بعد عامين على المذبحة: ماذا حلّ بـ(جديدة الفضل) وأين ذهبت النساء؟

ليس مدينة أو قرية بل هو حي. إنه (جديدة الفضل) في مدينة (جديدة عرطوز) بريف دمشق، والذي يسكنه خليط سوري كان متآلفاً، ولكن اسمه جاء من الأغلبية التي تسكنه من أبناء الجولان الذين ينتسبون إلى عشيرة (الفضل) وفيه يقع بيت الأمير الاقطاعي(فضل الفاعور) ابن الأمير محمود الفاعور الذي حكم الجولان قبل الاستقلال وبعده بقليل.

مجزرة (479) شهيدا!

ولم يكن أحد يتوقع أن يأخذ هذا الحي كل ها الاهتمام والصدى، ولكن المذبحة الأشهر بتاريخ الثورة السورية ارتكبها النظام فيه (21 نيسان 2013 ) جعلته يتصدر الآحداث.. وما خفي أعظم مما تم نشره، والحكاية التي تم تداولها أن أكثر من 479 شخصاً قتلوا نتيجة القصف الذي استمر خمسة أيام من مدفعية الفوج 100 والفرقة العاشرة قبل الاقتحام.....لكن المجزرة الحقيقية حصلت عندما دخلت ميليشيات الدفاع الوطني التي قدمت من قطنا وصحنايا، وشبيحة صحنايا هم الذين قتلوا أكثر بسكاكينهم الطويلة الحاقدة.

فيما بعد اكتشف النظام أكثر من 70 جثة بجوار المدرسة الثانوية ويومها حشد وسائل الإعلام ليقول إن هذا ما ارتكبته العصابات المسلحة في جديدة الفل ولكن أهالي الحي يروون أنهم من ابناء الحي الذين تم حرقهم من قبل اللجان الشعبية من نساء وأطفال ومن ثم تم نبش المقبرة الجماعية والادعاء بأن الثوار هم من فعلها.

هكذا انتهت قصة المجزرة والحي الثائر، والذي طالما أقلق أزلام النظام في الغوطة الغربية وتم تهجير أهالي داريا والمعضمية مرتين منه وإليه، وذهب منهم ضحايا كثر في المجزرة، ولكن ما الذي حصل فيما بعد؟.

ثوار اللجان الشعبية ونساء البعث!

من بقي من الثوار أو ممن كانوا محسوبين من (الزعران) أصبحوا من اللجان الشعبية التي تم تنظيمها للدفاع عن الحي بعد عودة الأهالي المشروطة بالإبلاغ عن كل من يدخل الحي، وعن أماكن أبنائهم الذين التحقوا بالقتال، وهؤلاء الزعران مارسوا كل أنواع السرقات وذل ألهالي وترويعهم ومن أدخلوا قذاراتهم من نساء الشبيحة وتم تشغيلهن بالدعارة وتجارة الحشيش، وتحول الحي إلى ماخور كبير لما أراد أن يتلذذ.

لم تسلم النسوة فقد تم تطويع الكثير من الفتيات في أعمال لصالح الأمن مخبرات أو في الدعارة، والبقية التي كانت محسوبة على البعث تم تطويعهم في كتائب البعث التي تضم حثالة نساء الأحياء واللواتي كنا على علاقة بأجهزة المن وكن ينقلن أخبار الحي وأبنائه في تنقلهن حيث من المتعارف عليه أن النسوة لا يتم إخضاعهن للتفتيش وهي من اخطاء الثوار في هذا الحي.

يقول أحد سكان الحي أن عدد الشهداء تجاوز الـ1000 وأغلبهم من النساء والأطفال، واما الثوار فتمكنوا من الخروج من جديدة البلد باتجاه (خان الشيح)، وأما الضحايا فكانوا من المسالمين الذي أحرقوا أو ذبحوا في بيوتهم، وما زال الحي حتى اللحظة وبعد هذا التحول الكبير في بنيته خاضعاً لرقابة صارمة.

ما يريده النظام هو تغيير النسيج السكاني والأخلاقي، ودفع الحثالات ليكونوا هم واجهة المناطق الثائرة بينما تم ذبح كل من حسب على الثورة، ولكن الكثيرين هناك ما وزالوا يحلمون بعودة الحي العنيد إلى الواجهة كما كان معقلاً للمظاهرات الكبيرة والثوار الصامدين بعد إخراج زعران الثورة المتواطئين مع محظياتهم.