لا ندعم أي كيان كردي في سوريا!
وكان (جون آلن) المنسق الأميركي للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة (داعش)، قال أمس الأول أن الولايات المتحدة تعارض تشكيل كيان كردي مستقل في شمال سورية.
وقال الجنرال السابق أمام مؤسسة بحثية في واشنطن: "لا ندعم ولا أعتقد أن الأكراد أنفسهم يدعمون تشكيل كيان حكومي منفصل" في شمال سورية في المناطق التي استعادتها القوات الكردية من "داعش".
وعلى خلفية الأنباء عن عمليات التهجير العرقي التي تقوم بها وحدات الحماية الكردية في المنطقة، قال آلن في إدانة واضحة لاعتداءات وحدات الحماية الكردية: "من المهم ألا يتحوّل شريك ساعد في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية إلى قوة احتلال"، في وأضاف أنه لا بد من تمكين السكان الذين تحرروا من التنظيم المتطرف من العودة إلى نظام «الإدارة الذاتية» الذي كان قائماً أي أن "التركمان يديرون شؤون التركمان والعرب شؤون العرب والسريان شؤون السريان"
غضب كردي!
وأثارت تصريحات المسؤول الأمريكي، غضب الأكراد، الذين ينكرون قيام وحدات الحماية الكردية بأي عمليات تهجير، فقال (شفكر عبدي) أحد عناصر قوات بيشمركة ما يسمى (روج آفا) في تصريحات لموقع آرار نيوز"القوات الكردية التي تحارب التنظيم الإرهابي، وتسطّر البطولات لا يمكن أن يكونوا محتلين بيوم من الأيام، بل هم مدافعين عن وطنهم وشرفهم ضد إرهاب يهدد الإنسان" وأضاف «لم نكن يوماً مغتصبين لأرض الغير بل نحن أولى بمناطقنا، وكردستان سوريا جزء لا يتجزأ من كردستان الكبرى التي جزأتها المشاريع والمصالح الدولية" على حد زعمه!
فيما رفض (ابراهيم ابراهيم)، مدير المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا، انتقاد التصريحات الأميركية، معتبراً في تصريح لـ”إيلاف” “أن جون آلن لم يتحدث بجديد لان الحقيقة هي كذلك"
وبدل الرد بوضوح على التصريحات الأمريكية، التفت مدير المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي إلى التهجم على المعارضة السورية، التي لا علاقة لها بما قاله الجنرال الأمريكي، معتبراً أن “قضية التقسيم والانفصال الكردي موجودة فقط في مخيلة البعثيين العروبيين في المعارضة السورية" وتابع (إبراهيم ) هجومه قائلا: " من الغريب فعلاً أن هذه العقلية المؤامراتية دمرت العرب والعروبة ومع ذلك مازالت و تسيطر على 95% من المعارضة العربية”.
ويرى مراقبون أن علميات التهجير التي قامت بها قوات الحماية الكردية في (تل أبيض) والتي سعى حتى المعارضون لسياسات حزب الاتحاد الديمقراطي لإنكارها باستماتة، قد أحرجت الأكراد وأساءت لقضيتهم وخصوصاً بعد منع قوات الحماية الكردية للجنة من الائتلاف الوطني من دوخل (تل أبيض) للتحقيق في المزاعم، وهو أمر يصفه إعلامي كردي لأورينت نت بأنه: "كان في منتهى الغباء لأنه ثبت الاتهام ضدنا بأننا نقوم بالتهجير"!
ويرى المراقبون أن التصريحات الأمريكية الأخيرة، وإن كانت لا تنذر بتخلي واشنطن عن دعم المقاتلين الكرد في وجه تنظيم الدولة، وخصوصاً أن أمريكا لا تريد دفع فاتورة الخسائر البشرية من أرواح الجنود الأمريكان، إلا أنها قد تستخدم لاحقاً للتنصل من دعم أي كيان كردي، بحجة تحوله إلى "قوة احتلال" كما قال (آلن).. وهو أمر قد تلجأ إليه واشنطن، في أي لحظة ترى فيها ضرورة إرضاء حليفها التركي القوي إقليمياً، والذي شابت علاقتها بها الكثير من الفتور بسبب رفض أدروغان الانضمام للحلف الدولي لقتال (داعش) ما لم يكن الهدف هو محاربة داعش والأسد معاً!
التعليقات (21)