فرقة (سلام يا شام) تفتح باب الخيمة وتستعيد حكواتي الشام!

فرقة (سلام يا شام) تفتح باب الخيمة وتستعيد حكواتي الشام!
تحول "المخيم" عند السوريين من مصطلح يستحضر معه ذكريات نكبة فلسطين وصور العذاب والقهر، إلى حقيقة معاشة بكل أبعادها، فمن لم يحيا منهم في مخيم، فلاشك أن جزءاً من عائلته أو أصدقائه يحيون فيه، وبذلك تحول "المخيم" من مجرد شيء خيالي لطالما ارتبط بالقهر والمظلومين، إلى مكان حقيقي يضج بالحياة.

وشيئاً فشيئاً كسر السوريون، المحكومون بحتمية استمرار الحياة، رهبة المخيم، ولم تعد هناك ثمة حاجة لعلامة التنصيص، فمخيمات المهجرين السوريين، المنتشرة في دول الجوار، تحولت لعالم حقيقي من نوع آخر ربما، لكنه لا شك بأنه حقيقي وإنساني جداً.

كان بالشام صار بالمخيم!

في رمضان هذا العام وبين عشرات المسلسلات ومواعيد العرض المتنوعة قدمت فرقة "سلام يا شام" مسلسلاً من نوع آخر، لعله مختلف قليلاً، عما اعتادت التلفزة بثه، لكن بالرغم من اختلافه فهو أقرب إلينا وقادر على أسر المشاهد وسرقة ضحكاته.

مسلسل (باب الخيمة) الذي تم تصويره في استوديوهات الفرقة في مخيمات السوريين بلبنان، ومن بطولة أطفال المخيم، يحكي عن المنافسة المحتدمة ما بين "حكواتيين" الأول (أبو عبدو) والثاني (أبو العبر) الأول "حكواتي أباً عن جد" والثاني "كان بسكليتاتي وصار حكواتي" في قالب كوميدي بسيط وهادئ يتحدى مسلسلات الشبيحة الباذخة بالقرب من الناس، والبحث عن معايشة أكثر واقعية وصدقية!

خمسة شبان

إلى مخيمات البقاع في لبنان توجه خمسة شبان سوريين، وبنظرة الإصرار تلك التي ميزت كثيرين من شبان وشابات سوريا منذ انطلاقة الثورة، قرروا - بكل بساطة - أنهم سينتقلون من القول إلى الفعل، ولو كان هذا الفعل سيتم بصمت، وبعيداً عن كاميرات الاعلام، وهكذا كان القرار وكذلك كان الفعل "سنذهب، سنغير، سنساعد وسنعمل ما نجيد عمله لتحسين ظروف الحياة ولو قليلاً".

فرقة "سلام يا شام" استقرت في مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، ومن هناك بدأوا فهم يؤمنون بالإنسان السوري وقدرته حيث أن" الإنسان السوري صاحب حضارة عمرها 5000 سنة لساتو قادر يقدم رسائل فنية انسانية حتى من قلب المخيم" .

بدأت الفرقة قبل نحو عامين، وكانت بداية نشاطاتها عبر تقديم الأغاني وفقرة "الحكواتي" مع أطفال المخيم، ليتطور انتاج الفرقة بعد ذلك وحالياً هناك قسم مسرح دمى، قسم مسرح، قسم مسرح أطفال وقسم صناعة الأفلام القصيرة والوثائقية، وتظهر نماذج من أعمال الفرقة على صفحتها في كل النشاطات السابقة.

سلمى الحايك وأطفال المخيم!

وفي إحدى الصور الموجودة على صفحة الفرقة في الفيس بوك، صورة تجمع بعض الأطفال مع نجمة هوليود الفنانة (سلمى حايك) ذات الأصول اللبنانية أثناء زيارتها لمخيمات السوريين بلبنان، وتقول سلمى للأطفال بعد مشاهدة عرضهم المسرحي: "الفرق بينكم وبين ممثلي هوليوود إنو هني عندهم إمكانيات وإنتو ماعندكم".

ربما

في الحلقة الرابعة من سلسة "ربما"، وهي سلسلة من أفلام قصيرة قدمتها الفرقة، وتحت عنوان "مستمرون" نرى شاباً يقوم بالبحث بين أكوام القمامة عما يمكن الاستفادة منها فيجد كتاباً يعرضه على أحد المارة الذي يخبره أنه عن حقوق الانسان فينظر ذلك الشاب إلى الكتاب ويعيد رميه بين أكوام القمامة ليتابع بحثه وشقاءه.

ليسوا فقط "ضحايا حرب"!

تقول فرقة (سلام يا شام) أنها تطمح لتقديم صورة من نوع آخر عن السوريين غير تلك النمطية التي أصبحت بمثابة "ماركة مسجلة كلما تحدث أحد عن السوريين" فالسوريون ليسوا فقط "ضحايا حرب"، بل هم بشر وهم ينتمون لأعرق الحضارات:

"السوريون قاموا بصنع المعجزات في كل مكان اضطروا أن يلجأوا إليه، فحولوا قطع القماش وألواح التوتياء إلى مجتمعات صغيرة تنبض بالحياة، هم يحاولون قدر الامكان الاستمرار بالحياة ونحن هنا نحاول معهم".

الأطفال أعضاء أساسيون في فرقة (سلام يا شام) فمعظم أعمال الفرقة يؤديها الأطفال بطريقة مدهشة، حيث تمتزج عفويتهم بمواهب طامحة لتقديم الأفضل. كما تقوم الفرقة - كما يظهر على صفحتها - بالكثير من النشاطات، بالاضافة للتمثيل كالرقص والغناء بالاضافة لبعض النشاطات الترفيهية.

يستحقون الحياة!

يشعر أعضاء فرقة "سلام يا شام" بخيبة الأمل بسبب الإهمال الإعلامي، حيث أن غاية الإعلام من المخيمات البحث عن "أسباب الموت لا الحياة، عن المعاناة والبكاء لا عن التحدي والنجاحات" وفرقة (سلام يا شام) تصر في كل نشاطاتها وأعمالها، على القول بأن السوريين وبالرغم من كل الظروف القاهرة فهم قادرون على الاستمرار بالحياة بل هم قادرون على "الإنجاز والإبداع" فالسوريون كانوا وما زالوا يحبون الحياة، لأنهم يستحقونها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات