المرشد عالمٌ في الدين والدنيا
وللمرشد الأعلى للجمهورية ادوار زمنية ايضا الى جانب ادواره الاهية، فهو من ينظر في القضايا الحساسة، بينها قضايا الأمن القومي، والسياسة الخارجية، فضلًا عن أن سلطته أعلى من سلطة رئيس الجمهورية المنتخب، وهو من يدير اذرع ايران التي تعمل ليل نهار على الفتن في الدول تحت شعار "تحرير القدس" و"الموت لامريكا".
منذ انتصارالثورة الاسلامية في ايران حتى الان تولى هذا المنصب حتى الآن، اثنان فقط ، هما "روح الله الخميني"، الذي أسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، و"علي الخامنئي" المرشد الحالي الذي كان القائد الثاني للثورة الإيرانية، والذي انتخب في 3 يونيو 1989، بعد وفاة الخميني.
المهدي في الدستور الايراني
وتنص المادة 110 من الدستور الإيراني، على أن المرشد الأعلى هو المسؤول عن تعيين السياسات العليا للجمهورية، والإشراف على أدائها، وحل مشاكل النظام، فضلًا عن أنه مسؤول الحرب والسلام، والمسؤول عن قبول ورفض استقالة رئيس أركان الجيش، والقائد الأعلى لقوات حرس الثورة الإسلامية، والقيادات العليا للقوات المسلحة وقوى الأمن الداخلي.
ويمتلك المرشد الأعلى صلاحيات تعيين وعزل الرئيس، والموافقة على صلاحية ترشح أي شخص للرئاسة، إضافة الى اعتماد السياسة المناسبة لتعجيل ظهور "المهدي" وتسليمه الحكم والسلطة بعد تصدير "الثورة" واستكمال مشروع "ولاية الفقيه" الذي بنظرهم ينحدر من نسل النبي، وغاب عن الأنظار قبل ألف سنة، وسيعاود الظهور في زمن حرب، ليبسط العدل وقواعد الحكم الرشيد في آخر الزمان.
المهدي سيعود من العراق او سوريا
وبحسب روايات عديدة تشير إلى العودة المنتظرة للمهدي تم اسقاط العديد من الرواية على الاحداث الجارية في الشرق الاوسط، فهناك من تحدث عن جيش سينتطلق من حوران في سوريا وسيشكّل دولة ومنهم من قال أنّها دولة داعش، وهناك رويات عن دمار العراق وسوريا، وعن ثورة في اليمن تساند الإمام المنتظر، وهناك من يشير إلى ثورة أنصار الله. وفي اعتقادهم أيضا أنّ الروايات تتحدث عن الخرساني وجيشه، والخرساني معناها الإيراني، وهناك العمائم السود التي تقاتل في أكناف بيت المقدس.
حزب الله وأنصار الله وإيران يعتقدون فعلا أنّهم بنية من جيش سيشّكله الإمام المهدي، وسيحرّر فلسطين وسينشر العدالة. وهناك حديث عندهم يذكر معركة بين الأتراك وجيش السفياني في قلقيسيا يعني شمال سوريا، وهذه الحرب ستضعف الطرفين وسينتصر السفياني الذي سيواجه المهدي.
الولايات المتحدة ستعتقل المهدي؟
ومن المشاهدات الصادمة إعتبار الرئيس الايراني السابق محمود احمدي نجاد، ان الدول الغريبه تعمل في الوقت الحالي لاعتقال "المهدي المنتظر"، وان تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يسعي للتشويش علي المذهب الشيعي ويتسبب في منع ظهور المهدي المنتظر، مؤكداً ان جامعات أميركية قابلت عدة اشخاص كان لهم اتصال بالامام الغائب"أعدوا قضية ضد الامام الغائب وأحكموا إعدادها لالقاء القبض عليه، والدليل الوحيد الذي يفتقرون اليه هو صورته" .
اما ممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري الإيراني، محمد حسين سبهر إتهم المملكة العربية السعودية، بإعاقة ظهور "الإمام المهدي"، حيث قال "بما أن الوهابية لا تزال تحكم في السعودية، وجماعة داعش لا تزال تواصل عبثها في العراق، فإن الإمام المهدي لن يظهر" مشيراً الى ان السرداب الذي سيخرج منه الامام سيكون اما في سامراء العراقية، او "حرستا" السورية، والمملكة العربية السعودية تنشر مخابراتها في هاتين المنطقتين لالقاء القبض عليه فور ظهوره مشددا على اهمية وقوع هاتين المنطقتين تحت الاشراف المباشر للحرس الثوري .
رجل خراسان سيسلم الراية
منذ انتصار الثورة الإسلامية وتسلم الإمام الخميني لموقع المرشد للجمهورية الإسلامية، سادت في الأوساط الشيعية المرتبطة بإيران مقولات تعتبر أن الإمام الخميني هو الذي سيسلم الراية للإمام المهدي، وأن الحرس الثوري الإيراني سيكون جيش الإمام المهدي المقبل، وأن "المطلوب إعداد جيش قوامه عشرون مليون فرد ليكون الجيش الذي يقاتل مع الإمام المهدي عند ظهوره". لكن وفاة الإمام الخميني قبل تسليمه الراية للمهدي أدت إلى انتشار حالة من التساؤل والقلق لدى بعض هذه الأوساط، فتم الترويج لاحقا أن الإمام خامنئي هو الذي سيسلم الراية للمهدي لأنه من خراسان (مشهد) وذلك تطبيقا لبعض الأحاديث من أن "رجلا من خراسان سيسلم الراية للإمام". كما أنه عند حصول أية تطورات سياسية أو عسكرية كبرى في العالم الإسلامي يتم الربط بينها وبين الإمام المهدي، كما حصل خلال التحرك العسكري الذي قام به جهيمان في مكة المكرمة، وكذلك عند احتلال الرئيس العراقي صدام حسين للكويت واندلاع حرب الخليج. ولكن منذ وصول الرئيس محمود أحمدي نجاد لرئاسة الجمهورية الإسلامية انتشرت بقوة أفكار جديدة بأن نجاد هو من أنصار المهدي وأنه سيعد الجمهورية الإسلامية لتكون مركزا أساسيا لانطلاق الإمام خصوصا على صعيد الركائز العسكرية والتكنولوجية.
رحلة المجهول.. العودة الى طقوس النار
في ظل هذا التخبط بين الاساطير والروايات في رحلة البحث عن الامام الغائب، "مجهول" ينتظر مصير "ولاية الفقيه" في حال وفاة المرشد الحالي للجمهورية الاسلامية واستمرار "الغيبة الكبرى" للامام المهدي، فهل تتم ترقية الجندي في ولاية الفقيه أمين عام حزب الله حسن نصرالله الى مرشد كما يهمس بعض "المهوسين" الشيعة، ام التفتت واندثار عقيدة "ولاية الفقيه" والعودة الى طقوس الزردشتية جذوز وتراث الفرس الجدد؟
التعليقات (14)