استنزاف بشري!
آخر ابتكارات (حزب الله) للحد من خسائره في صفوف العناصر التي تتزايد يوما بعد يوم، تمثلت بدعوة قيادة الحزب كوادرها العسكريين من الصفين الأول والثاني لاجتماع في بلدة (اليمونة) مساء يوم الجمعة الماضي للبحث في آليات جديدة، يمكن ان تقلل من حجم الاستنزاف البشري وإعادة رفع الروح المعنوية لدى العديد من العناصر التي فضلت النأي بنفسها عن حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.
فشل المجتمعون في الخروج برؤية موحدة حول إنهاء التخبط تماما كما فشلوا في توحيد الاراء حول دعوة جديدة لاستقطاب العناصر المتخلفة عن الالتحاق بالجبهات، وتوحيد صفوف ابناء الطائفة الشيعية حول (حزب الله) من خلال شعار جديد عنوانه "الجهاد المقدس"، لكن وفي محالة منه للتخفيف من وطأة خيبة الأمل التي يمكن أن تتولد عن جمهورهم نتيجة فشلهم، حاول حزب الله اشاعة جو من الارتياح في صفوف البقاعيين مثل قرب الوصول الى حل فعلي اولى بوادره منح عناصره مآذونيات لفترة عشرة ايام وصرف مكافأت مالية، لكن هذه الوعود ظلت حبرا على ورق.
حزام أمني!
أبناء قرى البقاع الذين ظنوا في بداية الأمر بأن الاجتماع العسكري الأمني سيصل الى خاتمة تنهي مآساتهم، خاب ظنهم بقيادتهم للمرة الألف، خصوصا وانها كانت وعدتهم مرات عدة بإيجاد مجموعة من الحلول منها خلق حزام أمني بين مناطق الحزب وأماكن تواجد الثوار، لكن معلومات مؤكدة تكشف ان هذا الخيار سقط في اللحظة التي عرض فيها على القيادة الإيرانية، ووصفته يومها بالإنسحاب التدريجي للحزب من الحرب وبطريقة ملتوية، لكن من دون أن تكترث هذه القيادة إلى حجم المعاناة التي يتكبدها الشيعة في لبنان بعدما دخل الموت الى كل منزل.
"أعدادنا لم تعد تكفي لمواجهة المسلحين". هذا ما يقوله أحد كوادر حزب الله في البقاع أمام كل من يسأله عن أوضاعهم في سوريا. والكادر نفسه كان تعرض لإصابة في رجله أثناء مشادة كلامية بينه وبين عناصر تابعة للنظام السوري يعدما قرروا الهروب من موقعهم وتركه مع عناصره يواجهون مصيرهم وحدهم، ولدى مراجعته قيادته عبر جهاز اللاسلكي، ردوا عليه بالقول "عليك ان تتكل على نفسك، فهذه معركتنا نحن وليست معركتهم".
روايات لا تنتهي!
روايات عناصر حزب الله حول ما يجري معهم في سوريا لا تنتهي، ففي كل يوم تتظهر حادثة تدل على حجم الأزمة التي تعيشها هذه العناصر. وهنا يصف قيادي كبير في الحزب ضمن مجلس مصغر في إحدى قرى الجنوب وضعهم بـ"الصعب" وبأنهم باتوا يحتاجون إلى صدمة إيجابية في صفوف جمهورهم وعناصرهم على حد سواء لاعادة الثقة بقيادتهم.
بيئة حزب الله تصف هي الأخرى وضعها بالمهترئ، فهي تسأل عن قيادات لا هم لها سوى إشباع بطونها ودعم أرصدتها المالية في المصارف، وتسأل ايضاً عن قائد هارب يختبئ تحت الارض لا يكف عن التنظير وتوجيه إملاءاته تاركا، نجله يسرح ويمرح على هواه بين احياء الضاحية الجنوبية ومطاعمها ومقاهيها، بينما الشباب يقتلون على جبهات الموت تحت مسمى "الواجب الجهادي" الذي أصبح محصورا بفقراء الشيعة دون سواهم من اصحاب البطون المنتفخة.
التعليقات (9)