كيف يمكن الرد على الارتكاس الأخلاقي لشركائنا؟

كيف يمكن  الرد على الارتكاس الأخلاقي لشركائنا؟
اجتزاء الكلام عن سياقه بقصد التشويه والتأليب، بقصد السب والطعن والسخرية، أشياء تعرض لها الناشط السوري غسان ياسين على يد مجموعة من الناشطين الكرد المحسوبين على الأجندة الوطنية شكلاً والمتعصبين لحزب العمال الكردستاني مضموناً، هذه العادات تظهر مدى أزمة الأخلاق والعادات الاجتماعية التي يعيشها الكثير من شركائنا الأكراد، ياسين الذي رفض اشتراطات قانونية وحقوقية تثبت ما تناقلته وسائل الإعلام عن المذبحة الإرهابية التي تعرضت لها بلدة عين العرب السورية على يد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية، أسوة ًبشركائنا الذين ما زالوا يرفضون واقع التهجير والتطهير العرقي بحق العرب السنة في ريف الرقة والقامشلي، بدعوى عدم وجود توثيق قانوني وحقوقي، رغم وجود الكثير من التقارير والتوثيق الحقوقي الصادر عن منظمات دولية معروفة بصدقيتها وصحف دولية عريقة، هذه الشريحة الواسعة تظهر بلا تكلف الأخلاق والعادات الاجتماعية لهؤلاء الملفلسين من نقاش الأفكار إلى نقاش الشخوص والتعرض لأعراض الناس بالسباب والشتم.

ولو افترضنا سوء النية من وراء التدوينة التي كتبها ياسين، نزولاً عند افتراضات شركائنا في الوطن التي تتجاوز ظاهر الكلام إلى النيات، حيث تكون مناقشة الفكرة السيئة في حال وقوعها، وهو ما لم يحصل، بعيداً عن شخص قائلها والتعدي عليه بالسب والشتم والتسفيه والفضح، حيث يبدو هذا الأسلوب حجة الضعيف الذي لا يملك في سوق الحجة ما يعرضه من قرائن منطقية، فيلجأ إلى سلاح السب والشتم الذي لا يجد عنه بديلاً. وهو الأسلوب الذي تجيده المجتمعات المتخلفة، حيث أصحاب العقول الصغيرة التي لا تتقن سوى قراءة الأشخاص، وتعجز عن قراءة الأفكار.

إننا نعيش في نفس البلد، ولكني أجزم الآن أننا نعيش في هموم مختلفة، لا أريد أن نقسم أنفسنا إلى قوميات مختلفة، ولكن على ما يبدو شركائنا بالوطن يريدون ذلك بشدة، نحن أبناء السياقات الثقافية والاجتماعية والسياسية الواحدة، سواء أردنا الإعتراف بذلك أو لم نرد، لكن شركائنا يَرَوْن أنهم وحدهم لهم مظلومية ولهم الحق في إنتاج عقل إنتقامي يسكت عن القتل والتهجير والتطهير وما شابه، الممارس على يد المليشيات الكردية.

إن الأسئلة التي تعذبني لماذا ينتجون استبداد يصنع ثقافته وأوهامه ومدارسه ، ليكون نسق متكامل يصعب الخروج عليه، إن لم يكن مستحيلاً، خاصةً إذا أتخذ لبوس القومية، لتتحول القومية إلى عقيدة والمنظرين لها أباء، وهذه السلطة الأبوية لن تترك لنا نحن الأبناء سوى السباب والشتم والتسفيه لمجرد الإعتراض على استبداد، أقتلع أهالينا من أرضهم في القامشلى والرقة وحرق منازلهم ومحاصيلهم وقتل أبناءهم ويطارد البقية بحجج كاذبة وواهية، فالثورة قامت ضد سلطة الأباء والأبوية، كما أنها عقلية تتشدق بمحاربة الإرهاب وفي الآن نفسه تمارسه، هذه الغيرة القومية التي تقتل أبناءنا لتؤسس لسلطة استبدادية، لن يحصد منها شركائنا في الماضوية الوطنية سوى التأسيس لأخلاق" الارتكاس"التعبير الذي يستعمله يان آسمان.

نحن اليوم لن نكون إتباعياً لحس القطيعية، ولن نخطىء في رائحة الدم المنبعثة من أجساد أبناءنا، فنحن نملك أنفاً نقدياً ومراوغاً، ولن نكتفي كما يكتفي باقي شركائنا بالثورة بالكلمات المنمقة التي لا تغري حفاظاً على المكاسب، إن غسان ياسين كما الكثير ليس داعشياً ولا قومياً، إنه يفكر بشكل حقيقي، ولن يكون يتيماً في وجه من ينشرون الروائح الكريهة.

التعليقات (5)

    ابو عبدو

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    يمكن الرد باخلاق على صاحب الاخلاق الحميدة و المحترم نتكلم معه باحترام, اما الرذيل و السخيف و العنصري سوف لن يستوعب اي شيئ ان تكلمت مع باحترام و لهذا الاسباب و اسباب اخرى ما في جارة مافي حل. بعدين كنت انت خليك شوي محترم و ما تستعمل الاسم المعرب لكوبانى وتقول عين العرب فهذا بحد ذاته عنصرية بغيضة و انصحك باستخدام و النطق للمدن والقرى في غرب كوردستان بالاسامي الاصلية التي هي بالكوردية و ستلاقي ترحابا من الجميع ! يا للاسف!! و بعدين مين عم بيهجر مين يا مثقف؟ العرب يهربون الى قامشلو من الدواعش.

    خبير قانوني

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    بالوثائق الرسمية يا ابوعبدو من عام 1938 اسمها عين العرب ولا كان في حزب البعث بالدنيا ولا كان في حافظ الأسد يعني انتو اللي عم تزوروا ووقت بتوصل القصة للمحاكم الدولية للفصل في النزاعات... كل السباب والشتائم والاتهامات ما بتفيدكم. اللي بيفيدكم الوثائق... إذا عندكن وثائق تثبت أنو كان اسمها كوباني أصلا!

    منى احمد

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    ياأستاذ القصة مو مستاهلة تفرد مقال مشانها ... الزلمي مزح مزحة تقيلة من باب السخرية السوداء والناس استلمته ... والافضل الموضوع ينتسى عند هذا الحد.

    ضد التيار

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    ان ما قام به اكراد كوباني من حرق واهانة كتاب الله هذا فعل سيسجله التاريخ ولن يمر دون حساب . هذه سابقة خطيرة وتحصل لاول مرة في عقر المسلمين . وهذا يجسد ايضا تبعيتهم الباطنية والالحادية .

    احمد سعيد

    ·منذ 8 سنوات 10 أشهر
    ألف جيل مابعد الاستعمار حياة الذل والهوان والمخابراتية فما خاءت الثورة السورية الا وأصبح اللئام يتمردون ويفسدون وللثورة التي أزاحت عنهم كابوس النظام ومدتهم بنسائم الحرية تنكروا لها بالعداوة والمتاجرة ومن رعاع مع النظام الى سهام على اخوة الالام فلا تأسى على قوم لم ينفصلوا عن مزرعة الحيوان وكل من يعادي الاسلام هل يرجى منه الاحسان وهويتبع الشيطان
5

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات