لبنان معرّض للوقوع في تصنيف "الدول الفاشلة"

لبنان معرّض للوقوع في تصنيف "الدول الفاشلة"
أعلن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في خطاب بثه التلفزيون أمس،تعقيباً على الاحتجاجات وأعمال الشغب التي تشهدها بيروت، أنه لن يقبل بأن يكون شريكا بهذا الانهيار وعلى المسؤولين والقوى السياسية يتحملوا". وأضاف "موضوع النفايات هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكن القصة أكبر بكثير من هذه القشة هذه قصة النفايات السياسية في البلد". يأتي ذلك بعد أن دخلت قوة كبيرة من الجيش معززة بمدرعات عسكرية وسط العاصمة اللبنانية بعد فشل القوى الأمنية في إنهاء أعمال الشغب التي شابت المظاهرات المنددة بأزمة النفايات والفساد في البلاد.

وكثيرا ما أعرب سلام (70 عاما) عن إحباطه من إخفاق حكومته التي يهيمن عليها حزب الله الشيعي بمباركة ايرانية.وقال سلام إنه إذا لم يؤت اجتماع الحكومة الخميس المقبل ثمارا في القضايا التي من بينها عطاء متعلق بشركة جمع القمامة فلا ضرورة لوجود الحكومة أصلا.

وعانت حكومة سلام من حالة من التعثر جراء الخصومات السياسية والطائفية التي فاقمتها أزمات أوسع نطاقا في الشرق الأوسط ومن بينها الأحداث في سوريا ومشاركة ميليشيا حزب الله بالقتال الى جانب النظام وضد الشعب السوري.

وفي حال استقالة سلام فستظل الحكومة لتسيير الأعمال. ولكن استقالته ستتسبب في أزمة دستورية. فبحسب النظام اللبناني، فإن الرئيس هو من يعين رئيس الوزراء.لكن منصب الرئيس شاغر منذ انتهاء فترة رئاسته قبل أكثر من عام. ويحتاج شغل المنصب إلى اتفاق سياسي يعتقد الكثيرون إنه لا يمكن التوصل إليه إلا بوساطة إيران والسعودية.

وحذر سلام من أن الحكومة المثقلة بالديون لن تكون قادرة على دفع الأجور الشهر المقبل. وإذا لم تتمكن من الاقتراض مجددا فسيكون لبنان معرضا للوقوع في تصنيف الدول الفاشلة.

وتعهد سلام بمحاسبة المسؤولين عما سماه الاستخدام المفرط للقوة.وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن الشرطة اللبنانية لم تطبق معايير حقوق الإنسان ودعت لإجراء تحقيق.

المشنوق يعود

وقطع وزير الداخلية نهاد المشنوق اجازة كان يقضيها في ميكونوس باليونان، وترأس عند العاشرة مساء بالتوقيت المحلي (السابعة بتوقيت غرينيتش)، اجتماعا امنيا في المديرية العامة لقوى الامن الداخلي.

ودعا المشنوق إلى "ضرورة ضبط الوضع وحفظ الامن والمحافظة على امن وممتلكات المواطنين، مع الحفاظ على حق المتظاهرين في التعبير عن آرائهم تحت سقف القوانين المرعية الاجراء".

وبدأ الاعتصام الذي دعت اليه الحملة المكونة من من ناشطين في المجتمع المدني بعد ظهر الاحد احتجاجا على عجز الحكومة عن ايجاد حل لازمة النفايات المنزلية التي تغرق فيها شوارع بيروت ومنطقة جبل لبنان منذ اكثر من شهر.

وبلغ الغضب من حكومة الوحدة التي يقودها رئيس الوزراء تمام سلام، وتضم ساسة منقسمين في لبنان، ذروته في الأسابيع الأخيرة بسبب الفشل في حل أزمة تراكم القمامة. وهو ما يجسد إخفاقا أوسع للدولة الضعيفة.

افتعال الشغب

واتهم ناشطون من حملة "طلعت ريحتكم" المنظمة للحراك متظاهرين وصفوهم بـ"المندسين" بافتعال أعمال الشغب مع القوى الأمنية وتكسير المحال التجارية "من أجل إفشال تحركهم السلمي". في حين انتشرت قوات من الجيش اللبناني مساء أمس الأحد في شوارع وسط بيروت لإنهاء أعمال الشغب بعد محاولات بعض المتظاهرين اقتحام مقر الحكومة اللبنانية التي طالبوها بالاستقالة فورا، وقابلتها القوى الأمنية بخراطيم المياه والقنابل المدمعة والرصاص المطاطي.

وكانت القوى الأمنية اللبنانية فضت مساء أمس الأحد مظاهرة لآلاف من الناشطين اللبنانيين في ساحة رياض الصلح وسط بيروت حيث تظاهروا لليوم الثاني على التوالي مطالبين باستقالة الحكومة وإسقاط النظام، وقد تحولت المظاهرة إلى مواجهات مع القوى الأمنية رغم تمسك منظمي التحرك بسلميتها.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان أن بعض المتظاهرين قاموا برشق عناصر قوى الأمن بزجاجات "المولوتوف" الحارقة وبشتى الوسائل من حجارة وألواح خشبية وغيرها.

وكان مصدر في الصليب الأحمر اللبناني قال في وقت سابق إن سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر نقلت 43 مصابا من ساحة رياض الصلح التي احتشد فيها المتظاهرون، كما قدمت العلاج لأكثر من مئتي حالة طفيفة بشكل فوري، مشيرا إلى أن الجرحى الذين نقلوا للمستشفيات مصابون بجروح مختلفة وحالات اختناق شديدة.

ولفت إلى أن من بين المصابين عناصر بالقوى الأمنية تعرضوا للرشق بالحجارة من قبل المتظاهرين، دون أن يبين عددهم على وجه التحديد.

تحقيق

وكلف المشنوق باجراء تحقيق رسمي حول ما جرى مساء السبت "بين المتظاهرين وقوى الامن الداخلي وغيرها من القوى العسكرية" على ان يكون "التحقيق جاهزا خلال 24 ساعة".

وطلب النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود من مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اجراء تحقيق بشأن ما حصل و"تكليف اطباء شرعيين بالكشف على المصابين تمهيدا لوضع تقارير مفصلة عن هذه الاصابات ولتحديد نوعية القذائف التي أصيب بها المدنيون".

وقال الامين العام للصليب الاحمر اللبناني جورج كتانة ان 43 متظاهرا على الاقل نقلوا الى خمسة مستشفيات للعلاج بعد اصابتهم بحالات اختناق، فيما تلقى نحو مئتين اسعافا اوليا من دون حاجة لنقلهم الى المستشفى.

وافاد مصدر امني ان ثلاثين عنصرا من قوات الامن اصيبوا خلال المواجهات، احدهم في حالة حرجة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات