لافروف الحزين!
لم يسمع الوزير لافروف رفضاً قاطعاً بل "دبلوماسياً"، لاقتراحه ضرورة بقاء بشار الأسد، على رأس السلطة خلال المرحلة الانتقالية. فقد اصطدم بحائط الاستفسار عن المدة الزمنية للمرحلة المُفترضة، وضرورة تحديد سقفها بدقة. كما أهمية تحديد ما سيحتفظ به "الأسد" من صلاحيات خلالها، وما سيُنقل منها إلى الحكومة، ثم ما شكل هذه الحكومة المُقترحة، هل هي "حكومة وحدة وطنية". أم حكومة انتقالية بصلاحيات "كاملة"، تتطابق مع بنود جنيف1. أم حكومة بصلاحيات "موسعة".
عموماً ووفقاً للمصادر، لم يخرج الوزير لافروف سعيداً من الاجتماع، مثلما دخله مدفوعاً "بقبول" أولي على بقاء "الأسد"، خلال المرحلة الانتقالية. وهي موافقة كان الرئيس بوتين، "حصل" عليها على ما يبدو، من العاهل السعودي الملك سلمان. وكذلك من الرئيس أردوغان، أثناء اتصال هاتفي جرى بينهما، استبق اجتماع الدوحة، على ما نقلته (العربية نت)، عن مصادر روسية، قبيل الاجتماع. ولعل هذا ما دفع الرئيس التركي، لإطلاق تصريحه الشهير، حول الاعتقاد بأن (الرئيس الروسي بوتين يتجه للتخلي عن بشار الأسد).
تعويم "الأسد"!
تعتقد المصادر، بأن لا فروف. حاول تمرير "مرحلة انتقالية" بمدة "عائمة"، وباستخدام تعبيرات "مائعة" تربطها بظروف وتطورات محاربة "الإرهاب" على الأرض، وهذا ما تعتبره الأطراف الآخرى ، أمراً غير مقبول، ذلك أن "الحرب"، ربما تستغرق سنوات طويلة . بل ترى أن "مرونتها" بالتعامل مع مقترح الرئيس بوتين، ببقاء "الأسد" لفترة زمنية، في سياق التحالف الذي اقترحه لمواجهة الإرهاب بين "سوريا والسعودية وتركيا والأردن". لا يعني تغيير مواقفها، بشأن فقدان بشار الأسد لشرعيته، وأنه المسؤول، عن انتشار الإرهاب، وأن بقاءه في السلطة. يعني مزيداً من تمدد الإرهاب، واتساع نطاقه. بما يُهدد جميع دول المنطقة، على عكس ما هو مطروح.
تعليق المبادرة أم فشلها؟!
المصادر شددت، على استخدام مٌصطلح "تعليق" المشاورات بدلاً من "فشلها". إذ "تُقدر بأن فرص معاودة التشاور، وتدوير الزوايا حول النقاط الخلافية، لا تزال "مُمكنة". وذلك استناداً، إلى "ما تراه" مؤشرات توافق غير مسبوق بالشأن السوري. بين واشنطن، وموسكو، والرياض، وأنقرة، والدوحة. وهو ما يمُكن البناء عليه، في تحقيق اختراقات "فعلية"، لفرض حل سياسي. بدأت تجلياته "برأيها"، عبر ما أشار كيري إليه بخصوص "الهجمات" بالغازات السامة، ومُعاقبة المسؤولين عنها ( حدث أن توصل الوزيران كيري ولافروف في ماليزيا أمس، إلى اتفاق للتصويت عليه في مجلس الأمن ، يتضمن تشكيل مجموعة خبراء، بواسطة الأمم المتحدة . يهدف إلى تحديد المسؤولين عن الهجمات بغاز الكلور في سوريا، وإنشاء آلية لمحاسبتهم). ما يُشكل نوعاً من زيادة الضغوط على "الأسد" وجيشه بالدرجة الأولى. عدا المنطقة "الآمنة" التي صارت أمراً واقعاً في الشمال، بمحاذاة الحدود التركية والتي من الممكن أن تنسحب قريباً. على درعا في الجنوب.
لكن المصادر، رجحت الفشل. إذا ما تمسك لافروف بإشراك إيران بالحل. وهو ما أشار إليه "ضمناً" في تصريحات "عابرة"، ما بعد الاجتماع، بقوله أن "التسوية"، تحتاج إلى مشاركة جميع الأطراف.
تشويش إيراني!
بالمقابل، تجزم المصادر، بأن الجهة القادرة على تعطيل "الحل السياسي"، في حال التوافق عليه بين العواصم المذكورة هي طهران.
طهران تلك، لم تتأخر بطرح "مُبادرتها" البديلة، ذات النقاط الأربع. والتي مهدت لها بقصف إعلامي، عن خطها "الأحمر" المتمثل ببقاء "بشار الأسد"، وبمحاولة إغراء "التحالف العربي" خصوصاً السعودية، بمعالجة سياسية شاملة "لملفات" سوريا، والعراق، والبحرين، واليمن. في محاولة لفرض نفسها، بعد الاتفاق النووي. وإعادة التوازن لنفوذها الإقليمي، المُترنح في سوريا واليمن .
"مُعجزة" جديدة!
في هذا السياق، لم تستبعد صحيفة "الوطن" المملوكة لرامي مخلوف. عقد لقاء سياسي، يضم وزير خارجية "الأسد" وليد المعلم، خلال زيارته إلى عُمان، بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
اللقاء المأمول، لم يحدث أمس، خلافاً لأمنيات "الأسد"، وزعم الصحيفة. بيد أنه لو تم دون وسطاء، أو تمهيد إعلامي، لاعتبر"مُعجزة" حقيقية فعلاً، من شأنها خلط الأوراق. لكن حدوثها أمر مستبعد ، أقله في الفترة القريبة القادمة.
يُذكر، أن عُمان هي الدولة الخليجية الوحيدة، التي لم تقطع علاقاتها الدبلوماسية، والسياسية مع "بشار الأسد". فيما زيارة المُعلم، هي الأولى من نوعها لدولة خليجية، منذ اندلاع الثورة السورية.
التعليقات (13)