رجال تحت الشمس

رجال تحت الشمس

هل كان يملك الروائي الفلسطيني غسان كنفاني رؤية ثاقبة تجعله يستشرف على مستقبل بعيد و كارثي ؟؟؟؟.. فعندما كتب غسان كنفاني روائيته الشهيرة هل كان يعلم ماذا سيحل بالمهاجرين السوريين في طريق رحلتهم المحفوفة بالموت إلى القارة الأوروبية العجوز ...؟؟؟؟

كنفاني و التي اغتالته المخابرات الاسرائيلية في عام 1972 نشر روايته الأبرز و الأشهر في مسيرة حياته الأدبية في العام 1963 و أطلق عليها (رجال في الشمس) .. وهي رواية تختزل بفصولها مراحل التشرد و الموت الفلسطيني ...

تتلخص الرواية في ثلاثة رجال فلسطنيين قرروا الهجرة بطريقة غير شرعية لرغيتهم في تحسين أوضاعهم و هرباً من ازدراء الواقع لهم .و لقد كان على هؤلاء الثلاثة الاختباء في خزان الصهريج لحين مرورهم من النقاط الحدودية ...لكن الفاجعة في الرواية المذكورة تنتهي بموت جميع الرجال اختناقا داخل خزان ذاك الصهريج ..و تتلخص شخوص الرواية برجل يبحث عن لقمة عيشه و أخر سياسي يحاول الهروب للبحث عن الحرية المفقودة و الثالث هو المعيل الوحيد لأسرته فيهرب للبحث عن مكان آخر أما الشخصية الرابعة فهو سائق الصهريج و الذي يتمثل بالانتهازية و الاتجار بالبشر و التسلق على عوزهم و أحوالهم المزرية .....

تكمن قوة الرواية و رمزيتها الأهم هي في عدم دق جدران الخزان مع أنهم يموتون اختناقاً و مع ذلك لم يطلبوا المساعدة ... و اختفى تماماً صراخهم الشرعي لإنقاذ حياتهم في دلالة ربما تكون واضحة أن الصراخ ممنوع عليهم كي لا يلفتوا الانتياه لمكان تواجدهم داخل الصهريج و يخسروا الوصول إلى البلد المنشود ففضلوا الموت على ذلك .....

أما مناسبة الحديث عن روائية كنفاني فهي المأساة السورية الأخيرة و العثور على أكثر من خمسين جثة مختنقة لمهاجرين سوريين داخل شاحنة شرق النمسا ....

هي مأساة صارخة بكل أهوالها الأليمة ضمن سلسلة المحاولات للوصول إلى أوروبا و لقد كان جميع القتلى ضحية الصمت العالمي و (التطنيش الدولي) و هم ضحية الإتجار بالبشر بكل برود منقطع النظير خمسون سوري ماتوا اختناقاً في شاحنة تحت الشمس كانت تقف على قارعة طريق ظنوه أنه الطريق الأوحد الذي سيعيد لهم الحياة من جديد بعد أن فقدوها في بلادهم المدمرة .

و السؤال الأكثر أهمية ..لماذا لم يطرقوا جدران الشاحنة و لماذا لم يصرخوا كي ينقذوا حياتهم ؟؟؟؟.....هل جميعم قروؤا رواية كنفاني (رجال تحت الشمس) فقرروا أن لا يلفتوا انتباه النقاط الحدودية ...؟؟؟ أم هل اتفقوا جميعهم أن يكونوا سوريين تحت الشمس ..ببساطة لم تعد رواية غسان كنفاني من وحي الإلهام و الخيال .... باتت اليوم رواية واقعية شخوصها سوريون و بامتياز .....ماتوا جميعاً في عين الشمس و تحت الشمس ...(رجال سوريون تحت الشمس) رواية واقعية و ليست إلهاماً أدبياً وهكذا سيكون العنوان الجديد لرواية كنفاني ...إنها مراحل التشرد و الموت السوري ..

التعليقات (2)

    أحمد العلي

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    تتكرر نفس أحداث فلسطين على السوريين بواسطة الشيعة المجوس الكفرة المساعدين لنظام الأسد الفاجر المتعاونين مع الكيان الصهيوني ولصالحه، رحمك الله يا غسان كنفاني

    بنت القدس

    ·منذ 8 سنوات 7 أشهر
    اسقاط رائع على الواقع ... قلم إسامة حميد كان ولازال من الأقلام المهمة في الصحف الفلسطينية نتمنى أن يعود ليكتب مرة أخرى بعد انقطاع...
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات