تنظيم الدولة يعدم عالم الآثار خالد الأسعد..وينشر لائحة اتهامات!

أعدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عالم الآثار السوري خالد الأسعد (82 عاماً) في مدينة تدمر، ونفّذ عناصر التنظيم حكم الإعدام وسط ساحة المدينة ومن ثمّ قاموا بتعليق جثة الأسعد على أحد الأعمدة الأثرية، وقد أكّدت عائلة عالم الآثار السوري خبر الإعدام يوم أمس الثلاثاء.

تصفية مدير عام الأصنام!

وذكرت مصادر ميدانية في مدينة تدمر، أن مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" قاموا باحتجاز الأسعد بعد السيطرة على المدينة، عندما شنّوا حملة اعتقالات على الشخصيات البارزة فيها، وفي معلومات وصلت لـ(أورينت نت) ذكر ناشط ميداني في مدينة تدمر أنّ عناصر التنظيم يتداولون عملية الإعدام على أنها إنجاز كبير يتمثّل في تصفية "مدير عام الأصنام"، حسب وصفهم، وقال الناشط: "يبدو أن الدواعش لن يتركوا حجراً على حجر في مدينة تدمر، وأغلب الظن أنهم يتاجرون في الآثار ويبدو أن الدكتور خالد لم يتعاون معهم في هذا المجال ولذلك قرروا الانتقام منه بهذه الطريقة البشعة".

وكان قد نشر عناصر يتبعون للتنظيم على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورةً تظهر جثّة عالم الآثار السوري خالد الأسعد وهي متدلّية على أحد الأوابد الأثرية، بينما تم وضع الرأس المقطوع في أسفل الجثة، وقام منفذوا عملية الإعدام بتعليق لوحةً ورقية كتب عليها: المرتد خالد محمد الأسعد، وأدرجت على اللوحة مجموعة من التهم الموجهة للأسعد منها: 1- ممثل عن سوريا في المؤتمرات الكفرية، 2- مدير لأصنام تدمر الأثرية، 3- زيارته إلى إيران وحضور حفلة انتصار ثورة الخميني، 4- تواصله مع العميد عيسى رئيس فرع فلسطين، 5- تواصله مع العميد حسام سكر بالقصر الجمهوري".

غضب عارم في الأوساط الثقافية!

وفي سياق متّصل، قوبل خبر قيام "داعش" بإعدام عالم الآثار السوري الشهير خالد الأسعد بغضب عارم من قبل الجمهور والأوساط الثقافية عامةً، التي رأت في ذلك استمراراً للتنظيم في همجيته ودمويته وسعيه لطمس التاريخ السوري العريق، وتصفية شخصيات ذات دور بارز في الحياة الثقافية والتراثية، في حين حمّل آخرون نظام الأسد الهمجي المسؤولية الكاملة، بسبب تواطئه في تسليم بعض المناطق لتنظيم داعش دون مقاومة تذكر، حيث استطاع عناصر داعش السيطرة على مدينة تدمر التاريخية قبل حوالي ثلاثة أشهر بعد معارك سريعة لم تواجه فيها أي مقاومة من قوات النظام... وذكروّا لو أن خالد الأسعد تلفظ بكلمة عن بشار الأسد، فلا علمه ولا كبر سنه سيحيمه من مصير ربما أسوأ في سجون الطاغية الذي لم يعرف عنه يوماً، احترام علم أو ثقافة أو إبداع! .

وفي تصريح رسمي قال مأمون عبد الكريم، مدير عام الآثار السورية، إن أسرة عالم الآثار، البالغ من العمر 82 عاما، والذي كان يتولى مسؤولية آثار تدمر على مدى الأعوام الخمسين الماضية، أبلغته بأن مسلحي تنظيم داعش أعدموه أمس الثلاثاء، مُضيفًا أن المسلحين قاموا بتعليق جثته على أحد الأعمدة الأثرية في وسط ساحة في تدمر.

20 كتاباً وأوسمة عربية وأوروبية!

ويعمل عالم الآثار خالد الأسعد منذ أكثر من 50 عاماً رئيساً لآثار مدينة تدمر السورية التاريخية، وكان قد نال العديد من التكريمات العالمية، منها وسام الاستحقاق برتبة فارس من رئيس الجمهورية الفرنسية، ووسام الاستحقاق برتبة فارس من رئيس جمهورية بولندا، ووسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية التونسية. وفي سجل الأسعد أكثر من عشرين كتاباً في مجال التاريخ والمواقع الأثرية.. والعديد من الدراسات العلمية حول مدينة تدمر الأثرية، ترجمت إلى أكثر من لغة ونشرت في صحف عالمية، والأسعد حاصل على إجازة بالتاريخ من جامعة دمشق، وبعدها دبلوماً بالتربية".

وقد رجّحت بعض المراقبين.. أن يكون سبب إعدام التنظيم للعالم الدكتور خالد الأسعد، العارف بكل تفاصيل المواقع الأثرية، هو عدم تعاونه مع التنظيم في الكشف والتنقيب عن آثار المدينة من أجل المتاجرة بها، حيث تقول معلومات أن تنظيم داعش جنى من تجارة الآثار منذ سيطرته على المدينة ملايين الدولارات، وقبل ذلك ذكرت مصادر أن التنظيم تقاضى من صفقة آثار واحدة في مدينة النبك السورية 36 مليون دولار.