سياحة الزنازين-4: قاضية"الإرهاب"وفرارية الأسد أكثر وحشية من الأمن

سياحة الزنازين-4: قاضية"الإرهاب"وفرارية الأسد أكثر وحشية من الأمن
أمضى الناشط (عمر) 20 يوماً، في فرع "دوريات" الأمن السياسي. قبل أن يُغادره على وقع صفعات، نالها لعدم تصحيح "اسمه"، الذي لفظه السجان بالخطأ. حين نادى عليه للمُغادرة المُفاجئة.

يقول عمر: " بعد عشرين يوماً.. صباحاً....فتح الباب... ونادى السجان على اسمي لكن بطريقة خاطئة...فلم أجرؤ على تصحيحه وبقيت صامتاً...فذهب ...وبعد ساعة عاد وردد مجدداً اسمي بطريقة صحيحة... عندها اخبرته بانني موجود...ف اخذت نصيبي من الصفعات لأني لم أجبه بالمرة الأولى"...

"تفقد أغراضك يا حيوان"!

عبر السراديب إياها، عاد (عمر) من فرع الدوريات، إلى فرع الفيحاء. حيث استلم أغراضه، بدون النقود، وخاتم الفضة، إذ سرقهم عناصر الأمن كالعادة. ثم توجه إلى الساحة المكشوفة، ليرى الشمس مُجدداً. برفقة 9 مُعتقلين، بينهم امرأة. إضافة إلى فتاتين، إحداهما 17 سنة، استناداً لإجابتها على سؤال أحد عناصر الأمن.

يوّضح عمر: " وجدت الظرف الذي وضعت به أغراضي...أمروني بأن اتفقدها وأن أتفقد نقودي التي سرقت بالإضافة إلى خاتم فضة، وبالطبع فإن الحديث عن السرقة في هذه اللحظة يبدو مضحكاً قياساً للانتهاكات الوحشية التي تعرضت لها.. لكن هذا لا يمنع الجلادين من أن يأمرونك – بوقاحة - بتفقد حاجياتك والقول إنها كاملة رغم معرفتهم أنهم سرقوك. أخذونا إلى الأعلى ورأينا الشمس أخيراً انا و 9 معتقلين آخرين بيننا امرأة وفتاتين إحداهما بعمر 17 سنة. عرفت عندما سألها عنصر الامن الذي معنا بالباص عن عمرها.."

رأينا وجهتنا...كنا ذاهبين إلى المزة...إلى القضاء العسكري....هناك لم يستقبلنا القاضي (بعد فترة اكتشفنا أن من يراه القاضي يحاكم ميدانياً...اما من لم يره فيحاكم بمحكمة الإرهاب)

التنقل بسيارات اللحوم المُبردة!

لم يكن صعباً، على الناشط (عمر)، أن "يحزُر"، بأن وجهة الحافلة، التي أقلتهم من فرع الفيحاء، هي القضاء العسكري بمنطقة المزة في دمشق. لكن القاضي لم يواجههم. ما يعني أن محاكمتهم لن تتم "ميدانياً"، بل أمام محكمة "الإرهاب"، وفقاً لما فهموه لاحقاً.

كان على الموقوفين، انتظار ما يقارب 6 ساعات في أحد ممرات المبنى ، لتقرير مصائرهم ما بين "اختصاص المحكمتين". لكن ما لم يخطر ببال (عمر)أن تكون الوجهة الجديدة، هي فرع الشرطة العسكرية بالقابون. وأن يُنقلوا إليها على متن سيارات نقل اللحوم المُبردة.

تحت رحمة "المُتخلفين" عن جيش الأسد!

ذاك السجن، هو أسوأ بأشواط، من زنازين فروع الأمن السياسي. ذلك لأن (عمر) وأمثاله من "المتآمرين الكونيين"، عاشوا هاجس التعرض للضرب المُبرح على مدار الساعة، ليلاً نهاراً. على أيدي سجناء، مُتخلفين عن الالتحاق "بجيش الأسد"، غالبيتهم من مناطق الساحل. وهم أكثر ولاءً وقسوة، من سجاني ومُحققي الفروع الأمنية أنفسهم، بحسب الناشط.. فهؤلاء، كانوا يتمتعون بسلطة ضرب الموقوفين على خلفية التظاهر، وبحالة استنفار دائم للانقضاض على أي واحد منهم يتلفظ بكلمة. عدا استئثارهم بثلاثة أرباع غرفة التوقيف. فيما الآخرون نصيبهم النوم وقوفاً. وتناول ما يكفيهم من الطعام، الذي يقتصر على وجبتين فقط "افطار" الساعة 2 ليلاً، و"غداء" الساعة 3 عصراً، بمعدل 2- 3 لقمات، لكل موقوف من "جماعة" الحرية.

يقول عمر: "العلويون الذين كانت لهم سلطة علينا وصلاحيات لضربنا، هم سجناء مثلنا ومعنا بنفس الغرفة... لهم ثلاثة أرباع الغرفة ولنا الربع. ننام فيه واقفين. إن تكلم أحدنا ينهال عليه العلويين بالضرب أكثر مما يفعل السجانين بالأفرع"

القاضية المُتوحشة!

عموماً، لم تتجاوز إقامة "ع" بسجن القابون خمسة أيام. كانت على بشاعتها، أقل رعباً من المثول أمام قاضي التحقيق، بمحكمة قضايا "الإرهاب" فاديا الحاج حسين.

لزيادة الرهبة، على ما يبدو.حرصت القاضية، على إحاطة نفسها، بعدد لافت من عناصر الشرطة، والأمن بالزي المدني. في حين اعتمدت، ذات الطرق الأمنية بالتحقيق، مُدعمة بأسلوب السخرية، والاستهزاء بنفي (عمر)اتهامات حمل السلاح، وارتكابه أعمال التفجير، ومشاركته بالمظاهرات. قبل أن تؤيد ما جاء بحقه في ضبوط الفروع الأمنية. وتقوم بتوقيفه رسمياً، تمهيداً لإحالته إلى محكمة الجنايات، يقول عمر عن لقائه الأول بها:

" أنكرتُ كل ما نسب إلي في الضبط...فبدأت تستهزئ بي وتقول لي: "معناها انت اشرف واحد بسوريا.. انت الوحيد يلي ما طلعت مظاهرات ولا حملت سلاح ولا فجرت"... كان الخروج بالمظاهرات بالنسبة لها "قلة شرف" قلت لها: بأنني لست أشرف إنسان ولكنني لم اقم بأي شيء من هذه الأمور.. فقالت لي بأنني أكذب... وقامت بتوقيفي رسمياً لتحويلي إلى محكمة الجنايات"

دأبت القاضية (فاديا الحاج حسين) طيلة عام تقريباً، على رفض طلبات (عمر) المُتكررة للإفراج عنه بكفالة مالية، إلى أن تم استبدالها بقاضِ آخر!

التعليقات (2)

    Majed

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    هذه إسمها سياسة البطش والترهيب .. يسترهبون الشباب من أجل سببين واضحين 1) - أخذ الشباب على الجندية بخاطره أ- بحطوه بمكان محايد لا علاقة له بالحرب منعزل / أو ب - أو مساعد مدني باختصاصه ( مثال إذا دكتور عالج المرضى المجوس ) 2) - أخذ الشباب على الجندية بدون خاطره أ- قامت قيامته .. ضرب وتشبيح ب- بدو يحارب ( سني يحارب سني ) بصير هيك ميت وهيك ميت وهون المصيبة لأنو المجوس فاهمين الشباب ما تدرب على المعارك وهذه مصيبة وسياسة مادخنا بالسياسة مالهم قيمة عند الله

    mostafa

    ·منذ 8 سنوات 9 أشهر
    لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات