جاء ذلك على صفحة غسان عبود الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) حيث كتب يقول:
"أعلن براءتي وفريقي الكاملة من خطة المبعوث الدولي (ستيفان ديمستورا) التي قدمها للأمم المتحدة، ومن كل ما قاله، وأؤكد أنه لم يؤخذ بأي مما عرضناه وكلمناه به حين قابلناه. واضح أن ديمستورا ومن وظفه لا يبحثون عن حل للأزمة، وانما عن طرق تعقيدها وإطالتها. كما أتهم ديمستورا بالكذب على الشعب السوري، حين ادعى أنه استوحى خطته من المعارضة، في حين هو اعتمد في خطته على متطلبات الايراني ودميته أسد، وتقديمات وشروحات شخصيات مخابراتية تابعة للنظام السوري تحمل صفة معارضين. وأؤكد أن من حق الشعب السوري أن ينشر ديمستورا وفريقه محاضر جلساته مع من قابلهم بذريعة أنهم ممثلين للشعب السوري، وهو كاذب أيضا حين كذب على الشعب السوري وادعى أن خطته الحالية هي خطة سياسية للحل".
وختم مالك مجموعة (أورينت) الإعلامية، حديثه بالقول:
"ستسقط خطة ديمستورا وهو معها، كما سقطت خطته السابقة بوقف اطلاق النار بشارعين في حلب(!؟) ديمستورا فاشل لأنه يمثل مؤسسة فاشلة (UN) ولأنه يصرّ على الفشل... ســــــــــــــوريـا حـرّة".
ماذا جاء في خطة ديمستورا؟!
التقرير الذي قدمه (ستفان دي مستورا) للأمم المتحدة حول الأزمة السورية، دعا فيه لتشكيل مجموعات عمل مشتركة بين النظام والمعارضة للاتفاق على أربع قضايا أساسية، تناقش قضايا تتعلق بالسلامة والحماية والسياسة والقضايا العسكرية والأمنية والمؤسسات العامة والإعمار، قبل تشكيل هيئة الحكم الانتقالية، وهي المبادرة أو الاقتراح الثالث الذي يقدّمه بشأن الأزمة السورية بعد مبادرتين لم يُكتب لهما النجاح. وقد أثار التقرير المذكور ردود فعل غاضبة، نظرا لتجاهله المعاناة السورية، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية التي أجمعت معظم المنظمات القانونية ومنظمات حقوق الإنسان على أن نظام الأسد قد ارتكبها!
ماذا عرض غسان عبود على ديمستورا؟
وكان غسان عبود قد التقى – مع وفد مرافق له - (ستيفان ديمستورا) في مقر الأمم المتحدة في جنيف في الحادي عشر من أيار / مايو، من العام الجاري.. بناء على دعوة وجهها له الأخير، ضمن سلسلة مشاورات شملت أطيافاً مختفلة من المعارضة السورية، والشخصيات المؤثرة في الشأن السوري... وقد أكد غسان عبود في مستهل مشاوراته حينها أن: " الظروف غير متوفرة للوصول الى حل سياسي بسبب طبيعة النظام السوري الذي لم يبد، منذ وجد، أي استعداد لقبول مطالب وحقوق الشعب السوري، وهو بغياب قوة الإلزام والضغط الحقيقي سيواصل رفض هذه المطالب والحقوق، وسيواصل التحايل على القرارات الدولية التي تطلب منه الدخول في عملية سياسية جادة."
وأشار عبود في سياق استعراضه لمراوغة النظام، وفشل ديمستورا حتى في تطبيق خطة وقف القتال في حلب:
" في جنيف، وحتى في موسكو.. لم يوافق النظام على الدخول في مفاوضات سياسية. وحول الموضوع كله إلى مكافحة الإرهاب، الإرهاب بمفهومه هو. الأمر الذي يجعل فرص الالتقاء معه على قواسم مشتركة معدومة . حتى مبادرتكم المحدودة بشأن تجميد القتال في حلب ظل النظام يناور ويراوغ حتى تهرب منها كلياً، وانتهت إلى لا شيء . لا شيء على الإطلاق، لأن النظام لا يعطي شيئاً بالإقناع والتفاوض. ومع ذلك، فإننا من منطلق المسؤولية تجاه شعبنا وتضحياته ومستقبله نذكركم بأنكم قلتم في رسالة الدعوة انها مستندة الى "بيان جنيف" و القرارات 2118، 2165، 2170. لكن القرار ٢١٦٥ والقرار ٢١٣٩ الذي يدعو إلى وقف القصف العشوائي والقصف بالبراميل هما قراران ملزمان وغير خاضعين للتفاوض، بالتالي، يجب الا نتفاوض لتطبيقهما."
ودعا غسان عبود في مشارواته مع ديمستورا المجتمع الدولي إلى " اتخاذ إجراءات ضد جميع الميلشيات غير السورية الموجودة في سورية. يجب إدانتها جميعاً، وبنفس الدرجة، وهذا غير حاصل حالياً. حيث لاتذكر ميليشيات حزب الله المتعصب الطائفي الارهابي وميليشيات أبو الفضل العباس .. عند الحديث عن الارهاب والتطرف والتعصب ، ولا تذكر محاولات إيران لإشعال صراع سني شيعي في المنطقة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري قبل عشر سنوات . هذا الصمت انحياز وازدواج في المعايير غير مقبول أبداً. مشدداً على أن "اتخاذ إجراءات ضد الفصائل العربية السنية فقط، يجعل مهمة محاربة الإرهاب مستحيلة. وإنه من العبث معالجة نتائج وتجليات الإرهاب دون معالجة أسبابه ومنابعه التي تعود كلها للنظام".
بون شاسع!
يشار إلى أن (أورينت نت) سبق لها أن نشرت النص الكامل، لمشاورات غسان عبود وفريقه مع سيتفان ديمستورا، التي غدت وثيقة رسمية أرسلت إلى الأمم المتحدة حيث تحفظ في سجلاتها، كما تم نشر كواليس تلك المشاروات بكل شفافية... ما يوضح - لمن يطلع عليها – البون الشاسع بين ما تم النقاش حوله، وما أفضى إليه التقرير الهزيل الذي قدم للأمم المتحدة أخيرأ!
التعليقات (15)