رمضان غوطة دمشق: أرض الخير والعطاء تستعين على الحصار بالصبر!

رمضان غوطة دمشق: أرض الخير والعطاء تستعين على الحصار بالصبر!
غوطة دمشق أرض الخير والعطاء التي كانت – فيما مضى – تطعم دمشق أجود الخضار وتصدر للعالم أجود أنواع المشمش والفواكه... يستقبل أهاليها رمضان هذا العام كما العام الذي قبله، في أجواء الحصار الذي تفرضه قوات الأسد على مدنها وبلداتها... وتحت شمس الصيف الحارقة، وأيام الصيام الطويل، تئن الغوطة وأهلها من غلاء الأسعار وقلة المواد التموينية، ليضطر الاهالي للتخلي على ما اعتادوا عليه في أعوام خلت من المائد الرمضانية والأجواء الاحتفالية اليومية.. لكنهم لا يفقدون أبداً إيمانهم واحتسابهم، وقدرتهم على التكاتف والتعاضد في وجه إجرام المستبد وطغيانه!

الحفاظ على المشروبات الرمضانية

يعتبر العرقسوس والتمر هندي من المشروبات الرمضانية والتي لا تخلو مائدة من وجود أحدهما، ومع الحصار المتواصل على الغوطة وصل سعر الليتر الواحد منهما إلى 250 ليرة، في حين وصل سعر ليتر شراب الجلاب إلى 300 ليرة سورية، وأشار أبو أحمد من مدينة سقبا، أن الأسعار شهدت ارتفاحا كبيرا خلال رمضان الحالي، حيث وصل سعر كيلو الفول والحمص إلى 500 ليرة، وسعر كيلو المسبحة إلى 1200 ليرة، وبهذه الأسعار المرتفعة باتت المائدة الرمضانية عند سكان الغوطة تخلو من صحن الفول والفتة بالسمنة".

وتابع أبو أحمد : " هناك العديد من الحلويات الرمضانية التي افتقدناها العام الحالي مثل الناعم والدبس والحلاوة الطحينية، نتيجة ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الباعة على تحقيق ولو ربح بسيط من بيع هذه الحلويات".

كما اعتبر محمد من مدينة دوما: " أن رمضان الحالي يعتبر الأصعب علينا مع فقدان العديد من السلع الغذائية والحلويات وارتفاع الأسعار، حيث وصل سعر كيلو المشمش إلى 350 ليرة، والدراق إلى 400 ليرة، والإجاص إلى 500 ليرة، أما الخضروات لم يكن حالها أفضل فسعر كيلو الباذنجان 900 ليرة والبندورة 1200 ليرة سورية".

الاعتماد على الجميعات الخيرية

أشار الناشط محمد الشامي: " اتجهت العائلات في الغوطة إلى أبواب المؤسسات الاستهلاكية التي تبيع بعض المواد الغذائية بأسعار مخفضة مدعومة من بعض المؤسسات الاغاثية و المجالس المحلية, أملا في الحصول على احتياجاتهم بأسعار أقل من المعروضة في السوق، فالأهالي باتوا يعتمدون على المواد البسيطة وبعض الخضروات في مائدة الإفطار، نظرا لضعف القيمة الشرائية والبطالة العالية بين الشباب والرجال، حيث أن القسم الأكبر من عائلات الغوطة تعيش على نفقة الجمعيات الخيرية التي تقدم لها سلل غذائية في كل شهر، أما القسم الثاني فيعتمد على المساعدات المالية من أقربائهم بالخارج".

وتابع الشامي: " رمضان الحالي هو الأصعب على سكان الغوطة الشرقية نظرا لارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير مع غياب الكهرباء منذ أكثر من عامين وعدم وجود برادات أو حتى مياه باردة، والثلج بات يباع بأسعار خيالية، كل هذه العوامل تصعب على الأهالي الصوم خلال هذا الشهر".

قوات الأسد تصعد من وتيرة قصفها

صعدت قوات الأسد من وتيرة قصفها لمدن وبلدات الغوطة الشرقية خلال رمضان الحالي، واعتبر الناشط أبو بلال : " أن النظام يعتمد سياسة الأرض المحروقة مع بلدات الغوطة الشرقية، فهو يحاول بكافة الوسائل التضييق على أكثر من 800 ألف محاصر عبر القصف المتواصل".

وتابع أبو بلال : " تحاول الجمعيات الخيرية والمجالس المحلية التخفيف من معاناة الأهالي هذا الشهر عبر توزيع السلل الغذائية، وإقامة سفر رمضان على أمل تقديم المساعدة لغالبية أهالي الغوطة والذين لم يعد بإمكانهم إعالة أنفسهم وعائلاتهم".

الاجتماع على مائدة واحدة!

ومع قلة المواد الغذائية باتت العائلات في الحي الواحد تجتمع مع بعضها البعض على وجبة الأفطار، حيث تقوم كل عائلة بإحضار ما تستطيع من خضروات ومواد غذائية، ويقول أبو ياسر من مدينة دوما : " إن الحصار رغم صعوبته لكنه ساهم في تقريب العائلات والجيران من بعضهم البعض، فالجميع هنا محاصر ويشعر بألام الآخر، لذلك ليس أمام أحد إلا التكاتف مع محيطه لتجاوز هذه الأزمة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات