غضب القيادات!
ونقلت وكالة (سما) الفلسطينية عن تلك المصادر أن حالة من الغضب تسود أوساط الجهاد الإسلامي وقيادته، وأن هذا الغضب تجلى في عدم حضور الأمين العام لحركة الجهاد الدكتور (رمضان شلح) ونائبه (زياد النخالة) الإفطار الذي أقامه الحرس الثوري الإيراني في بيروت، وحضرته قيادات كبيرة من حماس على رأسها (موسى أبو مرزوق)، إضافة إلى (أحمد جبريل) الأمين العام للجبهة الشعبية، وممثلين عن حزب الله وفصائل لبنانية وفلسطينية وممثل الجهاد في لبنان (أبو عماد الرفاعي).
بحسب المصادر، فإن حركة الجهاد الإسلامي كحركة إسلامية سنية، "ترفض أن يملي أحد عليها أي موقف كان وبالذات فيما يتعلق بقضايا الأمة العربية والإسلامية والتي تملك الحركة فيها رؤية خاصة مستقلة لم تتغير منذ عشرات السنين".
المواقف الحيادية لم تعد مقبولة!
وكانت عدة تقارير ذكرت في وقت سابق وقوع حركة الجهاد الإسلامي في أزمة مالية كبير، دفعتها لتقليص النفقات في المجال الإعلامي والرواتب خاصة.
وأرجع سبب الأزمة إلى توقف الدعم الإيراني الذي يعد المصدر الأساسي لتمويل الحركة، بسبب الخلافات في المواقف على عدة ملفات أهمها ملف اليمن، لذا لم تقم الحركة بدعم موقف إيران في الأزمة، خاصة بعد تصريح جرى خلاله النفي من أحد قادة الحركة أن يكون قد أصدر موقفا تجاه هذه الأزمة، مؤكدا التزام حركته الصمت. إلا أن مراقبين يرون أن تدهور مكانة حركة الجهاد لدى الإيرانيين، بدأ على خلفية التوتر مع حماس جهة، وعلى حقيقة أن الإيرانيين المأزومين سياسياً والمعزولين دولياً، لم يعودوا يقبلون مواقف حيادية.. ممن يدفعون لهم، في ظل الأزمات المتتالية التي يواجهها مشروع تصدير الأزمات الفارسي!
خلط وإثارة!
وكثيرا ما يقوم قادة حركة الجهاد الإسلامي، وبالأخص الأمين العام (رمضان شلح)، بزيارات إلى الأراضي الإيرانية، ولقاء قادة نظام الملالي، وأبرزهم مرشد الثورة (علي خامنئي). وتعد إيران، بحسب مصادر، أكبر الممولين لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكانت الحركة رفضت الحملة الإعلامية التي تناولت ما سمي بـ «الأزمة المالية» وقالت إن فيها الكثير من «الخلط والإثارة».
وشددت حركة الجهاد على موقفها الثابت وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد عربي أو إسلامي أو أجنبي، وعدم الزج بفلسطين وقضيتها ومقاومتها في أي صراع أو نزاع بين أبناء الأمة.
موقف الجهاد من الثورة السورية
وكان زعيم الحركة (شلح) تحدث مراراً عن رأيه فيما يخص موقف الحركة من الثورة السورية، قائلاً أن الحل السياسي هو الطريق الوحيد لإيجاد حل في سوريا ، يبدأ بالحوار، ويلبي مطالب الناس بحياة أفضل من ناحية، ويحقن دماء كل السوريين، ويحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويحمي الدولة السورية من الانهيار من ناحية أخرى".
وتعتقد الجهاد أن تدمير سوريا وإخراجها من الصراع العربي الإسرائيلي، يصب في مصلحة إسرائيل، ويجعلها قوة مهيمنة في المنطقة، لكن بعض الخبراء ( كـ مخيمر أبو سعدة - أستاذ علوم سياسية في جامعة الأزهر في غزة) يروا أن الجهاد ترتبط عاطفياً بمواقف يمكن أن تقرأ على أنها قريبة من النظام السوري، لكنها ماتلبث أن تستبعد وجود أي دور للحركة إلى جانب النظام في الأحداث الدائرة على الأراضي السورية.
أراء الخبراء السياسيين ربما يفسرها خطاب النظام السوري الإعلامي، حيث أنه يتعاطى مع الأحداث التي تقع في فلسطين بإدانة حماس والتعاطف معها دائماً، كاتهامها باغتيال مقاتلين من الجهاد، مثل نقلها للخبرحول مقتل (رائد قاسم جندية) أحد عناصر الجهاد، واتهامها لحماس بتصفيته (الفيديو منشور أدناه).
كما أن المبررات المسربة عن غضب ايراني من حركة الجهاد حول موقف الحركة من الملف اليمني تبدو غريبة أيضاً، سيما أن ممثلها في اليمن (أحمد عبد الرحمن بركة) زار زعيم المتمردين الحوثيين (عبد الملك الحوثي) قبل أشهر، في الوقت الذي كان اليمن على صفيح ساخن بسبب التوترات بين الأطراف السياسية آنذاك!
روابط الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=pNqLV-y0Pxk
https://www.youtube.com/watch?v=qZu5xV5qrFc
التعليقات (9)