التناقض يسود هدفين لأميركا في الشرق الأوسط

التناقض يسود هدفين لأميركا في الشرق الأوسط
مع التوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران يبدو أن الرئيس الأميركي بارك أوباما مستعد لتركيز جهوده بشكل أكبر على وقف الحروب والمذابح والكوارث البشرية التي انتشرت عبر الشرق الأوسط.

أهداف كبرى قبل ترك منصبه!

وحدد أوباما أهدافاً كبرى عديدة يريد تحقيقها قبل تركه لمنصبه، ومنها وضعالولايات المتحدة وحلفائها على الطريق الصحيح لهزيمة تنظيم «داعش»، والبدء بعملية سياسية لحسم الحرب الأهلية في سوريا، والدفاع عن حليفته إسرائيل وحلفاء آخرين لأميركا من الهجمات من قبل إيران ووكلائها. وتكمن المشكلة في أن آخر هدفين من هذه الأهداف يتعارضان مع بعضهما البعض.

وقال أوباما بشأن الاتفاق النووي، أخيراً، إن إيران قد تستخدم مليارات الدولارات التي ستتسلمها قريباً لدعم ميليشيا حزب الله بأسلحة حديثة، وأعلن أنه سيبذل قصارى جهده لوقف ذلك الأمر، وأضاف: «إن من مصلحة أمن الولايات المتحدة منع إيران من إرسال أسلحة إلى حزب الله».

تغيير في سياسة أوباما

وفي الوقت ذاته، أشار أوباما إلى أن إيجاد حل للحرب السورية يحتاج إلى «اتفاق الدول الكبرى المهتمة بسوريا، وإيران إحدى هذه الدول وأعتقد أن كون طهران جزءاً من هذه المنظومة أمر يهمها»، ويعكس هذا التصريح تراجعاً في سياسة أوباما السابقة الرامية إلى إخراج إيران من محادثات السلام السورية.

وبإلحاح من الولايات المتحدة أخرجت إيران من المؤتمرين اللذين عقدا في جنيف عامي 2012 و2014. والأهم من ذلك هو أن التسليم بحضور إيراني فيما يتعلق بسوريا يتعارض مع هدف أوباما المتعلق بوقف طهران دعمها لحزب الله، وذلك لأن دعم إيران العميق والثابت حتى الآن لنظام الرئيس السوري بشار الأسد يتأتى في المجمل من استخدام إيران لسوريا كجسر بري لإمداد حزب الله.

روسيا بديل لإيران

عدم وجود مدخل بحري إلى لبنان حتم على إيران بسط سيطرتها على مطار دمشق والحدود بين سوريا ولبنان لضمان تأمين مستلزمات حزب الله العسكرية. وبالنسبة إلى خبراء اختصاييين بالشأن السوري، فإن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي لن يقبل أبداً بتسوية للحرب في سوريا تتضمن تخلياً عن حزب الله.

ومن جهته قال أوباما إن آفاق الدبلوماسية بشأن سوريا تبدأ مع روسيا وليس إيران، وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس أوباما أجرى محادثات مثمرة، أخيراً، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا.

عزل الأسد من منصبه!

ويمكن على الأقل تخيل شكل الاتفاقية الأميركية الروسية، حيث يعزل فيها الأسد من منصبه بشكل يسمح للمعارضين المعتدلين بالانضمام إلى الحكومة الجديدة في الحرب ضد تنظيم «داعش».

وسيتطلب تكثيف الجهود في الحرب السورية من أوباما اختيار أحد أمرين، إما تحدي إيران في سوريا بدعم القوات المعارضة لنظام الأسد، أو قبول تسوية ضمنية تضمن بقاء عناصر حزب الله على الحدود مع اسرائيل. وتكمن المشكلة في هذا الشأن في أن روسيا تفتقر إلى النفوذ الذي يمكنها من تحدي القيادة السورية، التي تدعمها إيران بالمال والسلاح والمقاتلين.

* المصدر: صحيفة (البيان) 9/8/2015

التعليقات (1)

    جهاد التل

    ·منذ 8 سنوات 8 أشهر
    الله يمسخه ولا يوفقه .برقبته كل شهداء سوريا من الاطفال والنساء والشيوخ.ملم ملوك الماسونية.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات