والفلافل هي مخلوط الحمص المسلوق الذي يتم طحنه وتضاف إليه البهارات الشامية والكمون ثم يقلى على شكل أقراص يمكن أن تؤكل ساخنة، ويمكن أن تلف على شكل (سندويشة) مع البندورة والمخلل والخيار، ويضاف إليها اللبن والطحينة.
سندويشة الجماهير الغفيرة
تطورت السندويشة التي يشترك في تناولها الجميع... السوريون على اختلاف أطيافهم وأوضاعهم يتناولون الفلافل، ولكنهم يختلفون في تناولها (بطراً) وهرباً من نكهة اللحم، أو على اعتبا أنها أرخص ما يمكن.
ذات يوم تغنى النائب الاقتصادي محمر الخدود (عبد الله الدردري) بالفلافل وتحدث أنه هو أيضاً يتناول الفلافل في محاولة غبية للهروب من خيبات الاقتصاد السوري الذي خطط له وأفقر السوريين.
لكن الفلافل بقيت سندويشة الجماهير الغفيرة الصابرة التي تتحمل أوزار الفشل الاقتصادي وتحديداً سياسة الانفتاح التي قاد عجلة التحول إليها حكومة ناجي العطري.
وكانت سندويش الفلافل هي رمز صبر السوريين على الحصار الاقتصادي الذي أوصلتهم إليه سياسات حافظ الأسد الرعناء.
يوم الفول والمسبّحة!
يوم الجمعة هو يوم الفلافل والفول والحمص الناعم (المسبحة) لدى فقراء سورية وطبقتها الوسطى، وربما يفعلها بعض الأغنياء من محدثي النعمة في محاولة للضحك على أيام فقرهم.
ولكن الأغلبية تشتري الفلافل مع مجموعة أكلات العائلة يوم العطل لكي تجتمع وهذا تقليد سوري قديم، وهم كأغلب الشعوب العربية لديهم مطبخهم الخاص، ولكن السوريين يشتركون مع أبناء بلاد الشام ومصر (الطعمية) في هذا الوجبة الخاصة.
اليوم اختلف الحال قفز سعر قرص الفلافل من ليرة واحدة إلى 5 ليرات سورية أي أنه ارتفع خمسة أضعاف، وهذا ما جعل بعض الأسر تحذف الفول والحمص الناعم والمخلل من وجبة العطلة المقدسة، وصارت تكتفي بشراء كمية من الفلافل لا تتجاوز 100 ليرة سورية مع كيلو من البندورة ولا مانع إن توفر اللبن لتصنع وجبة قريبة من وجبة أيام زمان.
الغلاء... يحكم
الفلافل كانت في أحسن أحوالها، وهي مؤشر على أن لا سوري يمكن أن يجوع، وقبل الصراع الذي كانت تعيشه البلاد بدأ السوريون بتحسين نكهة سندويشة الفلافل، واصبحوا يضيفون عليها دبس الرمان والكتشب و (المايونيز)، وبقي سعرها لا يتجاوز 50 ليرة سورية.
الأزمة رفعت أسعار المواد الداخلة في تصنيعها فقفزت دفع واحدة إلى 100 ليرة سورية، وبعض المحلات الشهيرة التي تقدمها بالخبز المشروح أو السياحي أو (السمون) رفعت السعر إلى 150 ليرة سورية، وهذا ما جعل الكثير من السوريين يعتبرونها فوق مستوى دخلهم المتواضع بعد أن كانت ملك أيديهم متى شاؤوا وجاعوا؟
من أشهر المحلات في العاصمة (على كيفك) في نهاية منطقة المزة، ومحل (بيسان) الذي كان يقدم الفلافل لزبائنه المثقفين من يساريين وطلبة جامعيين..
التعليقات (8)