حفلات ضرب علنية!
أودع (عمر) برفقة 17 موقوفاً "جماعية فرع الجبة"، على نية التوجه "للمحكمة"، حسبما أُبلغوا. نُقلوا "بباص" مكبلي الأيادي للخلف. توقفت الحافلة على مسافة قريبة، عند ساحة الميسات. لتبدأ حفلة "ضرب علنية" للموقوفين المُكبلين، على مرأى من ركاب السيارات، والمارة العابرين بالشارع. قبل أن تستأنف الحافلة مسيرها حتى حاجز مشفى الحياة، الذي شهد بدوره "وصلة ضرب" أكثر عنفاً. شارك فيها جميع عناصر الحاجز الذين صعدوا للباص. باستخدام أخمص البنادق الروسية، التي انهالت على أجساد الموقوفين عشوائياً. يقول عمر:
"قالوا لنا بأننا ذاهبون للمحكمة...لكن بعد ان صعدنا إلى الباص وجلسنا ونحن مكبلي الأيدي للخلف بحبّاسات بلاستيكية...فوجئنا بالضربات التي بدأت تنهال علينا أمام جميع السيارات والمارة بالشارع عند ساحة (الميسات)...وخصوصاً عند مشفى (الحياة)...وعندما وصلنا لحاجز مشفى الحياة صعد كل عناصر الحاجز إلينا وبدأوا يضربوننا بأخمص الروسية بكل مكان دون استثناء. كان صراخنا منهكاً هذه المرة رغم الألم"!
في ضيافة فرع الفيحاء!
كان (أبو يوسف)، أحد العناصر المُرافقة للحافلة. أول من "بشر" ركابها، عند الوصول للوجهة الجديدة. بأنهم أصبحوا في ضيافة فرع آخر. سلّم زملاءه العهدة قائلاً: "جبنالكين حبايب كتير رايقين ..كل واحد فيهن قاتل عشرين عسكري عالأقل".
احتاج السجناء "يومين"، ليكتشفوا بأنهم نزلاء "فرع الفيحاء – قسم ريف دمشق"، بهدف التوسع بالتحقيق. وانتزاع ما يُمكن من "اعترافات" إضافية. يقول عمر: "تمت معاملتي على أساس طائفي...كون اسمي عمر ...فكانوا يشتمونني ويضربونني فقط لأن اسمي عمر ويشتمون سيدنا عمر بن الخطاب ويقولون لي ( حاقد ع العلوية يا ... ... لك نحنا دايسينكن ودايسين أحسن واحد فيكن وبالملة تبعكن"
3 أشهر ونصف تقريباً، قضاها "ع" بفرع الفيحاء. باستثناء 20 يوماً الأخيرة. إذ نُقل برفقة 30 مُعتقلاً، عبر أدراج وسراديب، داخل التجمع الأمني نفسه، إلى فرع "دوريات" التابع للأمن السياسي.
لا تحقيقات في فرع الدوريات. ذلك انه عبارة عن "نظارة" إيداع، لا تتجاوز مدته شهراً واحداً، وفقاً لما سربه أحد العناصر للموقوفين الجدد.
أسماء مُعتقلين تُنشر لأول مرة!
لعل أهم ما ورد في شهادة "عمر" لأورينت نت. هو لقاؤه بمعتقلين، أُحيلوا من "الأمن السياسي" إلى سجن صيدنايا العسكري. دون أن نجزم، إذا ما كان أهاليهم يعرفون بمصائرهم، وهم (إبراهيم ظاظا - علاء مخلوف - كنان سويد - راكان سويد - محمد عمر حسان الأيوبي – علاء فليس، سائق المحامي نعيم الجراح صاحب القرية الشامية – محمد جمال عوض - فادي عجور - خضر الحاج هاشم - محمد أبو مرق - معتز أبو مرق - محمد شامان محمود - أيهم سويد – نور الشرع – خالد كوسا – محمد كوسا - عمار عجك).
كذلك، عمران عجك "ورد اسمه بقوائم مركز توثيق الانتهاكات، دون ذكر مكان الاحتجاز". إضافة إلى أحمد دقوري "ورد اسمه بمركز التوثيق أيضاً، والذي اعتقل من محل جاره، بحي ركن الدين بتاريخ 9/7/2011.
الحمصي الذي فجر مشفى القصير!
كما التقى الناشط "ع" بالمُعتقل الحمصي (عبد الهادي الخليف)، الذي نُقل من فرع حمص، إلى فرع الفيحاء "الزنزانة الجماعية الرابعة"، ليظهر بعدها على شاشة تلفزيون "الأسد" مُعترفاً بتفجير مشفى القصير، إثر إجباره تحت التعذيب، وتلقينه ما يجب الادلاء به، من اعترافات مُصورة، موجودة على "يوتيوب".
(*)
يصف (عمر): زميله المُعتقل (عبد الهادي الخليف)، الذي التقى فيه مُجدداً، بسجن عدرا لمدة أسبوع، قبل نقله إلى سجن صيدنايا. بأطيب الناس. يقول:
" التقيت به مجدداً في سجن دمشق المركزي حيث بقي هناك لمدة اسبوع فقط قبل أن يأخذوه إلى سجن صيدنايا... كان من أطيب الأشخاص وجميع من التقى به يعرف تماماً بأنه لم يكن لديه أي نشاط في الثورة حتى...كان (درويش زيادة )..."
أحكام بالسجن المؤبد!
شريحة ثانية من السجناء، إن جاز التعبير. تم اعتقالها بدايات الثورة، وشاركت (عمر) الزنزانة ذاتها، وحكُم عليها بالسجن، ما بين 15 عاماً، والمؤبد (عبد الله العبد الله – محمد العبد الله – نور الشرع - محمد الحوش – نزار حمدان)، إضافة إلى "علي شربا"، الذي تقول صفحة في "فيس بوك"، انه اعتقل 22/8/2012، من مكان عمله، واقتيد إلى جهة مجهولة.
بالسياق نفسه، ثمة سجناء. غادرهم الناشط (عمر)، وهم بحالة انتظار إما "مُحاكمتهم"، أو الافراج عنهم (مروان الحبال - كنان شربجي – خلدون المأمون – عبد الهادي هيفا - محمد هيفا - عمر شلة - إبراهيم محاميد - بسام سرحان - أحمد العوض - محمود عبد العال - أحمد الصلح – أنس دغيم).
التعليقات (6)