جاء دور الأطفال
انقرض جيل الشباب عند الطائفة العلوية المؤيدة لنظام الأسد، التي تشكل عماد أجهزته الأمنية والإدارية. جند البنات لتعويض النقص وترغيب الآخرين من بقية الطوائف، ولاستدراج المرتزقة. كان الامر غير كافيا، فانتقل إل الأطفال ما دون الثامنة عشر من العمر. تجري تدريبات كثيرة ببرنامج مكثف لتدريب عدد كبير من الأطفال على استعمال السلاح والقتال، جمعهم النظام من الأسر العلوية، ألذين فقدوا أبا او أخا على أيدي الثوار، وحرك عندهم مشاعر الكره والانتقام والحقد الطائفية. كما جمع عددا من الأطفال المشردين في شوارع مدينة اللاذقية وجبلة وطرطوس من الطائفة السنية، وأغراهم بالمال وحمل السلاح والمخدرات استغلالا لطفولتهم ولسهولة تجنيدهم.
بعد ان جندوا طفلها البالغ من العمر ستة عشر ربيعا الذي قتل والده في جسر الشغور، قالت لينا ديب من الرمل الشمالي في اللاذقية: (لعنة الله على هذا النظام وعلينا لأننا وقفنا معه، لقد قتّل شبابنا جميعا، وجنّد عددا كبيرا من بناتنا، وجاء الدور على الأطفال.
إنه يريد إبادتنا، هذا جزاؤنا الذي نستحقه لأننا لم نؤيد الثورة منذ البداية، كنا تخلصنا منه وعشنا في بلدنا بسلام كما عشنا لزمن طويل).
أصبح تجنيد الأطفال لزجهم بالمعركة الخاسرة مع الثوار حديثا لكل أهالي الساحل السوري، ومصدرا لقلقهم وزيادة غضبهم المكبوت على النظام.
الكهوف والجبال هي الملاذ الأخير
الملاذ الأخير للحفاظ على من تبقى من أبناء العلويين، هي كهوف الجبال في قرى جبلة والقرداحة وبانياس، كما فعل العجوز أبو علي شبيب الذي أرسل أحفاده الذكور الأربعة (على وصخر وحسن ورجب، الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والثامنة عشرة، وهم أبناء ولديه القتيلين) إلى قريته المنيزلة في أعالي الجبل، ليجنبهم القتل الذي يسعى النظام لسوقهم إليه.
ارتباط المصير
ولسان حال النظام يقول: إما أن نبقى بالسلطة معا أو نموت جميعنا معا. كما قال العقيد شوكت لأبناء قريته في حرف المسيترة: وجودنا مرتبط بالنظام حياة أو موت، لقد فقدنا الكثير، ويجب أن نضحي، فالسلطة سلطتنا، والدولة دولتنا، ولا يجب أن نفقدها بعدما بنينا سوريا خلال خمسين عاما، إما أن نموت جميعنا أو نبقي على سلطتنا.
ساحات المدارس للتدريب
يتم تدريب الأطفال في مدارس الأحياء المؤيدة، وفي المدينة الرياضية باللاذقية، ومعسكرات سطامو، واللواء 23 في بانياس وطرطوس، ثم ليكملوا المرحلة الثانية من تدريبهم في معسكرات اللواء الجبلي في مدينة القرداحة، بعيدا عن الأعين وعلى كافة الأسلحة الثقيلة، كالرشاشات والمدفعية والهاون وإطلاق الصواريخ والدبابات الحديثة المخزنة بكثرة هناك. ويتم نقلهم إلى المعسكرات باستخدام باصات البلدية والشاحنات.
إلا أنه لم يسمح لهم إلى الآن بحمل السلاح ضمن المدينة لعدم اكتمال مراحل التدريب، حيث قتل إثناء التدريب على رمي القنابل الدفاعية طفلان من قرية سقوبين، أحدهما من عائلة قاجو، والآخر من عائلة سلوم، كما أصيب الطفل سمير خطاب من حي بوقا اثناء الرمي على البندقية الآلية.
وقد صرحت الناشطة الحقوقية العلوية (ب أ) لأورينت نت: "يرتكب هذا النظام جريمة بشعة بحق الطفولة، بعد جرائمه الكبيرة بحق الشعب السوري والإنسانية إنه مصر على إبادة الطائفة العلوية بالإضافة إلى كل ما قتل وما هجّر من الطوائف الأخرى، إنه لا يشبع من الدم أبدا، ورحمة الله على كل شهداء الثورة السورية، ولن أنسى شهداء وأطفال سوريا في ثمانينيات القرن الماضي".
التعليقات (8)