مجلة بريطانية تحتفي بزكريا تامر: قدم الكثير لتحقيق حرية التعبير!

مجلة بريطانية تحتفي بزكريا تامر: قدم الكثير لتحقيق حرية التعبير!
خصت مجلة «بانيبال» عددها الجديد بالقاص السوري زكريا تامر وقدمت مختارات مترجمة من قصصه وسيرة له وشهادات ومقالات عنه كتبها أدباء عرب وأجانب. وفي افتتاحيتها، أشارت ناشرة المجلة الكاتبة البريطانية مارغريت اوبانك إلى أن العمل في عدد «بانيبال» لهذا الصّيف نشأ عن حبّ، بتركيزه على الكاتب السوريّ الكبير زكريّا تامر وقصصه القصيرة. ففي وقت يشهد العالم العربيّ حالة من الغليان والاضطراب الكبيرين، كان لا بد من الالتفات إلى زكريا تامر، «الأديب الذي قدّم الكثير في مسعاه لتحقيق حرية التعبير، وحقوق الإنسان والحريّة، من خلال كتاباته الملهمة والفريدة».

في وقت يشهد العالم العربيّ حالة من الغليان والاضطراب الكبيرين، كان لا بد من الالتفات إلى زكريا تامر، «الأديب الذي قدّم الكثير في مسعاه لتحقيق حرية التعبير، وحقوق الإنسان والحريّة، من خلال كتاباته الملهمة والفريدة».

تقدم «بانيبال» للقراء ملفاً خاصاً بعنوان «زكريا تامر والقصة القصيرة». وتقول اوبانك: «لا يمكن التقليل من قيمة مساهمة زكريا تامر في الأدب العربيّ المعاصر سواء للغته، أسلوبه، مواضيعه، وقبل كل شيء للسخرية والفكاهة السوداء اللتين ميّزتاه. 

تدحض كتاباته كلّ صورة نمطيّة يحملها الغرب عن العالم العربيّ، ولهذا لم يحقّق شعبيّةً ضمن الاتجاه العامّ للناشرين الأنغلوفونيين. هناك فقط مجموعتان قصصيّتان صغيرتان له بالإنكليزية، ومثلها باللغة الألمانيّة. رغم الاحتفاء بالقصّة القصيرة المكتوبة بالإنكليزية من خلال المهرجانات والكتب، إلاّ أن قرّاء اللغة الإنكليزية يفتقدون هذا الجنس الأدبيّ الذي يكتبه الأدباء العرب لندرة الترجمات وللتركيز على الروايات».

ضم العدد 16 قصة قصيرة مأخوذة من مجموعات قصصيّة عدة لتامر، بما في ذلك قصّة عنوان مجموعته الأولى «صهيل الجواد الأبيض»، فضلاً عن قصص من مجموعات مبكرة أخرى نشرت لأول مرة في ستينات القرن الماضي وسبعيناته وتسعيناته.

حرص مترجمو زكريا تامر إلى الألمانيّة والتركيّة والصربيّة والسردينيّة والإنكليزية، وزملاؤه من الكتّاب والنقاد الزملاء العرب، على الإسهام في هذا المحفل الخاص بقصص زكريا تامر القصيرة. سربكو ليشتاريتش، الذي قام بترجمة تسع مجموعات قصصية إلى الصربيّة، يكتب عن النصل الحادّ لسخرية تامر التي «تشطر واقعنا القاسي إلى اثنين» وكيف أنّ «جمله سريعة وصافية مثل الدموع». 

يرى أليساندرو كولومبو أن أعمال زكريا تامر «تجعل منه رفيقاً أدبياً مثالياً للراغبين في اكتشاف سورية»

أمّا أليساندرو كولومبو فيرى أن أعمال زكريا تامر «تجعل منه رفيقاً أدبياً مثالياً للراغبين في اكتشاف سورية» وأنّه قام بترجمة المجموعة القصصية «تكسير ركب» إلى لغته السردينيّة، وهو أوّل عمل أدبيّ عربيّ يترجم إلى هذه اللغة. 

محمود شقير، فاضل العزاوي، وإسماعيل فهد اسماعيل يتذكّرون لقاءهم بزكريا تامر في السنوات المبكرة. هارتموت فيندريش، دينيس جونسون ديفيز، بول ستاركي، محمد حقي صوتشين، سوزانا طربوش وفولكر كامنسكي يكتبون عن ترجمة ونشر تامر بالألمانيّة والانكليزية والتركيّة على التوالي. الناقدان صبحي حديدي وعبده وازن يكتبان عن اختلاف تامر عن غيره من كتاب القصّة القصيرة، واصفينه بـ «المنشق» و «غير التقليدي» وبكونه مبدعاً «لمسرح من الأخيلة والظلال والوجوه».

تدحض كتابات زكريا تامر كلّ صورة نمطيّة يحملها الغرب عن العالم العربيّ، ولهذا لم يحقّق شعبيّةً ضمن الاتجاه العامّ للناشرين الأنغلوفونيين

ويتضمن الملف مقابلة مهمة مع زكريا تامر، أجرتها الناقدة السورية ديمة الشكر، وفيها يتحدث زكريا تامر عن طفولته، عن بداياته الأدبية، وكيف اختار في العام 1958 أن يكتب القصة القصيرة على الرغم من «الرعب الحقيقي من كتابة القصّة القصيرة، التي هي أصعب نوع من أنواع التعبير الأدبي».

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات