الشيخ الذي أرعب "الأسد" وأسباب توقيت اغتياله!

الشيخ الذي أرعب "الأسد" وأسباب توقيت اغتياله!
ظاهرة الشيخ وحيد البلعوس "أبي فهد"، ومشايخ الكرامة، هذه ظاهرة خطيرة على مافيا الأسد. لذا لم تكن نوايا التخلص منهم، بأي ثمن مُستغربة، أو خارج السياق.

رجال دين من الدروز، يزدرون "بروباغندا" حماية الأقليات علناً. كما يحتقرون المُتاجرين بالكذبة داخلياً وخارجياً، وعلى رأسهم بشار الأسد. هؤلاء هم رجال يهددون جدياً "تحالف الأقليات"، الذي أرساه حافظ الأسد لبناء مملكته، وتحصينها. عبر الاحتماء خلف تلك الأقليات ، وليس حمايتها.

ما فعله الوريث منذ اللحظة الأولى لاندلاع الثورة ضده. هو تطبيق "وصفة" شبه مكتوبة للأب. تقضي بوضع الطوائف في مواجهة بعضها البعض. ثم بث الرعب الفطري الوجودي، داخل كل أقلية من "هيمنة" الأكثرية. ثم دفع الأقليات مجتمعة، للاصطفاف خلف أقواها تسليحاً ونفوذاً، والمُتمثلة هنا، بجيش الأسد "العلوي".

تلك الوصفة، لا تحتمل أصوات مُضادة. لذلك حرص بشار الأسد على خنقها بلا هوادة. وهذا ما فعله مع الدكتور عبد العزيز الخير "علوي"، والمحامي خليل معتوق "مسيحي"، و القيادي البعثي المُعارض مصطفى رستم "اسماعيلي"، ومنتهى الأطرش "درزية" ، كريمة سلطان باشا، قائد الثورة السورية الكبرى ضد الفرنسيين، وغيرهم.

لاشك، أن ظاهرة مشايخ الكرامة، بريادة أبي فهد البلعوس، شكلت كابوساً مُرعباً لمافيا "خامنئي – الأسد". إذ اعتبرت سداً عازلاً، مرة أمام تشكيل ميليشيا درزية عسكرية، رديفة لميليشيا بشار بمعية "وئام وهام". وتارة في وجه نشر "التشيع". ومرات بمقاومة تجنيد الشباب الدرزي، في صفوف ميليشيا الأسد، وتحويلهم إلى أداة لقتل سوريين آخرين. ودائماً كصمام أمان، يمنع افتعال حرب أهلية، بين جبل العرب، وسهل حوران.

كان البلعوس، عنواناً واضحاً لوأد الفتنة، لا يُخفي نفسه. ولا مواقفه من ابتزاز "الأسد"، وأزلامه، ومخابراته، وشبيحة دفاعه "الوطني " للطائفة، تحت يافطة "الحماية مقابل التجنيد"، أو "الأمن الذاتي في مواجهة داعش".

لم تكن أهمية الشيخ، في تحقيقه اختراقاً جماعياً مُنظماً، لم تعرفه الطوائف الآخرى "المُنخرطة" في "تحالف الأقليات" عموماً. إنما في تشكيله حالة استقطاب، ووعي متنامي بين الدروز. عبرت عن نفسها مؤخراً بمظاهرات حاشدة، ضد فساد جماعة الأسد، والإهمال المُتعمد خدمياً واقتصادياً، للسويداء وأهلها.

هذه السويداء، لا يحتمل فصيل بشار، خسارتها أمنياً واجتماعياً. باعتبارها تتوسط جبهة الجنوب الثائرة، بين الجولان وحوران. التي تحتل مكان البوابة، والممر الإلزامي لإسقاط الأسد عسكرياً في دمشق، والمرشحة للتفعيل عربياً، في الأشهر القليلة القادمة.

يبدو أن الأسد، لا يزال يُراهن على تعطيل جبهة الجنوب، بإشعال حرب "سنية – درزية". لذا، خاض مغامرة اغتيال الشيخ وحيد البلعوس، رغم حساسية التوقيت. بهدف إزاحته من المشهد. دون الالتفات إلى نتائج عكسية مُحتملة، ربما تُشعل ثورة درزية، لا رجعة فيها.

لطالما، حفر الدروز مكانتهم في الوجدان السوري، عادات، ولباساً تقليدياً، ونخوة. إن في قيادتهم للثورة ضد الانتداب الفرنسي. أو بدورهم في تثبيت الكيان السوري الموحد.

في ذات الوجدان الوطني، سيُخلد اسم الشيخ الشهيد وحيد البلعوس، ورفاق دربه من مشايخ الكرامة، إلى جانب سلطان باشا الأطرش، ليعيشوا أطول من قتلتهم. ويبقى الدين لله، وسوريا للجميع.

التعليقات (3)

    سامي الصوفي - واشنطن

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    يوم الجمعة ٥ آذار ٢٠١٢ رفع أهل بلدة داعل الحورانية لافتة كتبوا عليها؛ "سيبقى بني معروف جيران أهل حوران رغم حقد بشار و من يقف معه"! لا تزال هذه اللافتة على بساطتها تعكس حقيقة التعايش بين السهل و الجبل في حوران. لعلويي سوريا الصامتين أقول؛ "روحوا تعلموا شوية حرية و كرامة من بني معروف"!

    محمد

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    اين كنتم يا احبتي من هذا المقال قبل اغتيال الشيخ البلعوس إذا هنالك اعتراف منكم بالمساومة هكذا فهمت من القصة اما عن الاسد وسياساته امر ليس خفي على احد بعد مرور الاعوام الاربعة المنصرمة لا مجال لابله لينكر السياسة المرسومة لبشار الاسد

    كلنا ضحايا صفيوأميريكا

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    تحيه للكاتب الرائع إياد عيسى وشكراً على توحيد الصف الثوري
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات