نزوح جماعي لأبناء ريف حلب الشمالي

نزوح جماعي لأبناء ريف حلب الشمالي
تحت جنح الظلام، اضطرت عشرات العائلات من سكان بلدة مارع والقرى المحيطة بها في ريف حلب الشمالي، أن تغادر منازلها والتوجه إلى العراء، قرب الحدود السورية التركية ومناطق في الريف الغربي، بعد محاولة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) اقتحام المنطقة، مستخدماً العربات المفخخة والقذائف التي تحوي غاز الخردل.

ريف حلب الشمالي الذي كان قبلة لمئات العائلات الهاربة من بطش آلة النظام العسكرية على مدار الأعوام الماضية، أصبح اليوم منطقة منكوبة حسب إعلان مجلس محافظة حلب الحرة، بعد أن حول تنظيم داعش بلداته إلى ساحة حرب مفتوحة، في محاولة منه السيطرة عليها.

(أبو علي) أحد سكان بلدة مارع التي يشهد محيطها معارك عنيفة بين الثوار وتنظيم الدولة، يتحدث عن الأسباب التي دفعته إلى ترك منزله، ومعاناته المستمرة لليوم الثامن في العراء فيقول:

خرجنا ليلاً من البلدة باللباس الذي نرتديه، بعد تفجير "داعش" سيارة مفخخة بين منازل المدنيين في القرية، ومن ثم قصفه لها بالمدفعية والهاون، حيث شاهدت كيف سقطت إحدى القذائف على سيارة إحدى العوائل التي كانت تحاول الخروج من البلدة، ما أدى لسقوط من كان فيها بين قتيل وجريح.

ويضيف أبو علي: وصلت إلى الشريط الحدودي مع آذان الفجر، وحاولت جاهداً الدخول مع عائلتي إلى الأراضي التركية، إلا أن الجيش التركي الذي يطلق النار على أي شخص يقترب من الأسلاك الشائكة حال بيننا وبين الدخول، كما أننا حاولت الحصول على مأوى في المخيمات الحدودية، لكن للأسف كلها مزدحمة ولامكان فيها لوافد جديد.

ومثل أبو علي جاره (أبو أسعد) الذي جعل آوى مع عائلته إلى أشجار الزيتون هرباً من قصف داعش ودخولها إلى مارع، وكم يؤلمه أن الأرض ضاقت بأهل الريف الشمالي كما يقول!

(أبو أسعد) هو من ريف حلب الجنوبي، وكان قد لجأ إلى بلدة مارع أوخر 2013 بعد اقتحام قوات النظام قريته، واليوم يجد الرجل وعائلته أنفسهم أمام الموت مرة أخرى، ليضطر إلى مغادرة من مارع متجهاً إلى مخيم الشيخ عيسى، الذي أنشأه أهالي الريف الشمالي للعائلات الحلبية التي تركت منازلها بعد حملة القصف بالبراميل المتفجرة على أحياء المدينة.

لكن حتى هذا المخيم، أصبح معرضاً للمخاطر مع اقتراب المعارك من البلدة المجاورة لمدينة تل رفعت، كما ان تنظيم الدولة فجر على مقربة منه في بلدة الشيخ عيسى عدة سيارات مفخخة، ما جعل مجلس محافظة حلب الحرة يضطر إلى نقل سكانه إلى منطقة أخرى أكثر أمناً.

يتحدث السيد أبو بكري نائب مدير مخيم السلامة عن وضع المخيمات الحدودية ويوضح الأسباب التي جعلت إدارة المخيمات التوقف عن استقبال المزيد من النازحين: يوجد على الحدود السورية التركية عشرة مخيمات، وتؤي هذه المخيمات مايقارب العشرة آلاف عائلة من جميع المحافظات السورية، ويعتبر هذا الرقم ضخم جداً بالنسبة إلى المساحة الجغرافية الصغيرة التي توزع فيها هذه للمخيمات، الأمر الذي جعلنا نمتنع عن استقبال المزيد من النازحين من أبناء ريف حلب الشمالي.

ويضيف أبو بكري: طلبنا من العائلات التي تمتلك خيام زائدة عن احتياجاتهم بتقديمها إلى المدنيين، وبادرنا إلى فتح المخيمات أمام الوافدين الجدد بداية الأمر، لكن الأعداد الهائلة التي وصلت إلينا أرغمتنا على إغلاق أبواب المخيمات، بعد أن افترش الأهالي الطرقات داخل المخيم، ووصول عدد العائلات في الخيمة الواحدة إلى ثلاث عوائل.

وناشد أبو بكري المنظمات الإنسانية التي قدمت يد العون للمدنيين على مدار عامين، بالمسارعة إلى مساعدة النازحين الذي لاتملك ادارة المخيم لا حول ولا قوة أمام واقعهم، وتدارك الوضع المزري الذي يمر به ريف حلب الشمالي، وطالب بقديم خيام ومساعدات إغاثية مستعجلة للإدارة المخيم من أجل العمل على انشاء مخيم طوارئ يكون جاهزاً لاستقبال السكان في مثل هذه الظروف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات