هل تتحرر (نبّل) و(الزهراء) كنتيجة أولية لفرض المنطقة الآمنة؟!

هل تتحرر (نبّل) و(الزهراء) كنتيجة أولية لفرض المنطقة الآمنة؟!
مع تولي رئيس الأركان التركي الجديد الجنرال (هولسي أكار) لمهامه بشكل رسمي، تستعد تركيا ومعها قوات التحالف للضغط على زر البدء بالعمليات العسكرية في شمال مدينة حلب بدءاً من منطقة (جرابلس) وحتى حدود مدينة (عفرين)، وبعمق حوالي 50 كم . وهذه العملية بكل تأكيد ستنهي أحلام النظام بحصار أو تطويق حلب إلى الأبد، مما يكسبها قيمة استراتيجية اكبر من الناحية العسكرية؛ فيما أعلنت مصادر مقربة من رئاسة الاركان بأنه سوف تشارك في العمليات الجوية حوالي 200 طائرة مقاتلة، ستنطلق من قواعد جوية عدة منها قاعدة (إنجرليك) وقاعدة (ديار بكر) المسؤولة عن إدارة وتوجيه العمليات العسكرية للقوات الجوية في الجنوب التركي!

كذلك تفيد المصادر المقربة من رئيس الأركان الجديد، وهو شخصية مقربة من رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، أن (أكار) من الصقور الذين يؤيدون التعامل بالحزم في المسائل التي تمس الأمن القومي، ويُعرف عنه في الأوساط العسكرية بأنه معادي لسياسات إيران في المنطقة، وهذا في المحصلة سيزيد من متانة الجبهة الداخلية الداعمة للتحرك العسكري التركي في سوريا.

وكان من أهم أسباب عدم البدء بالعمليات العسكرية هو قرب إنتهاء ولاية رئيس الأركان السابق (نجدت أوزال)، وانتظار قدوم الطائرات الأميركية الذي ستشارك في العمليات إلى مطار (إنجرليك) العسكري في مدينة (أضنة).

كيف ستفرض المنطقة الآمنة في سوريا؟

حسب التسريبات التركية ستقوم في البداية الطائرات الحربية بإستهداف النقاط العسكرية ومراكز القيادة والتجمع ومستودعات الأسلحة لتنظيم الدولة، هذه الأهداف التي حددت مسبقاً سواءً عن طريق المراقبة الجوية المستمرة لمناطق العمليات المستهدفة، من قبل طائرات من دون طيار والتي تصنعها تركيا من نوع (آنكا)، أو تلك التي تعتمد على التقارير الإستخبارتبة التي تصل إلى أنقرة من حلقائها على الأرض، وستشارك في العمليات وفق الأنباء التي تتسرب من رئاسة الأركان التركية حوالي 20 ألف جندي موزعين على طول الحدود لمنع تسرب أفراد من تنظيم الدولة وبالتالي منعهم من القيام بعمليات إنتقامية في الداخل التركي، أو لتقديم الدعم الناري لقوات الجيش الحر المتواجدين على خط تماس جبهة صوران – مارع ، بينما يتواجد حوالي 1000 جندي من نخبة قوات الكومندوس التركية في عدة نقاط حدودية للقيام بعمليات خاطفة داخل الحدود حين اللزوم، ويتوقع الخبراء أن تستمر العمليات العسكرية حوالي الشهرين قبل أن تكون المنطقة جاهزة لإعلانها منطقة آمنة (terör'den aranan bölge)، وتحت سيطرة قوات المعارضة المعتدلة.

وعلى عكس النقاش الذي يدور في الأوساط السورية حول من سيملئ الفراغ بعد تنظيم الدولة، تؤكد المصادر التركية قدرة المعارضة المسلحة على السيطرة الميدانية لهذه المناطق التي كانت مسيطرة عليها بالأساس قبل أن بسيطر عليها تنظيم الدولة ، ولكن السؤال المطروح بجدية في تركيا حول قدرة المعارضة السياسية السورية (الإئتلاف – الحكومة المؤقتة) من إمكانية قدرتها على إدارة هذه المنطقة بعد تحريرها إدارياً، وهذه إحدى النقاط التي تسربت من الإتفاق الأمني التركي الأميركي، هو قبول الطرفين من أن تكون هذه المنطقة الآمنة بمثابة إمتحان حقيقي لقدرات المعارضة السياسية التي دأبت طوال أعوام الثورة على التأكيد بأنها قادرة على إدارة سوريا ما بعد سقوط نظام الأسد، وإذا نجحت قوى المعارضة السياسية والعسكرية في النجاح بهذا الإختبار، تكون قد كسبت ورقة مهمة تستطيع من خلالها إقناع بعض الدول التي ترى بأن سقوط النظام سيعني سقوط المؤسسات الحيوية معها كالجيش والأمن أي حدوث الفوضى كما حصل في العراق، هذا النجاح ستعني ميل الكفة السياسية لصالح المعارضة.

ولذلك تحاول إيران الإلتفاف على خطة التحرك التركية بتحريك المياه في جدول المبادرات الراكدة، لتطرح مبادرة سياسية للحل، في النهاية لا تخدم إلا النظام المنهك عسكرياً وإقتصادياً وبشرياً، خصوصاً بعد إدراكها جدية تركيا وتحول مزاج موسكو بإتجاه التخلي عن الأسد.

وفي شأن متصل قام الرئيس أردوغان في الإسبوع الماضي بجولة في عدد من البلدان الإسلامية والصين للحصول على تأييد دولي يدعم القرار التركي ، فيما أعلنت كازاخستان وأذربيجان وقيرغيزستان عن إستعدادهم لإرسال قوات برية إن طلبت تركيا منهم ذلك . كما إتصل أردوغان بالإيرانيين مباشرة وأبلغ رئيسها بنية تركيا إنشاء منطقة آمنة وأنها لن تتخلى عن هذه الفكرة.

ما مصير المناطق التي يسيطر عليها النظام في كل من (نبل) و(الزهراء) ومنطقة معامل الدفاع؟

يدرك الأتراك جيداً ما مدى الحلف القائم بين النظام والميشيات الشيعية المدعومة من إيران، وتعتبر بلدتي نبل والزهراء مراكز متقدمة لضرب المصالح التركية والثوار في الشمال السوري، وإن كانت التوازنات الدولية القائمة في الموضوع السوري هي التي تحمي هذين البلدتين وتمنعهما من التحرر، ولكن مع بدء العمليات العسكرية ستكون التوازنات القائمة جزءاً من التاريخ، وبالتالي فتح الطريق أمام الثوار من أجل تحريرها لأنها ستقع ضمن نطاق العمليات التركية على حدود منطقة مارع، التي لن يسمح بإقتراب طيران النظام منها وبالتالي إنقطاع الدعم العسكري والإغاثي عنها مما يسهل عملية تحريرها هذه المرة. أو أن تحدث صفقة بين إيران وتركيا تخص هاتين البلدتين تسمح بإخلاء الشبيحة والعناصر الشيعية منها بطريقة ما، مثلما حدث في موضوع الأسرى اللبنانيين في إعزاز، وخصوصاً أن قواعد الإشتباك تسمح للقوات التركية بإستهداف قوات النظام بموجب تفويض البرلمان الممنوح للجيش منذ عام 2013 م.

في الليلة التي تم استهدف معامل الدفاع في منطقة (السفيرة)، ذكرت بعض الصحف التركية بأن 3 طائرات تركية ضربت اهدافاً في منطقة (الباب) دون ذكر تفاصيل، مع أن رئاسة الأركان التركية نادراً ما تعلن عن الاهداف التي تستهدفها القوات الجوية، لتترك للصحافة وبعض وكالات الأنباء التركية نقل أخبار العمليات العسكرية، وحسب الخبراء والمحللين فإن المنطقة المستهدفة، كانت عبارة عن مستودعات للأسلحة، وبالتالي تعني بأنها أبنية محصنة ومحمية ضد الصواريخ أو القذائف التقليدية ولا يمكن أن تؤثر فيها قذائف صاروخية تقليدية كتلك التي بثت في فيديو (تنظيم الدولة) الذي تبنى العملية! وأن القنابل الموجهة بالليزر والقابلة لاختراق وتدمير المواقع العسكرية المحصنة لا تمتلكها في القوات المشاركة في محاربة تنظيم الدولة إلا الولايات المتحدة وتركيا، والأخيرة تصنع مثل هذه القنابل التي تعرف إختصاراً بإسم NEB ويمكنها أن تدمر أهدافاً بعمق 40 متراً تحت الأرض، وحين سُئل أحد المحلليين السياسيين الأتراك عن الموضوع أجاب بقوله (السماء السورية مزدحمة بالطائرات الحربية ومن الصعب تحديد هوية الطائرة التي نفذت الغارة في منطقة معامل الدفاع).

إعادة الأمل!

إن العملية العسكرية التي ستبدأ في الأسبوع القادم حسب تصريحات وزير الخارجية التركي (مولود جاويش أوغلو). ستكون – برأينا- حاسمة وتأكيد على جدية تركيا في تغيير بعض الموازين لصالح الثورة السورية، وربما تعيد بعض الأمل بعدما ملَ شعبنا السوري بكل أطيافه من الوعود الدولية، التي تركتنا ندفع أكثر من 500 ألف شهيد أمام أعين العالم المتحضر المشبع بقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، التي لم نر منها شيئاً حتى هذه اللحظة باستثناء من بعض الأصدقاء الحقيقيين!

التعليقات (1)

    الحقيقة

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    اي منطقه يفشل في اخضعها العصابه النصيرية والمليشيات الشيعية والمليشيات الكردية في العراق وسوريا ستعمل امركا وتركية على اخضعها
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات