ومع تحقيق خصوم الأسد مكاسب ملموسة، تركزت كل العيون في الأسابيع الأخيرة على الدبلوماسية، وتعددت اللقاءات بين المسؤولين السعوديين والروس والأميركيين حول ما يجري في الساحة السورية.
خسائر الأسد تدفع حلفاءه إلى التفاوض!
وطرحت إيران خطة لحل سياسي في سوريا، ويظهر في تبادل وجهات النظر هذه أمران، فقد دفعت نقاط الضعف لدى الأسد حلفاءه، إلى البدء في عملية الوصول إلى نتيجة عبر التفاوض في سوريا، يمكن أن تنقذه وتمنع وجود فراغ سياسي يستفيد منه المتطرفون، وأصبح الرئيس السوري بلا أهمية على نحو متزايد، ويكمن مصيره بصورة كاملة في أيدي الآخرين.
وقد استغل أعداء الأسد ذلك، وهذا هو السر في أنهم زادوا الضغط على نظامه، وقد كان التقدم الذي أحرزه جيش الفتح وائتلاف من قوى المعارضة بما فيها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة في سهل الغاب أخيراً، بالغ الأهمية، فهذا السهل يقع على تماس من قلب المنطقة التي يقطنها العلويون، والآن يتاح لقوى المعارضة خيار التوجه جنوباً نحو حماة أو غرباً إلى المناطق العلوية.
صراعات داعش
ووفقاً لمعظم التقديرات، فإن تقدم تنظيم «داعش» إلى قريتيان كان جهداً يستهدف تحقيق الاتصال مع المتشددين الموجودين بالفعل في القلمون قرب الحدود مع لبنان، ومن شأن ذلك أن يسمح للتنظيم بقطع الطريق الرئيسي المهم بين دمشق وحمص، ونشر الرجال في القلمون لشن هجوم ضد دمشق، وتحدي جيش الفتح وعناصر أخرى في تشكيل ملامح مرحلة ما بعد سقوط الأسد.
وأشارت التقارير إلى أنه في جنوب سوريا يفكر الأردنيون على نحو مماثل، فهم يريدون ضمان عدم سيطرة المتطرفين على العاصمة السورية، وهذا يفسر السر في أن تنظيم «داعش» الذي يتعرض لهجوم متزايد في شمال سوريا، رأى أن من الضروري السيطرة على مناطق جديدة في حمص لضمان عدم تهميشه في اللعبة النهائية السورية.
ولم يرشح الكثير عن المداولات الدبلوماسية التي تجري حالياً بشأن سوريا، إلا أنه يلاحظ أن الكثير من هذه المداولات يبقي مصير الأسد غامضاً، وإن كانت هناك جهات عدة تصر على أنه ينبغي أن يتم إبعاده عن الساحة في نهاية المطاف.
وفيما يتعلق بموقف الروس من الأسد، فإنه قال إنهم ليسوا سعداء بأن الرئيس السوري قلل من شأن الجهود التي يبذلونها لبدء حوار بين النظام وجماعات المعارضة المعتدلة، غير أنهم لا يرغبون في أن يكون إبعاد الأسد شرطاً مسبقاً لاتفاق سياسي، وذلك على الرغم من أنهم يدركون أنه طالما بقي الأسد في السلطة، فإن الحل في سوريا سوف يكون شبه مستحيل.
انهيار النظام
يعتقد بعض المراقبين أن الانتصارات العسكرية الأخيرة التي أحرزها جيش الفتح كانت موجهة بصورة أقل نحو تحقيق انهيار النظام، منها إلى فرض حل سياسي.
الأمور تتسارع وتيرتها في سوريا، حتى إذا ظلت ملامح التسوية السياسية غير مؤكدة، ونحن الآن في مرحلة تناور فيها القوى الدولية والإقليمية لتحديد ما سيقبله الآخرون، ولكننا للمرة الأولى لا نرى نهاية الحرب في سوريا، وإنما بعض التلميحات إلى هذه النهاية.
التعليقات (2)