في مناطق "تنظيم الدولة" في ديرالزور، أصدرت المكاتب التابعة لجهاز الحسبة في عموم ولاية الخير (ديرالزور) كما يسميها "التنظيم"، قبل أيام، تعميماً لأصحاب محال الإنترنت لتنظيم عمل هذه المحال "حسب الشريعية الإسلامية، وما يقتضيه واقع الحال في ولايات الخلافة" (المصلحة العامة على زمن النظام).
ويتضمن التعميم بحسب بعض الأهالي في دير الزور،مجموعة من الإجراءات، أهمها:
- إجبار أصحاب مقاهي الإنترنت على وضع برامج مراقبة، وهي في الأصل برامج تجسس في كافة الأجهزة الموجودة في صالات المقاهي، والتي يمكن من خلالها لأصحاب الصالة معرفة كافة البيانات التي يقوم الزائر بتصفحها على الشبكة، أو مقاطع الفيديو التي يشاهدها، وهو إجراء كان متبع أيام (سلطة الأمن العسكري )على عموم المحافظة.
وتتضمن المراقبة أيضاً تبادل الرسائل النصية عبر متصفحات الانترنت، وهي ذات البرامج التي كان نظام الأسد يجبر أصحاب مقاهي الإنترنت على وضعها في أجهزة الصالات لمراقبة المستخدمين.
وأفاد أحد مرتادي صالات الأنترنت بمدينة الميادين (طلب عدم ذكر اسمه): إن جهاز الحسبة أبلغ أيضاً أصحاب المحال بضرورة تسجيل البيانات الشخصية لكل من يرتاد المقهى، حيث يدون اسمه واسم الشخص الذي يريد الاتصال به ورقم الهاتف المتصل به ،ومكان إقامته وذلك كي يسهل القاء القبض عليه أو خلال عملية الملاحقة عبر تعميم اسمه على حواجز التنظيم المنتشرة بمعظم أنحاء سيطرته بشرق سورية.
جهاز الحسبة سيقطع مورد رزقنا!
أحد أصحاب مقاهي الانترنت في ريف دير الزور الشرقي قال:"لأورينت نت" إن "جهاز الحسبة بمثل هذه القرارات سيقطع مورد رزقنا، إذ بدأ واضحاً تردد الناس على ارتياد مقاهي الانترنت أيا كانت الأسباب، خشية أن تسجل محادثاته من أقرابه أو أصدقائه الذي يعيشون خارج البلاد، والذين ينتقدون تنظيم الدولة، ويتهمونه بتخريب مسيرة الثورة وحرفها عن مسارها بمايعزز الاستبداد والحكم اسمياً باسم "الله" وتعاليم "دينه الحنيف"وهو الأمر الذي سيؤدي بهم إلى التهلكة إن اطلع التنظيم على مثل هذه المحادثات"، حسب صاحب المقهى الذي نخشى عليه ولم نذكر اسمه.
وأشار "محمود" وهو شاب له أخوة وأخوات في دول الخليج بات يتردد كثيراً بالتواصل معهم خوفاً على نفسه من تسجيل المكالمات التي لاتخلو من "السب والشتيمة" للتنظيم نظراً لأفعالهم التي فاقت بدرجات كبيرة السطوة الأمنية التي انتفض عليها السوريون وولت إلى الأبد في مناطقهم بحسبه.
مريم الطالبة "الجامعية سابقاً" تقول لـ (أورينت نت) إن الحسبة أجبرت أيضاً أصحاب مقاهي الانترنت على إنشاء غرف خاصة للنساء اللاتي يردن استخدام الانترنت، وعزلهن تماماً عن بقية المرتادين من الرجال مما جعلها تتردد من الذهاب لصالة الانترنت خاصة أن ليس لديه (محرم) كونها وحيدة أبويها.
فرض تعتيم على ما يجري!
وكان التنظيم قد أصدر مؤخراً تعليمات يحظر بموجبها على أصحاب مقاهي الانترنت، وضع نواشر الإنترنت التي تتيح للناس الدخول إلى الشبكة وهم في منازلهم، وتحديداً من خلال الهواتف المحمولة، حيث كانت المقاهي تتيح هذا الخدمة "التي وصفت بنوع من الخلاص على طريق الحرية"عبر ما يسمى بالباقات، التي تمكن الناس من تصفح الإنترنت حتى وهم في الشوارع.
يجمع معظم مستخدمي وسيلة الاتصال الوحيدة (الانترنت الفضائي)، في مناطق سيطرة تنظيم الدولة"داعش"على أن هذه الإجراءات منعت مرتادي مقاهي الانترنت التواصل مع مقربيهم وأصدقائهم، وأن هذه التعميمات تهدف إلى فرض تعتيم على ما يدور في مناطق سيطرته، عبر تقييد اتصالات السكان مع منهم في الخارج وخاصة بعد انتشار ظاهرة الانشقاقات في صفوفه والتي يحاول التغطية عليها.
الجدير بالذكر أن "تنظيم الدولة" سبق وأن أغلق محال الإنترنت في أحياء مدينة دير الزور (الحميدية،الشيخ ياسين، العرضي، شارع التكايا) على وجه الخصوص بدعوة أنها منطقة عسكرية وأجبر من يريد التواصل مع أقربائه من سكانها إلى الذهاب إلى المحال الموجودة في القرى والأرياف القريبة.
(عبدالله) من مدينة (البوكمال) أبدى رأيه بهذه القرارت متهكماً: "يا ول... تخلصنا من الأمن وكلاب الأسد بكل أشكالها، قام تطلعتنا الحسبة وداعش...اشكون سوت الدير مع هالبشر؟!"
التعليقات (11)