لقاء حميم!
ويتساءل العارفون بتقلبات السيد مناع، بعد زيارته الأخيرة للعاصمة الروسية: ما الذي سيصرح به بعد اللقاء "الحميم" مع لافروف غير قوله إن المعارضة السورية تشاطر الجانب الروسي ثقته بأن الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى أي نتيجة؟!
صور الـ"قيادي المعارض" وهو يضحك ملأ شدقيه خلال مصافحته لوزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خلال زيارته الاخيرة لموسكو..رآها الكثيرون "مؤلم جدا" لأن الصور التي شاهدناها أتت متزامنة تماما مع هول المجازر التي كانت تُرتكب في أكثر من مدينة ومنطقة سورية، ولعل ابرزها مجزرة دوما التي راح ضحيتها أكثر من مئة شخص غالبيتهم من الأطفال والنساء.. ولأن صور "القيادي المعارض" هيثم مناع وهو يضحك ملأ شدقيه في موسكو، أتت متزامنة تماما مع الإعلان عن تسليم روسيا للنظام السوري ست طائرات من طراز "ميغ 31" ..والجميع يعرف، وقبلهم، السيد هيثم مناع ان لا وظيفة لهذه الطائرات سوى قتل الشعب السوري. نعم لا وظيفة لهذه الطائرات الآن وقبل نحو خمسة أعوام من الان وحتى هذه اللحظة، سوى قتل الشعب السوري.
معارض أم مسؤول في النظام!
يقول العارفون بلغة الجسد ولغة الوجه التي ظهرت في الصور، أنها تعطي إيحاءات أن هيثم مناع ليس "معارضا" بل ربما مسؤول في النظام السوري، أو يمثل هيئة او مجموعة قادمة من المريخ وليس من بلد الالم والدم والموت والقتل .. كما انها تعطي إيحاءات ان هيثم مناع لا يعرف ما يجري في بلده، ولا يدرك ان اكثر من ثمانين في المئة ينظرون لروسيا ويعتبرونها شريكا للنظام السوري في القتل، وشريكا في ارتكاب المجازر وشريكا في ارتكاب مجزرة السلاح الكيماوي في الغوطة الشرقية منذ نحو عامين تقريبا، لطالما منعت مجلس الأمن الدولي من اتخاذ قرار يحمل النظام السوري المسؤولية.. وأنه كان يفترض بشخص معارض كهيثم مناع، او اي معارض سوري كان، ان يحترم مشاعر هذا الشعب الذي يدعي تمثيله، المعارضين الذين يدعي تمثيلهم، المدن والقرى التي تُقصف بسلاح روسي، كان عليه ان يأخذ بعين الاعتبار كل هذه التفاصيل وغيرها وهو في حضرة وزير خارجية روسيا وامام كاميرات الاعلام كلها..
هيثم مناع كان يضحك في موسكو في حضرة وزير الخارجية الروسي لافروف كما لو انه يتقلد منصب دبلوماسي وتقتضي منه الأعراف ان يبتسم ويجامل امام الكاميرات.. لكن للأسف هو يعتبر نفسه انه على مسافة من النظام ويعتبر نفسه انه معارض كذلك..لكن الله وحده يعلم معارض لماذا وضد من ؟؟ ان صورة هيثم مناع الضاحك ملأ شدقيه في موسكو تعكس الى حد كبير مأساة كل المعارضة السورية وغالبية رموزها الذين بأيديهم وبأخلاقهم خلقوا مسافة كبيرة جدا بينهم وبين السوريين.
محاربة الإرهاب!
نعم.. الروس اقتنعوا اليوم و حسب مناع و بعد مئات الآلاف من الشهداء أن الحل العسكري ليس حلا و قال قبيل ضحكته مع لافروف : إن المعارضة السورية تشاطر الجانب الروسي ثقته بأن الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى أية نتيجة، و لا نعرف حقيقة عن أي معارضة يتحدث عنها مناع أو يمثلها. وخصوصا أن لغة لافروف كانت واضحة مع كل المعارضين الذين زاروه مؤخرا بأن من واجب المعارضة التوحد لمحاربة الارهاب، مع "نسيان" الارهابي الأول الذي يرتكب كل يوم مجزرة في سوريا مع نسيان النظام تماما و تقديمه للكون كله و بمساعدة روسية بأنه "يحارب" الأرهاب.
ربما يرغب الشعب السوري اليوم معرفة ما الذي يضحك هيثم المناع أمام الكاميرا مع لافروف أكثر من رغبته من معرفة مواقف موسكو "الجديدة" من الحرب على الشعب السوري ...
لكن رغم ذلك و حقيقة لا بد من السؤال "المحير" :ماذا كان يفعل هيثم مناع في موسكو، وهل يعتقد انه سيضيف شيئا او يعدّل من مواقف موسكو الداعمة للنظام السوري؟؟
التعليقات (16)