تحول لصالح الطائفة !

تحول لصالح الطائفة !
لم يكن في العراق حزب معارض لنظام حكم البعث العربي الاشتراكي اشد واعتى من حزب الدعوة الاسلامية ، كان العدو اللدود الاول له في وسط وجنوب البلاد ، يخوض ضده حربا لا هوادة فيها رغم التضحيات التي يقدمها والتصفيات الجسدية الواسعة التي كان يتعرض لها باستمرار وخاصة بين قياديه الاساسيين و ظل العداء مستحكما بين الحزبين المتنازعين المتناقضين العربي القومي والاسلامي الشيعي الى سقوط النظام البعثي عام 2003 على يد القوات الامريكية وتولي غريمه الشيعي الاسلامي الحكم.

بدأت مرحلة جديدة من المطاردات والملاحقات المعاكسة لفلول البعث من قبل نظام"الدعوة"وزعيمه رئيس الوزراء"نوري المالكي"الذي كان يبادل البعث العربي السوري نفس الكره والعداء اللذين كان يكنهما للبعث العراقي باعتبارهما ينطلقان من مشكاة واحدة ، ولا يختلفان من ناحية المنهاج والعقيدة في شيء ، فبدأ يتبرم من موقف"بشار الاسد"العدائي ضد العراق الجديد ويندد به ويشكوه في المحافل والاوساط الدولية لوقف تدخله السافر في شؤون البلاد ، وظل"المالكي"على صراع مكشوف مع نظام الاسد طوال فترة ولايته الاولى(2005 ــ 2010) ولكن ما ان بدأت نتائج الانتخابات الثانية تظهر فوز القائمة العراقية السنية بالانتخابات العامة بقيادة"اياد علاوي"بنسبة 91% مقابل 89% لقائمة"المالكي"(دولة القانون)عام 2010 واستعداد المكون السني ليتولى تشكيل الحكومة القادمة حتى جن جنونه وطار صوابه ولجأ الى حلفائه الايرانيين لينقذوه من السقوط المحتوم ، وكان على استعداد ان يفعل اي شيء مقابل تغيير نتائج الانتخابات لصالحه.

تم لـ"المالكي" ما اراد واصبح رئيسا للوزراء لاربع سنوات اخرى بضغوط ايرانية جبارة على الفرقاء السياسيين العراقيين ، مقابل الاستسلام التام لاملاءات طهران وهي كانت قاسية جدا ومن اهمها اطلاق يد الايرانيين في مفاصل الدولة اكثر والتحكم بقراراتها المصيرية والتعاون مع نظام البعث الاسدي وفتح صفحة جديدة معه ، على الرغم من ان هذا النظام قد سام العراقيين سوء العذاب لفترة طويلة وناصبهم العداء وصدر اليهم الموت الزؤام على يد قتلته وارهابيه و مفخخيه ، وفعل كل شيء لايذاء العراق و العراقيين ولم يدع عملا اجراميا الا وارتكبه بحقهم

الاوامر الايرانية صدرت للمالكي والقادة الاخرين بتصفية خلافاتهم مع نظام الاسد وتطبيع علاقاتهم معه ، ونفذ التحالف الوطني بزعامة المالكي الامر وانقلب 180 درجة على مواقفه السابقة واصبح الطرفان سمن على عسل ! وتحول البعث السوري الى صديق صدوق وحليف حميم في حين ظل البعث العراقي عدوا تاريخيا مبينا يسجن ويلاحق ويتهم بالارهاب ، مع ان الحزبين البعثيين يحملان نفس الفكرة الجهنمية التي دمرت المجتمعات العربية واوقفت عجلة التقدم فيها واعادتها الى الوراء لعقود من الزمن ..والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان لموقف ايران الداعم لحكم المالكي والتحالف الوطني الشيعي هو الذي اثر على القرار الاستراتيجي العراقي ودفعه لمساندة نظام الاسد والدفاع عنه بكل الوسائل العسكرية والسياسية واللوجستية ، حتى وصل الامر "بالمالكي" الى افراغ خزينة الدولة العراقية من اجل امداد الجيش الاسدي بالمساعدات العسكرية اللازمة لمواصلة عدوانه على الشعب السوري ، وعندما غادر الحكم مرغما وسلمه ل"حيدرالعبادي"، ترك البلاد غارقة في ديون بلغت 79 مليار دولار ، مع ان الموازنةالمالية لعام 2014 بلغت 140 مليار دولار وهي اكبر موازنة في تاريخ العراق الحديث !..

وقد تساءل النائب في البرلمان العراقي"فائق الشيخ علي"عن سر اختفاء 470 مليار دولار في فترة حكم المالكي ! فاين ذهبت هذه الاموال وكيف صرفت؟ حتما انها تحولت لحساب نظام"البعث"القمعي في سوريا لمواصلة اعماله الاجرامية بحق شعبه المظلوم..وكل شيء يهون من اجل مصلحة الطائفة ، حتى ولو ادى الى افقار العراق والعراقيين وموتهم جوعا ..

التعليقات (3)

    Check your numbers

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    سر اختفاء 470 مليار دولار ام 470 مليون ؟

    عبد اللطيف الخبير

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    مصيبة العرب في التبعية لإيران. لان يقوم للعراق مقام حتى يتخلص من التبعية. لنظام التخلف في ايران. هذه التبعية تسيء الشيعة قبل السنة.

    محمدواني

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    مليار اخي المعلق ، مليار !!
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات