أبطال مسلسل (باب الحارة) السوري لا يعنيهم ما حل بسوريا بعد مضي أكثر من أربع سنوات من تدمير، وقتل، وتهجير، وغوطة الشام ليست ببعيدة عنهم، والأدهى من ذلك الرسائل الموجهة لإسرائيل حيث المفاجأة تتعلق بالنجم "وائل شرف" في شخصية القبضاي "معتز", الذي تربطه علاقة حب بينه وبين فتاة يهودية تدعى "سارة" والتي تلعب دورها الممثلة "كندة حنا" وسط رفض شديد من والدها اليهودي, بالإضافة إلى اضطرار سارة للهروب في النهاية مع القبضاي "معتز".
كوميديا التلفيق السياسي!
بالمقابل قام مجموعة من الشباب والناشطين بتصوير مسلسل يستلهم أجواء هذا المسلسل الشهير إنما بطريقة كوميدية ساخرة
فأبطال مسلسل (باب الحارة) الكوميدي هم مجموعة من الشباب الثوار يجسدون واقع الثورة المؤلم من خلال عرض مشاهد تعكس الواقع الثوري بعمل درامي ساخر، ويسلطون الضوء على عواينية النظام، وخوان الثورة، فكانت الحلقة الأولى منه تحت اسم " الخاين" وقد عرضت على قناة حلب اليوم.
"اورينت نت" التقت مع "مصعب عرابي " مخرج العمل الذي قال:
" الفكرة مصدرها أخطاء باب الحارة، وما وصلوا إليه من تلفيق تاريخي، وتملق سياسي بعد رفع علم الثورة في الأجزاء السابقة ليلغى في الجزأين السادس والسابع نهائياً".
المخرج مصطفى عرابي: دراما تقلب البديهيات
حلم هؤلاء الشبان كان تقديم أعمال تحمل صوت الثورة، في محاولة لتقديم وجه آخر للسوريين، غير الوجه المنمق والمكابر والمنفصل عن الواقع الذي تجسده تلك الأعمال ... وفي هذا يضيف المخرج مصطفى عرابي:
"لقد تبين لنا ضعف إعلام الثورة أمام ضخ وتدفق إعلام النظام، وكانت الحاجة الملحة لمواجهة المقارنة، وإشعال بقعة ضوء لتكشف أن الثورات للشعب، والناس، وأن النظام هو من هدّم، وأرعب، وأرهب لقد قلبنا بديهياته من خلال الدراما الثورية التي صرخت مع الناس بأننا نكون أو لا نكون، فتأملوا باب الحارة وجزئه الأخير من وجهة نظر النظام موجه لمن؟، ولذلك نبهنا الى موضوع مهم لا زال يحدث ضمن صفوف الثورة .. نعم يوجد ثوار، وجهاديون مخلصون، ولكن يوجد خونة أو "خوانين" على الأقل هذه حقيقة لا نطمسها بالقول أن الثورة نظيفة علينا أن نصفق لها، وعندئذ نصبح كإعلام النظام، ولا نختلف عنه في شيء".
(كواليس الرئيس) وأعمال أخرى!
ويؤكد عرابي في حديثه لأورينت نت أن لديهم أعمال أخرى وأنهم خاضوا تجارب فنية كلها كان محورها فضح تناقضات النظام:
" لدينا أعمال تفضح مؤشرات سقوط النظام نريد أن نقول أن هذه الفكرة توثق وتفضح إعلام النظام، وعلى الجمهور أن يقيس على الوقائع والأحداث اللاحقة.
مثلاً.. ما يحكى عن البوط العسكري حيث نسخر منهم لأن عسكري النظام يؤخذ منه سلاحه، ولا يبالي .. المهم أن يكون البوط حاضراً، ولن يسرق لأنه في نظر النظام أن البوط أهم من النظام نفسه، ومن قادته. إن ما قدمناه من أعمال سابقة كفكرة عمل "كواليس الرئيس "، و"عودة سلوم"، و "وداي الضيف" هو خلاصة أفكار ومساهمات المجتمع الذي نعيش فيه".
إن باب مسلسل (باب الحارة) الحقيقي هو باب في ذهن كل مشاهد مرسوم عندما يقدم له عمل في هذا المجال، فإن المشاهد يقارن، ويدقق، وينتقد ليقول ما اقتنع به، ولذلك فإن المهمة دقيقة وصعبة فلا بد من مواجهة مصيرنا بالشجاعة والقراءة الدقيقة لما يحاك لثورتنا".
التعليقات (5)