وظهرت في الصور أسطوانة مشابهة لأسطوانات الغاز المنزلي التي يستخدمها النظام حالياً في صناعة القنابل المحلية ويظهر كذلك ذيل هذه الأسطوانة وطبيعة المادة الهلامية داخلها.
خلال أربعين عاماً من "مقاومته ونضاله" لم يوثق أي استخدام لنظام الأسد لقنابل النابالم ضد القوات الاسرائيلية خلال حروبه كلها، على الرغم من استخدام هذه القوات للنابالم ضده في كثير من المرات، حتى أنه قدم شكوى للأمم المتحدة عن استخدام النابالم ضد إسرائيل عام 1967<1> .
قنابل حارقة <2>:
يتملك النظام عدة أنواع من القنابل الحارقة السوفيتية، بعضها (نابالم) وبعضها (ترميت)، وبعضها خليط من (الترميت) ومواد بترولية، ويعتقد أن ما استخدم هذه المرة في داريا هو النابالم .
تلقى طائرات النظام السوفيتية النابالم بشكل خزانات عادة، ويوجد عدة نماذج من هذه الخزانات بوزنين 250 و500 كيلوغرام استخدمها النظام غير مرة سابقاً( ZB500-ZB350 ).
تميز بانعدام الذيل وبوجود صاعق اسطواني في جانب الخزان وليس في مقدمته، الصاعق هو عبارة عن بادئ اشتعال مكون أساساً من الفوسفور الأبيض الذي يشتعل بمجرد ملامسته للهواء ويشعل الخليط اللزج المكون للنابالم.
ليست هذه المرة الأولى الموثقة التي يستخدم فيها النظام (النابالم)، بل استخدمه سابقاً في عدة مناطق منها قصفه لمدرسة في (أورم) الكبرى، إضافة لقصفه محيط مطار دير الزور العسكري، وحمص ودرعا والكثير من المواقع على امتداد ساحة المعارك في سوريا.
عدا عن بعض الأخبار المنقولة عن استخدام النظام لصواريخ محملة بالنابالم في قصف الزبداني خلال الحملة الأخيرة عليها، والتي يزيد احتمالية صدقيتها طبيعة قنابل النابالم التي استخدمت لقصف داريا مؤخراً .
قنابل مصنعة محلياً!
تظهر الصور المنشورة من مدينة داريا شكل القنابل التي استخدمت للقصف بالنابالم.
هذه القنابل لا تشبه أي من الذخائر السوفيتية المعتادة استخدامه لنشر النابالم، لكنها متطابقة مع الأسطوانات المعدلة التي يستخدمها النظام للقصف مؤخراً .
ويبدو أنها استخدمت لتحمل كمية قليلة من النابالم ولتلقى على مساحة واسعة في محاولة للتملص من المسؤولية بحكم أنها ليست ذخائر سوفيتية، وما يثبت أن هذه القنبلة ليست قذيفة مدفع جهنم هو قطر الذيل الأكبر من قطر القذيفة، حيث تحمل قذائف مدفع جهنم ذيلاً بقطر أصغر من قطر الأسطوانة وإلا فلن تخرج من السبطانة اضافة للتصميم ككل المختلف عن تصميم قذائف جهنم .
عادة ما يكون النابالم المستخدم في القنابل السوفيتية برتقالي اللون لكن هذا النابالم أبيض اللون، ما يدعو للاعتقاد أنه نابالم مصنع محلياً من خلط الكيروسين أو البنزين بمواد مكثفة ما نجم عنه خليط النابالم هذا <3>. <4>.
الصاعق المستخدم لإشعال هذه القنابل غير معروف بعد لكن تصنيع بادئ اشتعال من الفوسفور الأبيض يعتبر معقداً بالنسبة للنظام، لذلك ربما استخدم طريقة أخرى لإشعال النابالم قد تتضمن حشوة متفجرة صغيرة مع الصاعق الطرقي المعتاد، طبيعة غلاف القنبلة السميك تدعم هذه الفرضية فهناك حاجة لتمزيق الغلاف بهدف نشر المادة الفعالة <5>.
لماذا النابالم؟!
الأثر النفسي للنابالم يعتبر صاعقاً ويسبب حالات شديدة من الذعر .
كذلك تغطي قنبلة النابالم الواحدة مساحة واسعة وكبيرة وهي قادرة على تفريغ منطقة واسعة من الأشخاص بسبب الحرائق والدخان الذي تسببه، فهو مشبع بأول اوكسيد الكربون ومركبات أخرى ما يسبب حالات اختناق للأشخاص الذين ينجون من المادة الحارقة ويحاولون الاختباء في مناطق قريبة من منطقة اللهب أو يكونون محاصرين ضمن الأبنية المشتعلة.
عدا عن حالات الذعر والهلع بين المدنيين، فالإصابات الشديدة التي تسببها تعتبر أشد سوءاً من الاصابات بنتيجة الأسلحة شديدة الانفجار المتعارف عليها.
إضافة لسهولة تصنيع النابالم فهو لا يتطلب سوى خلط مجموعة من المواد الكيميائية المتوفرة بكثرة مع البنزين أو الكيروسين أو الاسيتون (في حال كان النابالم المستخدم محلي الصنع).
النابالم: تكوينه وخصائصه!
النابالم خليط هلامي لزج ينتشر أثناء اشتعاله على مساحة واسعة ويلتصق بكل شيء ويشتعل بدرجة حرارة عالية تتفاوت حسب النوع، ويستمر اشتعاله لعدة دقائق، وتنشأ عنه حرائق قد تستمر لأيام حسب طبيعة المنطقة المستهدفة، يمكن استخدامه لاستهداف كل شيء بداية بالأبنية نهاية بأرتال العربات والدبابات وتجمعات القوات والغابات وغيرها <6>.
يتكون النابالم من مادة بترولية كالبنزين أو (الكيروسين) أو(الأسيتون)، تضاف إليها مواد تجعله أكثر كثافة ولزوجة تعتبر كذلك جزء من المادة الفعالة <7>.
يعتبر النابالم أحد الاسلحة التي تستخدم لتطهير مناطق واسعة من العناصر البشرية الموجودة فيها، ولذلك استخدمته أمريكا بكثافة خلال حربها في (فيتنام)، كذلك استخدمه الاتحاد السوفييتي خلال حربه في افغانستان بشكل محدود <8>.
هوامش:
<1>
استخدمته اسرائيل أكثر من مرة ضد جيش النظام خلال حربي 1982 و1967 ويوجد الكثير من الصور التي توضح بقع الحرائق التي خلفها النابالم حول الارتال المدمرة سواء للجيشين السوري أو المصري. رابط عن مضمون الشكوى:https://www.jta.org/1967/04/11/archive/syria-complains-to-security-council-says-israel-used-napalm
التعليقات (7)