النوم وقوفاً!
يقول لنا عمر: "بعد 53 يوما من التحقيق اليومي ..مرة صباحاً ومرة مساءً... انتهيت وقد أخذوا كم هائل من الإعترافات... وبعدها أخرجوني من المنفردة وقصوا لي شعري...وأدخلوني إلى الزنزانة الجماعية... كنا ننام واقفين... تخيل كيف كان المعتقلون ينامون واقفين....ولن يقع أحد منهم حتى لو كان مرتخي جداً فرفاقه يحشرونه من كل الجهات... نأكل كل 12 شخصاً بصحن واحد فيه من الطعام ما يكفي شخص واحد فقط دون أن يشبع.."
"جماعيتان"، لا تتجاوز مساحة الواحدة "4 × 4"م، على يسار "مطبخ"، يُحشر بكل واحدة منهما، ما بين 70 – 80 معتقلاً. بينما يُدك نحو 120 معتقلاً، داخل ما يُعرف "بجماعية المطبخ"، التي لا تزيد مساحتها عن "6×2"م. في حين يُزج بحوالي 100 معتقل على الأقل، بالجماعية الأخيرة لبهو التحقيق. وجميعها تقع في الطابق الثاني تحت الأرض.
لعل "المُنفردة الشخصية"، التي تزيد قليلاً عن "2×2". كانت رحمة بدايات الثورة، رغم " وحشة وحدتها". غير أنها تحولت إلى جحيم، إثر انطلاق حملة المداهمات الشرسة، بداية الشهر الثالث 2013، حيث قفزت الطاقة الاستيعابية إلى 8 أشخاص، في المُنفردة الواحدة.
رحلة العذاب لقضاء الحاجة!
المُذهل، أن الرحلة ما بين الزنازين ودورات المياه، التي لا تتجاوز المترين. تستغرق 15 دقيقة، على أساس طابور مُنظم بالأرقام، بشكل مُسبق. شريطة أن لا تتجاوز مدة قضاء الحاجة "الدقيقتين" على الثانية. يُستثنى منها رئيس الغرفة، وهو سجين برتبة "شبيح"، مُخول باستخدام الضرب لإخراج "المُستعصي". أو بتلفيق "اعتراف". أو زلة لسان له، أمام المُحقق.
أسماء ضباط ومحققين وعناصر التعذيب!
لبهو التحقيق هذا "تراتبيه"، تبدأ بالمشرف عليه "الرائد وسام". يليه معاونه "النقيب عمار"، المسؤول المُباشر عن كل شيء، أولها المعلومات، والتعامل مع حسابات الناشطين "الفيسبوكية". وتتبع له مجموعة من المساعدين والعناصر، منهم:
_ "المساعد بهاء" من أقوى عناصر الفرع سلطة. صاحب اليد الطولى بتعذيب المُعتقلين، وحرمانهم من النوم ليلاً ونهاراً.
_ "المساعد أول وسيم العلي*" متخصص بتكسير الأسنان، وضرب المفاصل، و"الشبح" لساعات طويلة، وابتكار أقذر الإهانات.
_ "المساعد أول قيس" مولع بأساليب التعذيب النفسي بالدرجة الأولى، إضافة إلى التعذيب الجسدي.
_ "العنصر عجيب" صاحب رتبة مُتدنية، سجان ومُحقق، وأقسى من يقومون بالتعذيب.
_ "العناصر ياسر، ميمون، مازن"، وهم مُكلفون بإدخال وإخراج السجناء إلى الزنزانات، إضافة إلى المُشاركة بالتعذيب.
التعليقات (6)