ما بين إيران وأمريكا وإسرائيل: الموت للعرب فقط

ما بين إيران وأمريكا وإسرائيل: الموت للعرب فقط

عندما نوى صدام حسين بناء مفاعل نووي عراقي، لم يشهد المجتمع الدولي استنفاراً دبلوماسياً في جنيف أوفيينا أو أنقرة أو مستقط أوغيرها، كما هي الحال في الملف النووي الإيراني، وحدها الطائرات الإسرائيلة استنفرت محركاتها لتقصف مفاعل "تموز" العراقي وهو لايزال قيد الانشاء.

بعد مرور أكثر من خمسة وثلاثين عاماً من الوعيد والتهديدات المتبادلة بين إيران من جهة وأمريكا وإسرائيل من جهة أخرى، إلا أنها بقيت حبيسة الشعارات وحناجر الهتافات، فيما لم يكن التنفيذ إلا من خلال ضرب كل الأطراف لعدد من الدول العربية، ليأتي فيه الوقت الذي تتخلى فيه "طهران وتل ابيب وواشنطن" ليس فقط عن التهدادات العسكرية المباشرة ، بل وحتى عن شعاراتها العدائية المتبادلة.

عقب التوصل إلى الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، في 14 يوليو الماضي، بعد أكثر من إثنا عشر سنة من المفاوضات المارتونية المتقطعة، أقدمت أمريكا على رفع إسم إيران من "محور الشر"، بالتزامن مع أحاديث عن حلف جديد بين واشنطن وطهران، في حين أعادت بريطانيا قبل أيام فتح سفارتها في طهران، بعد أربع سنوات من إغلاقها، بالتزامن مع ظهور لافتة كبيرة في أحد شوارع "تل أبيب"، تبين العلم الإيراني إلى جانب العلم الإسرائيلي، و كتب عليها عبارة "ستفتح هنا السفارة الإيرانية في إسرائيل"، خطوات قابلتها إيران بسحب أشهر الشعارات الإيرانية "الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل" من الساحات العاملة ومساجد المدن الإيرانية.

وفي السياق أعلن القيادي في ميليشيات "الباسيج" التابعة للحرس الثوري الإيراني، العقيد "برات زادة"، قبل أيام، أن المساجد في إيران بدأت بإزالة شعار "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل" والتخلي عن الهتاف به خلال الصلوات اليومية.

ورأى "زادة"أن منشأ روح مقارعة الاستكبار وشعار "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل" هو من كربلاء وواقعة عاشوراء، وأن المساجد هي خنادق لحماية "الثولاة الإسلامية"، وفق قوله.

هل قُطعت بالفعل الإتصالات الأمريكية الإيرانية؟؟

بحسب العديد من التقارير الدبلوماسية والإستخاراتية والإعلامية، فأن العلاقات الإيرانية _الأمريكية لم تنقطع في الأساس منذ "الثورة الإسلامية" في إيران عام 1979، وقد تنوعت هذه الإتصالات ومستوياتها، وتمخض عن هذا النوع من التواصل تفاهمات أميركية أساسية مع النظام في إيران في أكثر من محطة، حيث كانت عاملاً مهماً، وربما حاسماً، في تنسيق ودعم الهجوم الأمريكي على أفغانستان لإسقاط حركة طالبان، وحليفها تنظيم القاعدة عام 2001، وعلى نفس النسق والتوجه تم التنسيق الكامل بين النظام في إيران والإدارة الأمريكية بشأن العمليات العسكرية الأمريكية لاحتلال العراق وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، حيث أكدت إيران مراراً وعلى لسان قادتها أنها ساهمت في حسم عملية الإحتلال وإنجاحها.

كما استمر التنسيق بين الطرفين بعد ذلك بشأن بناء النظام السياسي في العراق ما بعد صدام حسين، وأصبحت الحكومة العراقية الناشئة عن هذا التنسيق تقليدياً حليفة لإيران إقتصادياً وسياسياً واستراتيجياً بعلم وموافقة الإدارة الأمريكية، أضف إلى ذلك التفاهمات والتنسيق العلني بين طهران وواشنطن في ضرب تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في العراق.

العلاقات الإسرائيلية الإيرانية ..رافعتها كره العرب وأدواتها يهود إيران

المراقب لتفاصيل العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية يجدها قديمة ومتجذرة بين الطرفين، منذ نظام الشاه وحتى انقلاب الخميني، فخلال حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، أظهرت الوثائق التاريخية أن جسراً من الأسلحة كانت تأتي إلى إيران من أمريكا عبر إسرائيل، كان مهندسها "صادق طبطبائي" أحد أقرباء "آية الله الخميني "، حيث أرسلت إسرائيل نحو 1500 صاروخ إلى طهران، في اطار عملية بيع الأسلحة الأميركية إلى إيران التي عرفت بعد ذلك بقضية "ايران-غيت"، إبان الحرب الايرانية العراقية في الفترة 1981-1988.

كذلك كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية عام 1981 عن تعاون عسكري بين الطرفين، حيث أكدت الصحيفة أن إيران استلمت ثلاث شحنات أسلحة.

في عام 1982 أقر "مناحيم بيجن" رئيس وزراء إسرائيل آنذاك بأن "تل أبيب" كانت تمد إيران بالسلاح، بهداف اضعاف عراق صدام حسيين، وفي العام ذاته أفادت مجلة "ميدل إيست" البريطانية أن مباحثات كانت تجري بين إيران إسرائيل بشأن عقد صفقة يحصل الكيان بموجبها على النفط الإيراني في مقابل حصول إيران على السلاح الإسرائيلي.

من الجانب الإقتصادي، تقول صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن أكثرمن 30 مليار دولار حجم الإستثمارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، بمعدل أكثر من 200 شركة إسرائيلية، وأغلبها شركات نفطية تستثمر في مجال الطاقة داخل إيران .

كذلك يتجاوز عدد يهود إيران في إسرائيل 200000 يهودي، و كبار حاخامات اليهود في إسرائيل هم إيرانيون من أصفهان، ولهم نفوذ واسع داخل المؤسسات الدينية والعسكرية ويرتبطون بإيران عبر حاخام معبد أصفهان ، فوزيرالدفاع الإسرائيلي السابق"شاؤول موفاز" إيراني من يهود أصفهان، وهو من أشد المعارضين داخل الجيش الإسرائيلي لتوجيه ضربات جوية لمفاعلات إيران النووية ، والرئيس الإسرائيلي "موشيه كاتساف" إيراني، وتربطه علاقات ودية وحميمية مع "الخامنئي" والرئيس الإيراني السابق "أحمدي نجاد".

وتعتبر إيران أكبر دولة تضم تجمعات كبيرة لليهود خارج "إسرائيل"، حيث يتواجد فيها أكثرمن 30000 يهودي، وكنائس اليهود في طهران وحدها تجاوزت 200 كنيس، حيث تعتبر إيران بالنسبة لليهود هي أرض "كورش" مخلِّصهم، وفيها ضريح "استرومردخاي" المقدس، كما يحج يهود العالم إلى إيران، لأن فيها جثمان "بنيامين" شقيق نبي الله يوسف عليه السلام، ولهم إذاعات تبث من داخل إسرائيل ومنها إذاعة "راديس" التي تعتبر إذاعة إيرانية متكاملة كما توجد لديهم إذاعات على نفقة ملالي إيران.

القضية الفلسطينية حصان طروادة إيراني للتغلغل في المنطقة العربية

على الرغم من متاجرة معظم الديكتاوريات العربية بالقضية الفلسطينية، واتخاذ العداء "الشكلي" لإسرائيل ومجافاة أمريكا كـ"إكسير حياة" لاستمرارها، الإ أنهم لم يصلوا مجتمعين إلى مغالاة نظام "الثورة الإيرانية" بعد قدومه إلى السلطة عام 1979 ، حيث بدأ هذا الاستغلال التجاري المصلحي للقضية الفلسطينية في زمن مؤسسه "الخميني"، والتي كانت بمثابة "حصان طراوادة" من أجل التغلل في الجسم العربي إلى جانب تحقيق أجندات داخلية و تثبيت سلطته في البلاد ، حيث قامت "الثورة" بانزال العلم الاسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني، الأمر الذي وجد تأييداً وتفاعلاً في الأوساط الشعبية العربية، بعد ستة شهور من تسلم "الخميني" السلطة، أعلن آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، يوماً عالمياً للقدس.

بعد أشهر اندلعت الحرب الإيرانية العراقية في أيلول 1980 واستمرت ثمانية أعوام، بسبب تعنت "الخميني" شخصياً في قبول قرارات المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار بين الجانبين، حيث أطلق "الخميني" شعاراً جديداً "إنَّ الطريق إلى القدس تمرّ ببغداد"، ومعة مرور الوقت تكاثرت الطرق الإيرانية التي تصل إلى "القدس"، من بغداد وبيروت و دمشق والمنامة وصنعاء والكويت، ليضيف إليها وكيل الثورة الإيرانية في لبنان زعيم ملييشيا حزب الله "حسن نصر الله" محافظات ومدن سورية.

إذاً، خمسة وثلاثين عاماً من "الثورة الاسلامية" الإيرانية، ماذا قدمت للقضية الفلسطينية وتحرير القدس، سوى الخطب الجوفاء والشعارات الرنانة، وإطلاق تسمية "فيلق القدس" على أكبر وأخطر ميليشيا في الحرس الثوري الإيراني، المسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية، وحدها الأمة العربية هي العدو الحقيقي والتاريخي لإيران، منذ هزيمة الإمبراطورية الفارسية وتدميرها في معركة القادسية عام 636 ميلادي، ورغم أنّهم أصبحوا مسلمين منذ مئات السنين إلا أنّهم لا ينسوا تلك الهزيمة من قبل المسلمين العرب، لذلك هناك من يرى أن نفخ نظام الملالي منذ العام 1979 في نار الطائفية خلفيته الكراهية للعرب.

التعليقات (14)

    احمد دبوس

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ثالوث الارهاب قتلة شعبنا العربي الصهيونية المجرمة والارهابي اوباما من اصل عائلة صفوية مجوسية وملالي ابناء زواج المتعة المجوس

    متابع11

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    من أجل ذلك لا اجد من أن أعلق حسبنا الله ونعم الوكيل

    اللاعنف-السلاح النووي للمعتوهي

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    حروب الدبابات والطائرات فقط للمتخلفين والجهلة وللديكتاتوريين في العالم العربي والاسلامي كنظام بشار الاسد الارهابي السرطاني الخبيث الذي قتل 500 الف طفل وامراة ولقد جمعت واستدرجت العناصر والمليشيات الارهابية الايرانية والغربية والروسية الى سوريا كداعش وحالش والقاعدة والحرس الثوري والعباس وغيرها وغيرها اي الحشرات البشرية في بلاد الشام لان الغرب وروسيا تريد التخلص منهم خارج بلدانهم وبتدمير الشعوب الاخرى.اما حروب الديناصورات فهي اقتصادية مثال حرب اكرانية فان المافيا الروسية تريد قرم الجوار وقتل ال

    من الطائف

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    متعة إسرائيل الطائف الرومي (الطائف قطعة من الشام) + متعة كربلاء الطائف الفارسي (الطائف قطعة من اليمن) = هدم كعبة مرتزقة السلفية المجددة على دماءنا (إسرائيل و كربلاء) كل 100 عام! نعم لهدم الكعبة و لنرى من يعيد بناءها (إسرائيل ام كربلاء)! هكذا يكون التجديد الحقيقي! و ليس التجديد كل 100 عام على دماءنا في الطائف الإسرائيلي الشامي الكربلائي اليمني!

    محمد

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    امريكا اسرائيل ايران عليها اللعنه

    ابو مصعب

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    شعار الموت لاسرائيل حقيقته الموت للعرب والمسلمين السنة

    سالم العربي

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    من قال ان الخميني سيدعربي بل هو هندي الاصل والمنشأ وليس بمسلم والحقيقه منشوره بكل الاعلام الدولي الرصين

    ابوعبدالملك

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    فعلا كما تبين الاحداث الآن وكما قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)فملة الكفر واحده فعسى قومي يعلمون فالحل الرجوع إلى الله

    الحسن لشهاب/المغرب

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    لمادا يدين الاعلام العربي علاقة ايران باسرائيل و امريكا و يصفق لعلاقة الانظمة السنية بالصهيونية العالمية؟و من كان اول من مد يد المساعدة لابريطانيا في زرع اسرائيل في الاراصي الفلسطينية الشيعة ام السنة،ال سعود ام الفارسيون؟ و مما لا شك فيه ان دكاء الصهيونية يجعلها تؤمن بمقولة احدر من عدوك مرة و احدر من صديقك مرات، مما يعني ان الصهيونية تحدر من اهل السنية اكثر ما تحدر من اهل الشيعية ،و دلك لسبب علاقة كل من اهل السنة و اهل الشيعة بالفتوحات و الغزوات الاسلامية .و علاقة كل منهما بحقوق مواطنيها.

    ابو قتيبه

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    لعنه الله على ايران ومن والاهم الى يوم الدين ياليت بين بلاد فارس وبلاد العرب جبل من نار

    Proxy for the greatest king

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    الحروب بالوكالة والخفية سوف تزول عند قدوم ملك الملوك قريبا!

    محمد العلوي

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ايران دولة مسلمة و اللعنة على الكفار ذات يوم قال حسن روحاني الرئيس الإيراني انه بعد 25 سنة لن تكون هناك دولة تدعى اسرائيل لانها و بكل بساطة ليست دولة و ايران تحب العرب كثيرا

    حكيم زاده

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    تحليل ليس له ركائز الدول تعمل لاديولوجتها و انتم تخلفون العرب بكذبكم برفعشعارات اذبة و الصاق زعماء كرتون واعطائهم الزعامة لماذا لايوجد صداقة بين امريكا واسرائيل وايران بل مفهوم المصلحة وحماية شعبه و الشعب يدرسونه الحقائق وقوة كل شعب بابنائه وليس بالسلاح ورفع عبارات التودد للحاكم اي الحاكم ليس له قدتسة اما نحن العرب فبعد سقوط الدولة الاموية لم يبفى لنا سوى الذل والمفاخرة بالكذب والولاء لحكام صعاليك مذا قدمو حكامنا لشعبهم سوى الفقر والذل مع الجهل صدام الذي نفخر به الكذب كان يعيش مع بنات صغيرات ليش

    اياد سلمان

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    ايران خبيث اكبر عدو الي العرب
14

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات