في تصويت أورينت نت الأسبوعي:هذا رأي القراءبالتدخّل العسكري التركي

برزت في الآونة الأخيرة أحاديث إعلامية كثيرة عن استعداد الجيش التركي للتدخّل عسكرياً في الشمال السوري، وتسربت مضامين اتفاقيات مفترضة بين الأتراك والأمريكيين حول إقامة مناطق آمنة، في الوقت الذي تحدّثت فيه الصحافة التركية عن تقدم حشود عسكرية نحو الحدود مع سورية.

صحيفة (أورينت نت) طرحت على قرائها في الاستطلاع الأسبوعي سؤالاً مفاده: هل أنت مع التدخل التركي العسكري في شمال سوريا؟.. حيث شارك في الاستطلاع أكثر من ثمانية آلاف شخص، صوّت 78،3% منهم مع التدخّل، فيما صوّت 21،7% ضد التدخل العسكري التركي، وللوقوف على هذه النتيجة تحدّثت (أورينت نت) مع الخبيرين العسكريين العميد أحمد رحّال والمحلل عبد الناصر العايد، لتفسير هذه النسبة العالية من تأييد هذا التدخل كما عكستها نتائج الاستطعلا وقراءة حيثيات التدخل التركي.

العميد أحمد رحّال: التدخل التركي سيعيد للجيش التركي مكانته!

في حديث لـ (أورينت نت) يعتقد العميد أحمد رحّال أن نتيجة التصويت لم تعكس حاجة الثورة الضرورية للمناطق الآمنة والتدخل التركي، وقد يكون السبب، حسب رأيه، غياب الكثير من بنود الاتفاق (الأمريكي- التركي) عن وسائل الإعلام والضعف بشرح ضرورة وأهمية المناطق الآمنة في شمال سوريا، وذلك لتجنب كلتا الدولتان الإحراج مع بعض الدول في المنطقة.

يضيف رحّال: التدخل التركي وإنشاء المناطق الآمنة ووفق ما تسرب لنا ستكون خالية من ثلاث تنظيمات وهي الفصائل الانفصالية الكوردية وجبهة النصرة وتنظيم داعش، وهذا يمكن أن يغضب البعض ولكنه بنفس الوقت يعيد للجيش الحر مكانته، كما أنّ المناطق الآمنة ستكون كرة الثلج المتدحرجة التي ستتمدد بالجبهة والعمق لتصل لأعماق قد تطيح بنظام الأسد."

يتابع العميد رحّال: المناطق الآمنة قد تكون البوابة التي يمكن من خلالها إعادة مئات آلاف اللاجئين لديارهم وتخفيف وطأة النزوح والتهجير عنهم، والنقطة الأهم بالتدخل التركي تعني أن الملف السوري أصبح على طاولة الحل وعدم القدرة على تهميشه ثانية، وإجبار كل من دول حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية على حسم أمرهم والبحث عن حل ينهي مأساة الشعب السوري وخاصة أن الحريق الذي اشتعل في سورية قد تمدد وأصبح يهدد دول الجوار وحتى أوروبا وأفريقيا."

من الناحية العسكرية يرى العميد أحمد رحّال أنّ التدخل سيوجد خطوط إمداد آمنة للثوار، وسينهي وجود داعش أو يخفف وطأتها على فصائل الثوار لمقاتلة النظام بعد أن أجهدت وأجهضت داعش أكثر من جبهة كانت تستعد لقتال قوات النظام، وخاصة في الريف الشمالي لحلب.

يضيف قائلاً:" لدينا معلومة تقول أن تركيا تعد قوات وتدربها وخاصة من فصائل إدلب وأخواننا التوركمان وبأعداد تصل لبضعة آلاف ... نقول أن ذلك لن يجدي والخطوة الأهم التي يمكن أن تعطي لهذا التدخل وقعاً أكبر وتأثيراً أكبر هو السعي لتشكيل جيش وطني وإدخال المنشقين للداخل والعمل على تأسيس مؤسسة عسكرية تكون الضامن للداخل بإسقاط النظام، والضامن للخارج ببناء دولة القانون ودولة المواطنة."

عبد الناصر العايد: ستدفع أثماناً كبيرة لهذه التدخل!

في وجهةِ نظرٍ أخرى، يرى المحلل العسكري والاستراتيجي عبد الناصر العايد أنّ النسبة العالية التي توافق على التدخل في هذا الاستطلاع تدل على ما وصل إليه حال السوريين في مواجهتهم مع النظام، معتبراً "إنه وضع مأساوي يقبل بكل أنواع الحلول دفاعاً عن الوجود والبقاء، الذي بات مهدداً بشكل مباشر، شكل يجعل من رأي الأقلية المصوتة بلا، والذين قد يتخوفون من أن يكون التدخل نوعاً من أنواع الاحتلال المقنع، هذا سيجده الطرف الأول ترفاً في ظل البراميل والقذائف المتساقطة عليهم بلا نهاية ولارحمة."

ويضيف العايد: "ومع أني أريد أي حل يمكنه أن يوقف حملة القتل الجماعي واليومي للسوريين، التي يمارسها النظام السوري كما لو كان يمارس هواية ممتعة، بلا رقيب ولا حسيب، إلا أنني لا أستطيع أن أنكر أن التدخل التركي في حال حدوثه سيكون احتلالاً، وستدفع أثماناً كثيرة للتخلص منه لاحقاً، وإنه حتى لو بدا اليوم تدخلاً إنسانياً في مظهره، إلا أنه مع الوقت سيصبح في الواقع هيمنة سياسية واقتصادية يصعب التخلص منها."