هكذا وبسبب ظروف اللجوء السيئة جداً في إسبانيا، قام بعض اللاجئين السوريين بافتتاح مطاعم صغيرة تقدم الأكل السوري بكل أنواعه مع جو من الموسيقى العربية الأصيلة، ومع حضور للوحات الخط العربي لكتابات ابن عربي وشعراء الأندلس التي تملأ جدران هذه المطاعم. وقد حصدت هذه المطاعم بشكل عام عدداً جيداً من الزوار ومن الشهرة وذلك بسبب جودة وتنوع وتميز الأكل السوري.
لكن اللافت هنا هو قيام هذه المطاعم بتقديم وجبات إفطار رمضانية مميزة طيلة شهر رمضان المنصرم، وخلال فترة العيد. وهي وجبات تقدم فيها الأطباق الرئيسية، مثل المقلوبة والشاكرية مع الأرز وطبق الأوزي، كما تقدم الكبة ويقدم ورق العريش المصنوع بمهارة بالإضافة إلى وجود طبق التبولة وطبق الفتوش المميزين. كما أن هذه المطاعم قدمت أثناء شهر رمضان، بعد وجبة الإفطار هذه، أنواعا فاخرة من الحلويات الدمشقية الخاصة، مثل الكنافة والكول وشكور والنابلسية.
ومن اللافت هو الإعجاب الشديد من قبل الشعب الإسباني بوجبات الإفطار، إذ أصبحوا ينتظرونها ويطلبون ما يسمونه بوجبة رمضان، وهو ما يعني بالنسبة لهم عشاء هو الأطيب والأكثر غنى. وصاروا يعرفون ساعة الإفطار وموعدها وينتظرون الطعام مع الصائمين ويعرفون أن المطبخ سوري.
تبدو المأساة السورية مستمرة، لكنها في الوقت نفسه قادرة على خلق سبل مختلفة للاستمرار في الحياة. ها هو ذا رمضان قد انقضى، لكن انتشار المطبخ السوري في مدريد تجاوز هذا الشهر، ليصبح مقصداً للإسبان.
التعليقات (0)