أمن النظام يجسد فكرة "باب الحارة" في إحدى حارات حماة

أمن النظام يجسد فكرة "باب الحارة" في إحدى حارات حماة
فكرة «باب الحارة» التي طرحها المسلسل السوري الشهير الذي يحمل الاسم نفسه، والتي كانت موجودة في العديد من الحارات في دمشق وحلب وحماة وغيرها من المدن السورية، بحيث أن كل حارة تكون مغلقة ولا يوجد مخرج أو مدخل لها سوى عن طريق باب وحيد، يفتح صباحا ويغلق ليلا خوفا من دخول الغرباء، جسدها أمن النظام السوري في إحدى حارات مدينة حماة، لكن تخوفا من الثوار.

يقول الشاب «م. ح.»، الذي خرج مؤخرا من مدينة حماة خوفا من اعتقاله من قبل قوات النظام، في حديث خاص لـ»القدس العربي» عمد النظام السوري إلى إغلاق المنفذ الوحيد إلى حارة البرازية في مدينة حماة، وهي حارة شعبية، وذلك عبر إقامة جدار يتوسطه باب كبير، يفتح فجر كل يوم ويغلق عند الساعة العاشرة ليلا، منذ أكثر من عامين.

ويضيف الشاب الحموي: «والهدف من إغلاق مخرج الحارة هو خوف قوات النظام وأمنه من أن يشن الثوار هجوما على حاجز الكوثر الذي يقع أسفل هذه الحارة، التي تطل على وسط السوق، ومبنى البنك العقاري الذي تتحصن فيه قوات النظام أيضا، مما يجعلهم في حالة تخوف وذعر دائم، وخاصة بعد تنفيذ الثوار قبل نحو عامين هجمات على حواجز النظام عبر هذا الحي الشعبي».

وتظهر الصورة الحصرية التي حصلت عليها «القدس العربي»، الجدار والباب في نهاية زقاق وقد ظهرت آثار الرصاص على بعض جدران الأبنية في حارة أو حي البرازية، الذي يقع في الجهة الغربية من مدينة حماة، ما بين باب طرابلس غربا وباب البلد شرقا، ومقبرة تل الشهداء جنوبا، ويطل على شارع 8 آذار، القريب من سوق الطويل.

ويعتبر هذا المنفذ أكبر مخارج الحارة والأقرب إلى حواجز النظام الأمنية وخاصة حاجز «الكوثر»، إضافة إلى سراديب صغيرة وعرة، نظرا لطبيعة المنطقة التي تقع على تلة، بحسب المصدر.

وعن هذا الحي والعمليات التي قام بها الثوار سابقا فيه، يقول الصحافي عبادة كوجان، ابن مدينة حماة «يعتبر هذا الحي امتدادا لحارة الفراية الواقعة في مركز المدينة، وكان بيئة حاضنة للثوار، لكن انتهى الحراك العسكري في حماة منذ أيار من العام 2013، بعد بسط النظام سيطرته على المدينة كاملة واتباعه الحل الأمني فيها».

ويضيف كوجان «الحي يعتبر من الأحياء الأثرية العريقة في المدينة، وتعود تسميته نسبة لآل البرازي، وهي من أشهر عوائل حماة الارستقراطية، و مع بداية الثورة انضم عدد كبير من هذه العائلة للثورة، وشاركوا فيها، ولاسيما في بعض الأعمال العسكرية».

ويلفت الصحافي الحموي إلى أن سمير برازي، صاحب المضافة، أعاد ترميم الحي، ووضع بابا كبيرا لهذه المضافة، بهدف إعادة الحي إلى معالمه الأثرية وطرازه القديم، مشيرا إلى أن «الباب الذي أقامه النظام من الممكن أن يكون قد وضعه بعد انتهاء الحراك الثوري».

لكن المصدر يشير إلى أن هذا الباب قد قام النظام بإزالته مؤخرا مع إبقاء الجدار، وعمد إلى إسكان عناصر تابعين له داخل الحي، الذي لطالما يشهد كغيره من أحياء حماة، حملات دهم واعتقال تطال الشبان.

وشهدت مدينة حماة، منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/ آذار من العام 2011، مظاهرات كانت الأكبر من حيث عدد المشاركين فيها وأطلق عليها بـ»المليونية»، وتطورت إلى اشتباكات مع قوات النظام في أحياء باب قبلي وجنوب الملعب والفراية، إضافة إلى حيي مشاع الأربعين ووادي الجوز اللذين عمل النظام على تسويتهما بالأرض، بعد جرف كل منازل الحي، إثر عمليات نوعية نفذها الثوار بدءا منهما، وتذرع النظام حينها أنها أحياء عشوائية ومقامة بطريقة غير شرعية.

إلا أن الحراك الثوري في مدينة حماة انتهى في أيار/مايو من العام 2013، بعد اتباع النظام الحل الأمني فيها وقيامه بحملات أمنية كبيرة واعتقال المئات من الناشطين والمعارضين، حيث توفي العشرات منهم تحت التعذيب في السجون، إضافة إلى طلاق النار على المظاهرات السلمية، ما خلف مقتل العشرات من المشاركين فيها، ما جعل ناشطي المدينة يهجرونها إلى ريفها ومناطق أخرى، ليتبع نظام الأسد الابن بذلك ما اتبعه والده حافظ الأسد في عام 1982عندما قتل عشرات الآلاف من المدنيين في مجازر جماعية، ما زالت حاضرة في ذاكرة أبنائها وعموم السوريين.

التعليقات (1)

    ابو عمر الحموي

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    مشكلة حماة انها مدينة ( غير حدودية ) ليس لها منافذ على دول اخرى يمكن عن طريقها تهريب السلاح و الذخيرةاليها مثلها في ذلك مثل دمشق و لذلك العمل العسكري فيها غير موجود و كثير من شبابها اتجه الى الريف للقتال على جبهاته او في محافظات أخرى كادلب و حماة و حمص و اللاذقية و لو انتفضت المدن السورية الاخرى في الثمانينات نصرة لحماة كنا وفرنا على انفسنا مئات الآلاف من الشهداء
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات