الحياة السياسية في سوريا أيام حافظ الأسد
اشتهر المجتمع السوري بعد الاستقلال بالنشاط السياسي وخصوصاً بين طبقة الطلاب والمثقفين.أما بعد اغتصاب السلطة من قبل حزب البعث عام 1963 ثم علونة اغتصاب السلطة في انقلاب حافظ الأسد عام 1970، فلم تعد توجد حياة سياسية بالمعنى الحقيقي لأنه اختزلها بالانتساب إلى طلائع البعث وشبيبة الثورة و حزب البعث أولاً ثم أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ثانياً دون وجود احتمال ثالث لهما. فقد كان موقف الأحزاب الأخرى من حزب البعث كمن" يصاحب عشيق زوجته".فلم يسمح النظام القمعي بأي نشاط سياسي لا يمجّد أو يقدّس القائد الرمز. فرمى بعَظْمَة الدخول إلى مجلس الشعب لأحزاب الجبهة فكانت مهمتهم رفع الأيدي والموافقة فقط دون أن يوجد في قاموسهم مصطلح الاعتراض أو الرفض لأن ذلك كان يعني الخيانة العظمى. ويكلّف صاحبه الاعتقال والملاحقة الأمنية . لأنه اختزل سوريا بنفسه فأصبحت سوريا الأسد فأي معارضة له تعني معارضة الوطن والوقوف بوجهه.
توريث بشار الأسد وشعار الإصلاح الكاذب
ورث بشار الأسد الحكم عبر مسرحية تعديل الدستور في الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الشعب فور إعلان موت حافظ الأسد. والذي ادّعى أنه لبس عباءة الإصلاح وأطلق على مرحلته القادمة مرحلة التطوير والتحديث فظهر بعض الحراك السياسي عبر إعلان دمشق الذي وقّع عليه مجموعة من السياسيين والمثقفين والاقتصاديين السوريين. ثم صدر بيان سمي بيان الـ 99 حيث وقع عليه 99 مثقفاً سورياً طالبوا برفع حال الطوارئ وإطلاق الحريات العامة والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وكان من أبرز المنظمين له المعارض ميشيل كيلو ورياض سيف ثم جاء بيان الـ 1000 ليضم مجموعة أكبر من المثقفين والمفكرين السوريين. لكن ذلك لم يدم طويلاً بسبب انتشار ظاهرة النشاط السياسي في المحافظات السورية كافة أهمها دمشق مما يشكل خطراً حقيقياً على وجود النظام الأمني القمعي, فاعتُقل البعض وهرب البعض الآخر ليكمل نشاطه السياسي من خارج القطر. وعبّر بشار الأسد عن موقفه الواضح من تلك البيانات والتجمّعات فصرّح أثناء حضوره مناورات عسكرية منتصف آذار من عام 2001:" في سورية أسس لا يمكن المساس بها، قوامها مصالح الشعب وأهدافه الوطنية والقومية والوحدة الوطنية، ونهج القائد الخالد الأسد والقوات المسلحة". أي باختصار هي رسالة إلى المثقفين والناشطين بأنه لا تغيير في سياسة النظام السوري فلا تتعبوا أنفسكم.
الثورة السورية وظهور معارضة جديدة!
بعد اندلاع الثورة وظهور روح جديدة في جسد المجتمع السوري عادت قضية المعارضة لتطفو على السطح فظهر بعض المعارضين خارج سوريا ساندوا الثورة ووقفوا مع مطالبها في الحرية وإسقاط النظام، وسرعان ما تشكلت أطر معارضة تحمل طابع الاعتراف الدولي، كالمجلس الوطني، الذي اُعلن عن تشكيله في مدينة اسطنبول التركية في الثاني من تشرين الأول 2011 وضم أغلب أطياف المعارضة كالإخوان المسلمون وإعلان دمشق والمؤتمر السوري للتغيير ومستقلين. وترأسه برهان غليون وأعيد انتخابه خلال الدورات الثلاث الأولى، ثم تشكل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الذي تأسس في العاصمة القطرية (الدوحة) في نوفمبر 2012 .. بينما ظهرت معارضة جديدة قديمة متمثلة بمعارضة الداخل أطلق عليها النظام اسم( المعارضة الوطنية) والتي قصد بها المعارضة التي تعمل تحت جناحه وبإشراف فروعه الأمنية أمثال هيئة التنسيق التي تشكلت في 6 تشرين الأول عام 2011 من عدة أحزاب فصّلها النظام على قياسه ترأسها حسن عبد العظيم وتضم الأخزاب التالية:
1- حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي.
2- حزب الاتحاد السرياني.
3- حزب العمل الشيوعي السوري.
4- تجمع اليسار الماركسي.
5- حزب البعث الديمقراطي العربي الاشتراكي.
6- حركة الاشتراكيين العرب.
7- الحزب الديمقراطي الكردي السوري.
8- الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا.
9- الحزب اليساري الكردي.
10ـ حركة معاً من أجل سورية حرّة ديمقراطية.
11ـ حزب الاتحاد الديمقراطي.
وتدّعي شخصيات هيئة التنسيق معارضتها للنظام وتقول بأنها تسعى لإسقاطه بكل رموزه وبأنها ترفض التدخل الخارجي، لكنها لم تتوقف عن الحديث بلسانه وتأكيد ادعاءاته بوجود جماعات مسلحة وإرهابية بداية الثورة، رغم معرفة الجميع بسلميّتها وأن السلاح لم يدخل إليها إلا بعد ستة أشهر من انطلاقها وذلك رداً على مجازر النظام ولوقف اعتداءات الأمن المتكررة على المتظاهرين.
شخصيات محسوبة على المعارضة
1- هيثم مناع: هيثم العودات مواليد 1951 محافظة درعا ناشط في مجال حقوق الإنسان منذ حكم الأسد الأب وكان معارضاً بارزاً. لكن موقفه من الأحداث الجارية مع انطلاق الثورة السورية كان غريباً حيث أنه رفض قيام الجيش الحر وكأنه ينتظر سقوط النظام القمعي الفولاذي بالورود والرياحين... في الأيام الأولى للثورة كان له بعض التصريحات التي أثارت جدلاً واسعاً ورفضاً شعبياً كبيراً حين أكّد في مقابلة تلفزيونية على قناة الجزيرة بأنه عُرض عليه السلاح من إحدى الدول فقدّم بذلك خدمة للنظام السوري لم يكن يحلم بها. وحين خرجت المظاهرات تدعو العالم لإيقاف مجازر الأسد بحق المتظاهرين السلميين خرج رافضاً أي تدخل خارجي فبدا وكأنه يقف مع النظام في عملية الإبادة بحق السوريين.. وعندما تأسس المجلس الوطني انبرى هيثم مناع لشتمه وتسميته منذ البداية بـ "مجلس اسطنبول" وكان من اكثر الشخصيات ظهورا على القنوات التي تدعم إجرام الأسد صراحة وبلا أي موضوعية كالمنار والعالم ثم الميادين!
2 حسن عبد العظيم: قومي ناصري من مواليد 1932 مدينة التل يحمل إجازة في الحقوق من جامعة دمشق ويعتبر ناشطاً سياسياً مهماً. عمل في حركة الوحدويين الاشتراكيين (أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية) ثم تركها وانضم إلى الاتحاد الاشتراكي العربي شارك في إعلان دمشق ثم عاد وانسحب منه . اعتُقل ما يقارب الـ 7 مرات بسبب مواقفه السياسية ونشاطاته. منذ أن أصبحت الثورة مسلّحة عبر الجيش الحر وقف موقفاً رافضاً له وضد أي ضربة قد تُوجه للنظام لأنه أراد الحل السلمي فقال في مقابلة مع قناة روسيا اليوم: "التدخل العسكري سيزيد من الفوضى التي ستشجع كل من الجماعات المسلحة على السيطرة على منطقة أو محافظة معينة وتطبيق رؤاها ومشروعها الخاص، وهذا يشكل تهديدا بتقسيم سورية".
3 قدري جميل: خبير اقتصادي كردي من مواليد 1952 من محافظة الحسكة أمين عام حزب الإرادة الشعبية صاحب فكر ماركسي لينيني له علاقات واسعة مع روسيا. انضم إلى جوقة حكومة النظام التي عام 2012 . كان مدافعاً شرساً عن النظام ورأسه في مؤتمراته الصحفية فكان يتحدّث باسمه عن المجموعات الإرهابية . وكان يرفض رفضاً قاطعاً مناقشة رحيل بشار الأسد أو التفاوض بشأن هذا المطلب.
4 علي حيدر: طبيب من مواليد ريف حماة 1962 رئيس الحزب السوري القومي أحد أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية. عُين وزيراً للمصالحة الوطنية عام 2012 كانت تصريحاته أقوى من تصريحات رفاقه شبيحة النظام وأشد قذارة فقد قال في مقابلة مع قناة RT الروسية حول مخيم اليرموك :" الأولوية الآن تستدعي إخراج ودحر المسلحين والإرهابيين من المخيم، ولا مفرّ من الخيار العسكري".
5 محمد سلمان: (من الطائفة العلوية) وزير الإعلام الأسبق لدى نظام الأسد لمدة 13 عاماً (1987 – 2000) وقبلها محافظ الرقة في أكثر الفترات فساداً وتسلطاً مخابراتياً، كما يصفه ابن المحافظة الكاتب ياسين حاج صالح.. وصاحب المبادرة الوطنية التي تدعو إلى التغيير اليمقراطي في سوريا دون أن تتبنى فكرة إسقاط النظام، أو محاسبة أحد عن الجرائم المرتكبة!
6 لؤي الحسين: (من الطائفة العلوية)كاتب وصاحب دارنشر من مواليد 1960 خريج قسم الفلسفة جامعة دمشق, رئيس تيّار بناء الدولة السورية. تعرض للاعتقال عدة مرات بسبب نشاطه السياسي ووقف مع الثورة في بداياتها. لكنه مالبث أن تبنى فكر النظام بضرورة محاربة الجماعات الإرهابية المسلحة. وأخطر تصريح أدلى به الحسين كان حديثه مع مراسل تلفزيون أورينت في جنيف حين قال له:" ثورتكن تبع الأوباش هي لأ... يا ابني أنا الثورة! انتو لأ... انتو صيّع" وتهجّم على تلفزيون أورينت والعاملين فيه.. وذلك بعد فراره من سورية مطلع العام الحالي.
7 منى غانم: نائبة لؤي الحسين في (تيار بناء الدولة) وهي مثله من الطائفة العلوية. ابنة العقيد محمد غانم الذي شارك رفعت الأسد في مجزرة سجن (تدمر) الوحشية بحق المساجين السياسيين عام 1980 وأفضل اختزال لسيرتها ما كتبه سامي الصوفي عنها: "ظهرت على الساحه السوريه عندما استلمت رئاسه هيئه الاسره بدعم من السيدة الأولى بالوكالة و العاهرة… الأولى اسماء خانم. خلافاتها مع وزيره الشؤون وقتها ديالا الحاج عارف، معروفه للجميع، فالاثنتين كانتا تتنافسان على رضى اسماء خانم. استغلت منصبها بشكل واسع و فاضح فكان زوجها في حينها “بديع جعجاع” أو بديع جحجاح، وهو فنان مغمور انشهر عن طريق زوجته ويصغرها في العمر. عند جحجاع مكتب للتصميم الفني (بروشورات ولوغو). وهو الوحيد الذي ينفذ كل طلبات الهيئة من غير عروض أو مناقصات من جهات اخرى وبأسعار خياليه. لكثرة “ما تحيونت” منى غانم وصدقت حالها حتى اسماء خانم ما عاد تستطيع تحملها … فصُرفت من الهيئة. بس طبعا ما لازم نزعلها طبعاً، فرُشحت الى منظمه الأمم المتحدة UNFPA في الأردن، ولم يمض سنه على عملها في المنظمة حتى طُردت بسبب السرقات والكوموسيانات. طبعا زوجها جعجاع طلقها عندما طرُدت من الهيئة فهو واضح لم يتزوجها على جمالها الآخاذ حاكم “تضرب على هالخلئة المقرفة”، ناهيكم أن كان له عشيقة عندما كانت حاملاً منه! حصلت منى غانمعلى تمويل وجاءت به إلى أميركا لتعمل على تبييض صورة بشار الأسد أمام الكونغرس، ولكنها سرقت التمويل لحسابها الشخصي!"
من يُعارض هؤلاء الشبيحة؟!
ويمكن أن نضيف إلى هذه القائمة عميلات برخصة للمخابرات السورية، وهن أقل شأنا من القائمة السابقة كمجد نيازي طباع صاحبة مطعم أوكسجين وأمين عام ما يسمى (حزب سورية الوطن)، والذي وصفته وكالة (سانا) بأنه من أحزاب (المعارضة المرخصة).. والمخرجة بالواسطة في التلفزيون السوري سهير سرميني، ابنة عميد كلية الفنون الجميلة الفاسد (علي السرميني) وفيما يخص هؤلاء يتساءل السوريون إذا كانت هذه الدمى التي تسمي نفسها "معارضة" وهي تتحدث بلسان النظام وتتهم الشعب السوري الجريح بأنه مجموعة من الإرهابيين... فمن يُعارضون إذن؟!.. ولماذا يعارضون ماداموا يلتقون مع النظام القائم في الجوهر؟! وما الذي يمنعهم أن يمثلوا النظام ويعلنوا انتماءهم لأجندته بدل أن يتحدثوا رزواً باسم المعارضة والثورة؟!!
التعليقات (17)