهاء اللعبة في الشرق؟ الأمر مرتبط الآن بما يعرّفه الأمريكيون على أنه الموضوع الإقليمي الوحيد الذي ينصبّ عليه اهتمامهم: وهو مكافحة الرؤوس المدبّرة في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق الشام..

رداً على جهود بوتين في إتمام الصفقة الإيرانية، سعت الإدارة الأمريكية إلى إيجاد أية طريقة ممكنة لإحياء مبادرة السلام السورية الميتة.المعطيات تشير إلى أن التعاطي مع الموضوع مختلف هذه المرّة، فمن المحتمل أن تكون موسكو قد بدأت اخيراً تفكّر في التخلّي عن الأسد، لتنقذ عملاءها من رموز نظامه، ومن المحتمل أن تبرم صفقة كبيرة أخرى مع الولايات المتّحدة الأمريكية لإتمام ذلك، والتي لن يرفضها أحد سوى الأسد نفسه، حيث أنه في الأسبوع الماضي، قال في حديث لتلفزيون المنار التابع لحزب الله: "لدينا ثقة كبيرة بالروس، إذ أنّ أداءهم خلال هذه الأزمة، التي امتدت على مدى أربعة سنوات، أكبر برهان على ذلك، فقد أثبتوا إخلاصهم وشفافيتهم في علاقتهم معنا" وفي الجمل الأخيرة افترض أنهم في غاية الدّقة، مركّزاً على تقديره للخارجية الروسية.

يقول هارمر، الضابط السابق في البحرية، والمحلل الحربي: " روسيا تريد بقاء الأسد على قيد الحياة، وبتسليط الضوء بشكل دائم على جرائم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، فإنكم تطيلون في عمره".

ترجمة أورينت نت- نور مارتيني

التعليقات (11)

    مترجم

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    عزيزي نور العنوان مغلوط روسيا لا تبسط نفوذها على كامل سوريا بل روسيا حاليا تتدخل بريا في سوريا انها لا تبسط نفوذها مثلا على ادلب حلب الرقة الحسكة الدير ....... روسيا تحاول تحصين الأسد في مسقط رأسه اللاذقية ولكن مع ذلك انا قرأت المقال لا يوجد أي دليل على التدخل البري الروسي في سوريا

    أبو تحسين

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    أغلب ما أتى بالتقرير هو عبارة عن صف كلام لا قيمة له . كفانا التعامل مع كل ما يأتي من إعلامهم على أنه وحي

    تهريج إعلامي

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    كل ما يقال عن تدخل روسي بري أو جوي حقيقي هو جزء من حرب إشاعات لرفع معنويات مناصري ومرتزقة عصابة بشار ولخفض معنويات الناس والثوار وتيئيسهم من المقاومة! وهذه الحرب النفسية تشترك فيها اسرائيل وايران وروسيا وأمريكا نفسها! فهؤلاء جميعا يعرفون قيمة التضليل في الحروب والأزمات ويشتركون في الغايات نفسها في حربهم للشعب السوري! فلا تفزعوا ولا ترتاعوا، وتذكروا أنه لو اجتمع الجن والانس على أن يضروكم بشيء لم يكتبه الله لم يقدروا عليه، وأن النصر من عند الله عز وجل وحده، هو المدبر وهو القاهر فوق عباده!

    أبو يزن

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    يحب عليكم حذف هذا التقرير لأن ترجمته فاشلة وحتى التقرير عنوانه لا يتطابق مع مضمونه

    الدواسر كواسر

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    الروس مالهم الا حل واحد ارفع صورة (خطاب) قاهر السوفيت عندها سيدب الرعب في قلوبهم نعم هم يخافون ان يتكرر شخص مثل الاسطورة خطاب الله يعز الاسلام والمسلمين

    عزيز

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    تدخل الروس لن يزيد المقاومة الا اصرارا و عزيمة بزوغ الفجر يأتي بعد الليل الحالك

    ابو لؤي

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    كذبة تدخل الحرس الثوري الإيراني ورجال حزب الله سقطت والأن كذبة تدخل الجيش الروسي. الذي يحمي سوريا هم رجالات الجيش العربي السوري البطل. عاشت سوريا الأسد عاش حزب الله عاشت إيران عاشت روسيا الصديقة

    سورية حرة

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ياأستاذ أبى لؤي سوف يتم الدعس على راسك ورأس ذظامك بأذن الله

    روسيا ستخسر

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    تدخل روسيا في سوريا هو الفخ الذي أدخل الغرب فيه الدب المجرم فيه , السياسين الغربين لايهمهم التصريحات بقدر الفعل , فالسياسي المحترف هو أن يصرح بشيء عكس ما مايفكر فيه لتشويش خصومه ,الغرب وأمريكا وبتأمر من الخائن وأيران أدخلوا روسيا بالمستنقع السوري ,فبعد التدخل الغرب سيسلح المعارضة بسلاح فتاك وفعال , لضرب الغطرسة الروسية وتشتيت قوتها ,أما روسيا فلن تخرج من سوريا كما دخلتها ةستتحطم وتستنزف وفالغرب لايمهه كم سيقتل من الشعب السوري وكم سيدمر في سوريا المهم لديهم أن يجدوا للدب القفص الذي يبعده عنهم وي

    متضامن من سلطة عمان

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ولو إجتمعت جيوش جميع طفاة العالم لكسر عزيمة وإرادة المجاهدين في سوريا لفشلت. الجيش الحر والمعارضة على حق وسيهزمون بشار المجرم وزبانيته ومن والاه من إيران وروسيا وغيرها.

    الحق لبد منه

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ولو إجتمعت جيوش جميع طفاة العالم لكسر عزيمة وإرادة المجاهدين في سوريا لفشلت. الجيش الحر والمعارضة على حق وسيهزمون بشار المجرم وزبانيته ومن والاه من إيران وروسيا وغيرها.
11

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات