هل بدأ العد التنازلي "لإسقاط" مكة المكرمة "شيعياً"؟!

هل بدأ العد التنازلي "لإسقاط" مكة المكرمة "شيعياً"؟!
إيران، لن تتخلى عن مشروعها في المنطقة. بل لن تتوقف حتى اسقاط العواصم العربية، واحدة تلو الآخرى، مروراً بمكة المكرمة. هذا إن لم تُختطف، الكعبة الشريفة ذاتها إلى "قم". التي أٌسقطت لحسابها أصلاً، مرجعية النجف الأشرف الدينية، خلال السنوات الماضية. فيما العرب يتفرجون. الأسوأ، أن غالبية "شيعتهم". باتوا من المؤمنين ببدعة "الولي الفقيه" الفارسية، ومن المُحتشدين خلف عمامته العسكرية، تحت راية (يالثارات الحسين)، رغم انقلابه المُعلن على المذهب الشيعي، بتنصيب نفسه نائباً للمهدي المُنتظر.

ربما يعتبر الكثيرون أن ذلك، ضرباً من الهراء. لكن أليس ما يحدث في المنطقة، هو الهراء بعينه. مثل ظهور "داعش" وتغوله على "السُنة" تحديداً. وتمدده في طول الرقعة العربية وعرضها. ثم هدم الحدود بين دولها. مابين "الرقة - الموصل"، "تدمر- الأنبار" مبدئياً. وتمركزه في الخواصر الأمنية، عند الحدود السعودية – الأردنية. بالتزامن مع تطاير إرهابه بكافة الاتجاهات. من ليبيا، إلى الكويت، إلى سيناء، حتى الجزائر. تمهيداً لظهور "المهدي المنتظر"، الذي لاحت طلائع "قواته المُخلصة" على ما يبدو، ممثلة بالحشد الشيعي الشعبي في العراق. إضافة إلى ميليشياته التي لا تُعد ولا تُحصى من المرتزقة، بتسمياتها المذهبية الخالصة في سوريا.

لم تكن مكة المكرمة يوماً، خارج الاستهداف السياسي. غزاها أبرهة الحبشي، على نية هدمها ما قبل الإسلام. في حين دكها الحجاج الثقفي بعد الإسلام، بالمنجنيق سنة 73 للهجرة، بهدف تطويعها تحت حكم عبد الملك بن مروان . ثم استباحها بوحشية "غُلاة الشيعة" من القرامطة سنة 317 للهجرة. ذبحوا أهلها وحجاجها، ونهبوها. ثم اقتلعوا "الحجر الأسود"، وحملوه معهم إلى "الإحساء"، من أعمال البحرين يومئذ. حيث غيبوه، عن أرضه المقدسة مدة 22 عاماً، بحسب الرواة.

ماهو مُثبت، أن محاولات الاستيلاء السياسي، على القبلة الأولى للمسلمين، لم تتوقف. إذ كررتها جماعة جهيمان العتيبي سنة 1979م، مُنتشية "بثورة الخميني"، عندما احتجزت المُصلين والمُعتمرين، داخل الحرم المكي. داعية إياهم إلى مبايعة "مهديهم المُنتظر" الحاضر بينهم. قبل أن تقتله قوات الأمن السعودية، وتوأد الفتنة آنذاك.

"الفتنة" نفسها، أطلت بأوامر مُباشرة من الخميني أيام الحج 1987. لما أقدم "إيرانيون" على نحر حجاج، وعسكر سعوديين بالسواطير، دون مراعاة لحرمة شهر، أو قداسة مكان.

تلك الحادثة، كانت من أولى "بشائر" تصدير الخميني لثورته الدموية. بيد أنها لن تكون الأخيرة. ذلك أن "الإمام" الذي تجرع كأس السم، في حربه مع العراق. أضطر إلى تغيير تكتيكه، على طريق إقامة امبرطوريته الفارسية، من المواجهة العسكرية المباشرة، إلى تفكيك الدول المحيطة، بتفخيخها من داخلها، بواسطة مواطنيها الشيعة، أو عبر نشر "التشيع السياسي" بامتياز.

لا يوجد، في أدبيات الفقه الشيعي أي أهمية، أوحتى إشارة للقدس وللأقصى من أصله. غير أن "تقية الملالي. أحالتهما، إلى جسر عبور للسيطرة على قلوب العرب والمسلمين. مدعية التطرف بمواجهة "إسرائيل"، في مواجهة اعتدال الأنظمة العربية السياسية، في التعامل مع قضية شعوبهم الأساسية، للأسف.

تُمثل ظاهرة حزب الله "اللبناني"، الخديعة الكبرى، التي عرتها الثورة السورية تماماً. لتكشف أن الحزب "المُقاوم"، ليس أكثر من أداة بيد "الولي الفقيه" الفارسي، فيما الطريق إلى القدس، يمر عبر القصير والقلمون والزبداني ودمشق. لتلاقيه الميلشيا العراقية "الشقيقة"، انطلاقاً من بغداد والأنبار والفلوجة. بالتناغم مع تحرك ميلشيا الحوثي، وبقايا جيش المخلوع صالح، لاحتلال صنعاء، وعدن، على الحدود الشرقية للسعودية. استعداداً للسيطرة في مرحلة لاحقة على النفط، وإغراق الرياض بالفوضى.

أخطر ما فعله "حزب الله" هو اعتماد معادلة الجيش والشعب و"المقاومة"، على غرار الحرس الثوري في إيرن، التي قدمها حسن نصر الله في خطابه الأخير علناً، كوصفة ذهبية، بمثابة الهدية لشعوب المنطقة، تكفل صنع "الانتصار".

ما تعنيه هذه المُعادلة، وتُكرسه. هو تصدير "الثورة"، بتحويل إيران إلى شريك مُضارب للدول. تُلغي سيادتها. ولا تتأثر بتغيير الأنظمة، أو سقوطها. ولا شك أن تنفيذها اكتمل بالعراق. وكاد أن يكتمل باليمن، لولا عاصفة الحزم. فيما ترسيخها بسوريا. جارٍ على قدم وساق.

لا توجد دولة عربية من المشرق إلى المغرب، مع أولوية لدول الخليج. بمنأى عن المشروع الفارسي. ولكل دولة "وصفة" مُلائمة. إما بتحويل مواطنيها الشيعة إلى رأس حربة لقلب نظام الحكم، كما بالبحرين. أو لخلق القلاقل كما بالكويت، أو لافتعال مواجهات مذهبية كما بالسعودية. عدا محاولات السيطرة الاقتصادية بدعم بعض العرب الشيعة مادياً، لإقامة المشاريع. والتملك بشراء العقارات، في جهد متواصل، لتغيير التوزع الديمغرافي للسكان.

كان المال "الإيرني" حاضر دائماً. ومالا يستطيع السلاح، أو التواجد "الشيعي" المتأصل بالمنطفة انجازه. يتكفل فيه "التشييع السياسي" الطارئ، والمُزدهر، على امتداد الخارطة العربية. وفي دول لا تخطر على بال، مثل الأردن والمغرب. ولعل أكثر الدول المُهددة هي مصر، نظراً لجذورها بمرحلة " الدولة الفاطمية" تاريخياً، التي تؤمن مستلزمات غزوها السهل شيعياُ، من بوابتي السياحة الدينية والفقر، لذا من العجائب فعلاً، أن يتجاهل الفريق عبد الفتاح السيسي، خطورة مشروع الملالي، على الأمن القومي المصري. إلى درجة التماهي مع وجهة نظر طهران، حيال ما يحدث في سوريا. و كذلك موقفه الملتبس إزاء اليمن، على مرمى حجر من مكة المكرمة، التي لن يكتمل مشروع الامبرطورية الفارسية، دون تدمير رمزيتها الإسلامية والعربية بآن معاً.

ما لم يُجاهر فيه "آيات الله"، تولاه الداعشي "أبو تراب المقدسي" بتغريدة على تويتر، لم ينفيها التنظيم. تُعلن فتوى"الخليفة البغدادي" بهدم الكعبة المُشرفة، كونها "عبادة للحجر"، بحال التمكن من "فتح" السعودية.

هذا هو المشروع الفارسي الأساسي، المطلوب استمرار تمويله كأولوية تفوق "النووي" بالأهمية. والذي لا تستطيع مافيا قيادة الحرس الثوري التخلي عنه. لأسباب تتعلق باستمرار النظام الحاكم في إيران، المُهدد بالانهيار الداخلي. إذا ما تراجع عن أكاذيبه، ووعوده "الإلهية".

كل البروباغندا الإعلامية، التي استبقت التوقيع النهائي المُذل على "اتفاق الإذعان النووي". استندت إلى الترويج، والتسويق الداخلي لنجاح "آلولي الفقيه" بإرساء أسس "امبرطورية باقية وتتمدد". وتشمل أربع عواصم عربية رئيسية " بيروت، دمشق، بغداد، صنعاء"، والحبل على الجرار.

الغريب، أن أوباما المُعجب برؤية إيران ومشروعها، والمُتحالف معها "بمكافحة الإرهاب". لا يرى دوراً تخريبياً لها بأي مكان. بل يستبق طمأنة الخليجيين، بمطالبة الملك سلمان، خلال أول اتصال هاتفي معه، إثر توقيع اتفاق النووي، بوقف الأعمال القتالية الدفاعية في اليمن.

الأكثر غرابة، أن العرب مستمرين بمُسايرة واشنطن ووعودها، إلى درجة مُذهلة. دفعتهم لإيقاف اندفاع ثوار سوريا، عقب "اتفاق الإطار الأولي" لإسقاط بشار الأسد في دمشق. على أوهام الأمل "بترحيل الوريث"، وإنهاء الاحتلال الفارسي الاستيطاني لها "سياسياً". لكن ما اتضح من زيارة دي ميستورا المُفاجئة لطهران قبل أيام. وما أعلنه وزير الخارجية محمد جواد ظريف. أن الحل إما أن يكون وفقاُ "للمبادرة" الإيرانية، أو لا يكون.

الواضح، أن الحل، لن يكون سياسياً في دمشق، طالما تعلو فوق جامعها الأموي أعلام إيران، ورايات حزب الله الصفراء المذهبية. حتى لو أرادت موسكو "بوتين" ذلك. لأنها ببساطة "لا تمون" على بشار الأسد، لو بمجرد حماية معارض علوي يساري، مثل الدكتور عبد العزيز الخير، مناوئ للمشروع الفارسي.

ذاك المشروع، تم تدشينه في دمشق، برعاية حافظ الأسد. وازدهر بعهد بشار. ونهاية كابوسه، لا تبدأ إلا من دمشق، بإسقاط العميل الفارسي عسكرياً.

هذا الإسقاط، لا يحتاج إلى تدخل عربي مُباشر، ولا إلى غطاء جوي، مُشابه لما يحدث في سماء اليمن. بقدر ما يحتاج إلى التمرد على الفيتو الأمريكي – "الإسرائيلي" لإسقاط بشار الأسد. وبالتالي عدم انتظار مباحثات "مُعمقة"، بحسب وصف جون كيري، لمناقشة الخطر الإيراني. إذ لم يعد وجود المنطقة العربية برمتها، يمتلك رفاهية الوقت.

التعليقات (12)

    سعيد محمد

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    كلامك صحيح يا أستاذ اياد. الغرب يريد ان يبقي ابو براميل. نتذكر جميعا انه وخلال 24 ساعه تخلى عن السلاح الكيميائي وحتى كان على استعداد لخلع ملابسه الداخليه لتفادي الضربه الأمريكيه.

    إلهاء الناس بالقضايا الدينية

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    أهم خاصيّة للأنظمة الإستبدادية وخاصة للشعوب الإسلامية المعتّرة بغض النظر عن مذهبها كان عمر الدين المسيحي حوالي 1400 سنة عندما انتفض المسيحييون على سلطاتهم الدينية وتحرروا من هيمنة الكنيسة وها هو الدين الإسلامي قد مضى عليه أيضا فترة مماثلة تقريباً للقيام بنهضة ضد ما تتوكأ عليه الأنظمة الإستبدادية من رجال دين وخطباء وأئمّة ومشايخ يُحسنون التلفظ بالفصحى وإن كان ما يتكلمونه مجرد بصميّات خالية من الإبداع الفكري كل ما هنالك إستشهادات بأقوال للرسول جُمعت150 سنة بعد وفاته كان قدنهى كتبة الوحي عن تدوينها

    ابو عمر

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    الحجاج لم يدك مكة المكرمة لا دليل ولا صحة لذلك وستدافع انة محمد جمعاء فهذه مكة وليست قم يسقط بشار وايران

    عامر

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    كلام سليم

    سورية

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    كلام منطقي جدا وصحيح نرجوا ان يقرؤها الانظمة العربية قبل شعوبها وان يفهموه قبل ان تقع الفاس بالراس، مع التأكيد على كلام الكاتب المشروع الفارسي يبدأ سقوطه من دمشق الأمويين ،

    الحقيقة

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    مؤتمرات القدس في ايران بين الاخوان المسلمون والصفويين وبدعم من الغربين كانت تعقد لاجل اسقاط كل عواصم المسلمين باديهم بما فيها مكه فاسقطو تونس وبيروت وبغداد وانقره وكابول واسلام اباد ودمشق وغزه والدوحه ومسقط والقاهره والخرطوم وصنعاء وعدن وطرابلس الغرب ومقاديشو والان استعدنا عدن والخرطوم والقاهرة ونحن على تخوم دمشق وبغداد وكابول وبيروت وزحف سيستمر حتى تحرير طهران

    سامر

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    الى رقم 6 ما كتبته هو من اصدق ما كتب ومنذ زمن، التحاف الايراني الاخواني لاسقاط المنطقة و تقاسمها و بمباركة امريكية صهيونية هو صلب الموضوع. والعلاج الوحيد هو التمرد على هذه الارادة مهما كانت سطوتها ومكرها

    جمال

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    انكشف كذب الملوك واصحاب السمو مصاصي الدماء انهم كذبة لذلك حلت ايران مكانهم

    ابوجعفر العويني

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    لا ننكر انخداع الاسلاميين بالخميني و بحسن زميرة لكن ايران ضد الاخوان و هم من يدافعون عن الامة ضد المد الفارسي و قد فهم الصفويون و حلفاؤهم الصهاينة و الماسونيون ذلك فهم من يدعمون الدواعش بالسلاح لتخريب الاسلام و لن تمر مؤامراتهم باذن الله

    الحقيقة

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    ليسوا اسلامين من انخدعوا بحسن والخميني وقليل جدا من العلم الشرعي كافي حتى لاتسقط في هكذا خدع ولكن المصلحةالدنيويةهي من جعلت من يدعون الاسلام يقفون مع الخميني ونظامه علانية ولما اصبح نظام الملالي مكشوف للعامة بعدائة للاسلام والمسلمين وتعاونة مع اعداء المسلمين في حروبهم على الاسلام وزندقة مذهبهم اصبح تعاون الاخوان مع الصفويين تحت الطاولة وذالك لان نفعهم في تخريب الثوراة العربية البلدان الاسلامية اكبر صدقوني ان كل سوري ينتمي للاخوان او يتعاون معهم او يكتب لهم تقريريضر اهله ولا ينفعهم

    الحقيقة

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    يذكروني الاخوان بقول الله تعالى إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ (13) وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)

    من الطائف

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    نعم للفتنة في السعودية! نعم للفتنة في الحجاز من (حدود الأردن الى حدود اليمن) ثم نعم للفتنة في نجد و (خويجها) بين سنة إسرائيل و شيعة كربلاء! نريد نعرف اعداءنا و اصدقاءنا. السيف اصدق انباءا من الكتب في حده الحد بين الجد و اللعب. نعم لهدم كعبة الفراعنة الملعونة! نعم لإزالة الفساد! نعم للسلام! متعة للابد!
12

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات