صفقة تعود إلى 2007
تعتبر هذه الطائرات جزءاً من صفقة أجراها النظام مع روسيا خلال 2007 وشملت تطوير عددِ من طائراته (ميغ 29)، وحصوله على 8 طائرات ميغ 31 وبلغت قيمة العقد الإجمالي مليار دولار<1>.
عرقلت عدة أسباب استلامها من بينها التمويل والاعتراض الاسرائيلي، ما أخر تسليمها لفترة طويلة حتى أن النظام صرح عبر صحيفة تشرين أن الصفقة لم تلغى .
الخبر مأخوذ من موقع سبوتنك أورده قبله موقع الديار<2> ولم يوردا أي مصدر للخبر الذي تلقفته الوسائل الاعلامية بسرعة بدون أي أدلة، وحتى الصور التي عرضت هي لعرض جوي للطائرات الروسية ولا يحمل أي تأكيد على وصول هذه الطائرات، فالشعارات على الطائرات هي للجيش الروسي والطيارون روس ولا يوجد أي دليل حسي على وصولها إلى سوريا .
تهويل إعلامي!
يصعب لغير المختصين التمييز بين طائرات ميغ 31 وطائرات ميغ 25 وبخاصة التدريبية (مزدوجة المقعد) <3> ، ولا يوجد أي تأكيد ملموس على وصول هذه الطائرات حتى الآن وأخبار استخدامها لارتكاب المجازر الأخيرة التي ارتكبتها طائرات النظام غير دقيقة بسبب مواصفات الطائرة ككل.
أي أن خبر وصولها هو على الأرجح لا يخرج عن دائرة التهويل الإعلامي لجهات إعلامية داعمة لنظام الأسد أو محسوبة عليه مع أن نفيه قطعياً غير ممكن .
طائرة الدفاع الجوي (ميغ 31)!
تعتبر من طائرات الحرب الباردة المخصصة لاعتراض الطائرات والقاذفات المهاجمة كطائرة دفاع جوي بالمقام الأول<4>، وأهم ميزاتها هي سرعتها العالية ورادارها البعيد المدى وقدرتها على اطلاق صواريخ بمدى كبير والطيران لارتفاع يقارب 22 كم .
لا يوجد سوى مشغلين لهذه الطائرة في العالم هما روسيا وكازاخستان التي ورثت هذه الطائرة من مستودعات الجيش السوفيتي ولم تشتريها، يضاف إليهم الآن النظام السوري الذي طلب 8 طائرات فقط .
طورت هذه الطائرة خلال السبعينيات ودخلت الخدمة في الجيش السوفييتي عام 1981 ويسعى الجيش الروسي حالياً لتصميم بديل لها .
الطائرات التي يعتقد أن النظام حصل عليها هي من المستودعات أي قد تكون مستخدمة جزئياً، فقد توقف تصنيع هذه الطائرة عام 1994 ولم ينتج منها سوى 500 طائرة، إضافة إلى حصول النظام على النسخة التصديرية مخفضة المواصفات كالعادة.
القصف الأرضي <5> :
لا قدرة حقيقية لدى هذه الطائرة على القصف الأرضي بحكم كونها طائرة اعتراضية بعيدة المدى عالية السرعة مخصصة لأغراض السيطرة والاعتراض الجوية فقط ( بخاصة النسخة التي سيحصل عليها النظام )، وهي تمتلك قدرات تجعلها طائرة قيادة وسيطرة تشبه بشكل ما طائرات الأواكس، فهي تمتلك رادارا يمكنها من كشف أهداف على بعد 200 كم وتضطلع بدور قيادي خلال العمليات الجوية فهي تستطيع تمرير بيانات الرادار لمقر قيادة العمليات ومنها لمنظومة الدفاع الجوي والطائرات الأخرى .
يعتبر تسليحها الأساسي الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ المضادة للصواريخ والصواريخ الطوافة المضادة للسفن والصواريخ المضادة للرادارات والصواريخ المضادة للأقمار الصناعية <6>.
أما القنابل سواء الموجهة أو غير الموجهة فهي ليست ضمن تسليحها الأساسي، ولا يوجد الكثير من المعلومات عن استخدامها لهذه الأسلحة.
طائرات ضد المنطقة العازلة!
هذه الطائرات الثماني في حال وصلت فهي لن تستخدم ضد الثوار على الأرض بشكل مباشر، لكنها ستستخدم ضد المنطقة العازلة التي تنوي تركيا إقامتها.. فبعد خروج طائرات ميغ 25 من الخدمة وعدم وجود مقاتلات اعتراضية فعالة لدى النظام أصبح النظام في حاجة حقيقية لهذه الطائرات، فزودته بها روسيا على ما يبدو ضمن مجموعة الجهود الرامية لإعاقة تشكيل المنطقة العازلة ودعم الأسد.
تسليم هذه الطائرات في هذه المرحلة (إن صح ) بعد منعها لفترات طويلة موجه ضد تركيا تحديداً وضد إنشاء منطقة عازلة شمالي حلب، فلا تستطيع ثماني طائرات فقط من هذا النوع التسبب بمشاكل حقيقية لطائرات التحالف أو إسرائيل وفي حال رغب التحالف فلن تقلع هذه الطائرات حتى من مطاراتها، وبالإمكان تدميرها مع إخراج مطاراتها من الخدمة خلال عدة ساعات .
يترافق ذلك مع إعلان ألمانيا و أمريكا عن عدم تمديدها لمهمة بطاريات الباتريوت خاصتها في تركيا بسبب انخفاض التهديد، والتي في حال كانت موجودة لن تتعرض لطائرات الأسد .
حتى لو وصلت هذه الطائرات حقيقة واستخدمها النظام بطيارين من زمرته، فهي لن تمنع تركيا من إنشاء منطقتها العازلة لكنها سوف تتسبب بمضايقات للطائرات التركية وقد تتسبب بإسقاط عدد منها، وهذا ربما ما يعول عليه نظام الأسد فهي تستطيع اطلاق صواريخ بمديات بعيدة وسرعتها العالية تجعل استهدافها صعباً .
كذلك قد تجري عمليات اختراق للمجال الجوي التركي بسرعة عالية وعلى إرتفاع عالي (ما يصعب استهدافها )، بهدف إحراج القيادة التركية والجيش التركي وإظهاره بمظهر العاجز وإعطاء دفع معنوي للمؤيدين .
لكنها في النهاية لن تستطيع منع هذه المنطقة العازلة بحكم قدرة تركيا الكبيرة على تدمير هذه الطائرات على الأرض وقبل حتى أن تقلع من مطاراتها، وتعطيل المطارات التي قد تقلع منها بالحد الأدنى من الخسائر <7>.
اضافة لقرب حصول تركيا على طائرات F-35 الامريكية التي تعتبر أحدث بما يزيد عن عشرين عاماً ومزودة بتقنية التخفي .
هوامش :
<1>تبلغ قيمة الطائرة حوالي 60 مليون دولار وهذا أكثر بكثير من سعر معظم الطائرات المقاتلة الحديثة الموجودة في الأسواق حالياً.
<2>نسخة موقع سبوتنيك الانجليزية لم تنقل الخبر ما يؤكد أنه مأخوذ من صحيفة الديار .
<3> تعبر ميغ31 وريثة ميغ25 المملوكة لدى النظام وتقومان بنفس الدور، والتي لم تشاهد تقريباً في عمليات قصف أرضي باستثناء بعض الأخبار عن اطلاقها عدة صواريخ جو-جو على ما يبدو في محاولة لتجريبها ضد الأهداف الأرضية.
<4>تخدم ميغ 31 ضمن قوات الدفاع الجوي في الجيش الروسي والنسخة السوفيتية تستطيع إسقاط الاقمار الصناعية منخفضة الارتفاع، لكن النسخة التي ستسلم لسوريا لن تحمل معظم مواصفات النسخة الروسية وستعتبر متخلفة ومنقوصة التجهيزات إضافة لأنها مصنعة منذ عشرين عاماً على الاقل .
<5>لا تملك هذه الطائرة قدرات قصف أرضي واستخدامها بهذه الطريقة يعتبر غباء على عدة مستويات، لكن النظام طلب سابقاً طائرات ياك-130 والتي تعتبر مشكلة حقيقية للثوار بحكم أنها مخصصة للتدريب ومهمات القصف الأرضية .
<6>لا يعرف تماماً إذا كان النظام قد حصل على صواريخ أحدث بمديات أكبر لاستخدامه مع هذه الطائرة، فأقصى مدى لصواريخ النظام جو-جو هو بحدود 80 كم في حين تستطيع النسخة الروسية إطلاق صواريخ مداها حتى + 200 كم .
<7>لا يتوقع تمركز هذه الطائرات في مطار اللاذقية وهذا عائد لسهولة استهدافه من قبل تركيا، في حين تعتبر مطارات المنطقة الوسطى والجنوبية أفضل لاستقبالها بحكم وجود زمن إنذار كافي، وقد توضع في مطار حماة أو مطار الضمير أو غيرها من المطارات المحصنة جيداً والبعيدة نسبياً عن الحدود التركية .
<8>تحتاج الطائرة لمدرج للإقلاع طوله بحدود 1200م .
التعليقات (7)