مثقفون سوريون ينعون الديبلوماسي الفرنسي فلاديمير غلسمان

مثقفون سوريون ينعون الديبلوماسي الفرنسي فلاديمير غلسمان

نعى مثقفون وسياسيون سوريون، رحيل الديبلوماسي والكاتب الفرنسي فلاديمير غلسمان، غلسمان الذي رحل السبت الفائت في العاصمة الفرنسية باريس، إثر معاناة طويلة مع مرض السرطان، المرض الذي لم يمنعه حتى أخر لحظة في حياته من مساندته للثورة السورية، أطلق السوريون على غلسمان عدة ألقاب منها"سفير الثورة السورية"، ولكن الكل يميل إلى تسميته ب"صديق الشعب السوري".

غلسمان الذي قضى وقتاً طويلاً في سوريا بدأ منذ سبعينيات القرن المنصرم، حيث اشتغل باحثاً في"المعهد الفرنسي للدراسات العربية في دمشق"، كما أشتغل بين٢٠٠١-٢٠٠٨كديبلوماسي لسفارة بلاده في دمشق.

توزعت أعمال غلسمان بين السياسة والبحث، ولكن يبقى الشيء الأقوى الذي أشتهر به لدى السوريين، مدونته على موقع صحيفة"اللوموند"ذائعة الشهرة في فرنسا والعالم، والتي حظيت بمتابعة واسعة للتطورات في سوريا رأياً وتحليلاً وخبراً.

مازن عدي:آن الأوان لإعادة اكتشاف غلسمان

ارتبط اسم الديبلوماسي والكاتب الفرنسي فلاديمير غلسمان بالثورة السورية، بصورة خاصة، إذ استطاع على مدى سنوات الثورة السورية أن ينذر وقته وجهده للقضية السورية بعيداً عن الجوانب السياسية والنضالية في شخصية غلسمان، أود الحديث عن الجوانب الإنسانية حيث لم يبخل في مساعدة كل الحالات الإنسانية التي كانت تستدعي المساعدة.

شخصياً كنت أرى فيه شخصية سياسية وثقافية أنضج من الكثير من الشخصيات التي تتصدر المشهد السوري المعارض، وتمكن من إعتلاء المنابر الإعلامية سواء عبر المقالات أو الظهورات المتلفزة والمكتوبة بإبداع وتميز، على الرغم من تعقيد المشهد السوري سياسياً بالنسبة للمتلقي الفرنسي، وآن الأوان بعد رحيله للحديث عن الإنسان الحقيقي بعيداً عن الجانب السياسي المعروف للقاصي والداني.

فدوى سليمان:فريداً في أخلاقه

ديبلوماسي يحترم تخصصه، من القلائل الذين اشتغلوا على محاولة توضح حقيقة الصورة الإيجابية للثورة السورية لدى المتلقي الفرنسي، كان مخلصاً للثورة السورية وهمومها، وله جهد مميز بالتعريف بثورتنا لدى المتلقي الفرنسي، إن فقدان غلسمان حزن استشرى ليس في وجدان الفرنسيين والسوريين لوحدهما، فحسب، وإنما حزن وفقدان للبشرية جمعاء، لأنه كان صادقاً بعمله، وفريداً في تعامله وأخلاقه.

نارت عبد الكريم:موت كبير

بالتأكيد سنشاطر عائلة فلاديمير غلسمان الحزن، ينضم اليوم غلسمان إلى الراحلين من النخبة المناصرة للثورة في فرنسا، لكن صورته لن تخرج من مخيلتنا، يرحل في وقت تمر به الثورة السورية في وقت عصيب، ولكن نضاله سيترجمه المناضلين بدمائهم.

رحيله من دون شك، يشكل خسارة سياسي كبير مناصر للثورة السورية، حيث بقي مخلصاً للثورة السورية طوال سنوات، وسمى بالكلمة السياسية لمستوى الصورة الأخلاقية، ولم يتخلى عنها بصفته الديبلوماسية والصحافية. ووظف الخبرة الطويلة التي أمتلكها كديبلوماسي وكاتب بغزارتها وثرائها ليترك بصمة وتأثير لدى المتلقي والرأي الرسمي الفرنسي. إن رحيله يتزامن مع ما تعيشه الثورة السورية من وجع مأزوم، والذي بدأ مع ما تبقى من سنوات عمره، لكنه مات وبقيت سوريا في وجعها. رحل صوت كان يوصل أنين سوريا لكل الآذان.

عامر أحمد:قامة فارعة

كان فلاديمير غلسمان الصوت الذي لم ينقطع مناهضةً لبشار الأسد ونظامه، والداعي لنيل الشعب السورية حريته، رحل أحد الأصوات المهمة في وقت يشعل بشار الأسد فيه سوريا قتلاً وتهجيراً وتنكيلاً، ما أحوج السوريون اليوم إلى صوت مثل صوت غلسمان الداعي لتنحية نظام بشار الأسد وتبرئة الثورة السورية من الحركات التكفيرية.

اليوم فجع الفرنسيين والسوريين برحيل قامة فارعة الطول قدراً وسياسةً وأخلاقاً، كان أنموذجاً للحماسة في مناصرة الثورة السورية، ويمثل رمزية نوعية في مجال فهمه للمشهد السوري، تميز غلسمان بحضوره بالمشهد السياسي السوري لأعوام طويلة، ما منحه فرصة المتابعة والرصد الدقيق للحركة السياسية السورية، إذ واكب زمن نظام بشار الأسد ثم التحولات عبر الثورة السورية، إضافةً لعمله في المركز الفرنسي للدراسات العربية في دمشق، مما مكنه من الحضور على المستوى الثقافي والاجتماعي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات