حصري: هل تذهب المساعدات إلى مستحقيها الحقيقيين في سورية؟

حصري: هل تذهب المساعدات إلى مستحقيها الحقيقيين في سورية؟

أورينت نت | ترجمة: نور مارتيني

تنوه (أورينت نت) في ترجمتها للمقال، أن وكالة (رويتز) التي استقى منها كاتب التقرير للصيحفة الأمريكية المعلومات، قد أغفل بشكل غريب، توجيه أي إدانة لنظام الأسد عن حصار مناطق مدينة، وتجويع السوريين، كما أغفل متاجرة ضباط النظام بالمواد الإغاثية وبيعها في الأسواق، ناهيك عن تجاوزات عناصره اللصوصية على الحواجز... واكتفى بذكر المسلحين فقط!

(أورينت نت)

متى تتوقف المساعدات؟!

اعترفت المؤسسات الخيرية، التي تسعى جاهدة لإيصال المساعدات عبر الأراضي السورية، بغية إنقاذ ضحايا الصراع الذي يزداد شراسة، أنه من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، معرفة متى قد تتوقف المساعدات، والتخوف من أن التمويل في المستقبل قد يكون في خطر، بحسب التقرير الاستقصائي الذي أجرته مؤسس تومسون رويترز.

حيث أكّدت إحصائية شملت 10 منظمات أهلية، غير حكومية، ومؤسسات تابعة للأمم المتحدة، بالإضافة إلى مؤسسات خيرية مهمتها توزيع المساعدات الإنسانية في سوريا، جميعها طلبت إغفال هويتها- أنها لا تستطيع أن تجزم بأن المساعدات الإنسانية تصل إلى مستحقيها الحقيقيين، في مناطق عدة.

تعدّدت ردود أفعال مؤسسات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، ولكنها كانت متيقنة بنسب تتراوح ما بين 40 إلى 98% من أن المساعدات كانت تصل إلى المناطق المحاصرة، أو المناطق التي يصعب الوصول إليها، غير أن ثلاثة منظمات قالت بأنه يستحيل قول ذلك.

وكانت إحدى منظمات المجتمع المدني الدولية، المعروفة في سوريا، والتي قالت أنها قد وزعت كل حصتها من المساعدات، ولكن كان عليها أن تقلّص من نشاطاتها، مع ثلاثة من شركائها المحليين، لأنها وجدت أنهم لا يقومون بتوزيع المساعدات الإنسانية للمستفيدين المطلوب إيصالها إليهم.

فيما قارن مانحون غربيون ينتمون لمنظمات إنسانية عملت سابقاً في هذا المجال، أنّ حجم السرقات داخل سوريا، أقل من غيرها، وأن منظمات المجتمع المدني وشركائهم يحاولون القيام بما يمكن فعله، بشكل فعال..

وصول المساعدات إلى غير مستحقيها!

لا يعدّ موضوع وصول المساعدات إلى غير مستحقيها، جديداً في حال من الأحوال، إذ أنه من أفغانستان، وحتى الصومال، وصولاً إلى النيجر، كانت تصل تقارير حول ضياع المساعدات، فإما أنها ذهبت إلى وزراء في الدولة، أو إلى فصائل مسلحة، أو ربما يكون سبب ضياعها غير معروف.

غير أن موضوع عدم موثوقية توزيع المساعدات الإنسانية الآتية للسوريين، من مختلف أنحاء الكرة الأرضية، قد عززت المخاوف لدى البعض، من وقوع المساعدات بيد مقاتلين ينتمون إلى فصائل إسلامية، خاصة مع تحذيرات برنامج الغذاء العالمي في وقت سابق من العام الحالي، نتيجة ظهور صور على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر شعار تنظيم الدول الإسلامية في العراق والشام، على صناديق المساعدات الغذائية.

في الوقت ذاته، الذي تدور فيه صراعات تجذب اهتمامات المانحين، لتمويل الدول التي تجري فيها هذه الصراعات، فإن منظمات المجتمع المدني متورطة في مسالة عدم الموثوقية، فيما يتعلّق بتوزيع المساعدات، أو تعرّض تمويلها لأزمة في المستقبل، في حين أن 26% من مبلغ الـ2.9 مليار دولار لصالح سوريا، هذا العام، قد تأكّد وصولها بالفعل، بحسب الأمم المتحدة.

يقول أحد العاملين في حقل توزيع المساعدات الإنسانية: "كيف يمكننا التأكّد من أن المساعدات قد ذهبت إلى مستحقيها؟ وأن توزيع المساعدات يتم بطريقة عادلة؟

هنالك قضية في غاية الأهمية فيما يتعلّق بسوريا. وهي أننا لا نميز جهة عن أخرى".

معركة معقدة

يقول العاملون في حقل المساعدات الإنسانية أن الطبيعة المعقدة للصراع في سوريا، والذي تحول إلى الأزمة الإنسانية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، ما جعل عملية توزيع المساعدات تتم بسرّية، عبر وسطاء محليين على الأغلب، ما يجعل من الاستحالة بمكان، تتبع كل عمليات التوزيع.

لقد أسهم كل ذلك في إعاقة عمليات توزيع المساعدات، ومع تقديرات بوجود 12.2 مليون شخص، من أصل الشعب الذي يبلغ تعداده 22 مليون مواطن سوري، بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.

يقول ماتيو هولينغوورث، مسؤول برنامج الغذاء العالمي في سوريا، في لقاء خاص لمؤسسة رويترز: "يصرّح العديد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بوضوح، بما فيهم المانحون، بأنهم قد أخطأوا في قراءة الصراع في سوريا، فمسألة التمويل ليست فقط عبارة عن مواكبة للاحتياجات الإنسانية بما يفاقم من حجم المأساة، هنالك فجوة اليوم بين التمويل والاحتياجات".

إن الطبيعة المعقّدة للصراع في سوريا، تجعل من الصعوبة بمكان، أن تعرف في أي أيدٍ خاطئة انتهت المساعدات، حيث أنه حتى قوافل الأمم المتحدة تعجز عن الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة، كما أن بعض العاملين في حقل المساعدات الإنسانية يرون بأن الجهات الإقليمية المانحة يجب أن تجتمع وتكثف جهودها لكي تتمكن من إحراز أي تقدّم.

كما قالت منظمة اليونيسيف، التي تعنى بشؤون الأطفال، أنها لم تمكن من الوصول إلى ما يقدّر بالـ / 2 مليون طفل، بشكل نظامي، نظراً لتواجدهم في مناطق محاصرة، في مواقع معرّضة للتفجيرات، أو المقاتلين المتشددين، أن إجمالي عدد الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدات، يصل إلى 5.6 مليون طفل.

مناطق يصعب الوصول إليها!

ويقول برنامج الغذاء العالمي بأنه لم يتمكن من مراقبة ما نسبته 40% من نقاط توزيعها، خلال الشهر الماضي، بينها مدن محاصرة كمدينة حلب، وبعض المناطق الأخرى التي يصعب الوصول إليها.

في الحقيقة أن المدينة تقع تحت سيطرة مقاتلين متشدّدين تارة، يصنّفون عالمياً بأنهم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية، ما يعقّد الإطار القانوني لعمل هذه المنظمات في تلك المناطق.

يقول هولينغوورث:"لدينا حالة متغيرة بشكل دائم في سوريا، إذ أنها حرب أهلية، وهنالك مشاكل قد برزت، نتيجة التعامل مع مجتمعات مختلفة".

كما أن الشركاء المحليين هم من أخبر رويترز أن الوضع العام في سوريا، محفوف بالمخاطر التي قد تصل إلى تهديد الحياة في كثير من الأحيان.

فيما أعلنت منظمة الصليب الأحمر الدولية، التي تقود مفاوضات من أجل تسليم المساعدات لصالح المنظمات الأهلية في المجتمع الدولي.حيث أنه قرابة 50 متطوعاً من العاملين فيها، لقوا حتفهم وهم يؤدون واجبهم.

على الرغم من كل التحديات والمخاطر، يتقبل العاملون في مجال المساعدات الإنسانية فكرة أن جزءاً من مساعداتهم لا يذهب إلى الشريحة المستهدفة من المستفيدين.

يقول أحد العاملين في مجال المساعدات الإنسانية: "المتطلبات ضخمة جداً، ولكن لا بأس في ذلك، في مسار العمل قد يحدث أن تذهب بعض المساعدات لغير مستحقيها، قد يأتي أحد المسلحين رافعاً بندقيته في وجهك، ما قد يدفعك لتسليمه كل شي".

التعليقات (2)

    Majed

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    إذا كان ( بان كي مون ) لايعرف إذا كانت المساعدات الإنسانية تصل إلى مستحقيها حسب حساباتهم أو لا تصل .. ليش البروزة ؟ ليش الإدعاء بأن الدين النصراني الذي تتبناه أوربا المبني على المحبة لا يعلم بأن المساعدات الإنسانية - التي أرسلت بفاتورة إضافية على الشعب السوري أو بدون فاتورة أو فاتورة مؤجلة لا يعلم الشعب السوري كيف سيتم المحاسبة عليها .. مساعدات وهي قلتها

    أبو عمر

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    لعل التجارة بالأعمال الخيرية هي واحدة من أكثر التجارات ربحا، فلا تجد عملا خيريا واحدا إلا وتجد بآليات تنفيذه آلاف الثقوب والمنافذ للفاسدين والحرامية. أما المقصودين من برامج الإغاثة دائما فهم آخر من يستفيد منها، ويكفي الآخرين أن يكون اسمهم متصدرا لكي يدر عليهم الأرباح والسرقات . هذا الكلام صرت أسمعه للمرة الألف ومن كل الجهات الصادقة التي تتعامل مع ملفات المعونات والإغاثة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات