خوف بالتلسكوب!
نشرت وكالة (رويترز) تقريراً اليوم السبت عن تجمع عدد من شيوخ الطائفة الدرزية في "إسرائيل" على قمة تل في هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل، حيث تناوبوا على النظر بـ"التلسكوب" باتجاه قرية حضر على الطرف الآخر من السياج الأمني لاظهار قلقهم وخوفهم أمام وسائل الإعلام على مصير أهل القرية.
ونقلت (رويترز) عن أحد "الشيوخ الخمسة" بعد أن طلب عدم الكشف عن هويته "جئنا لنرى ما تفعله النصرة بأقاربنا، إنهم محاصرون في منازلهم ويحيط بهم الإرهابيون" وقالت الوكالة أن الشيوخ "كانوا جميعا يرتدون عباءاتهم التقليدية السوداء وعمامات بيضاء"، كما أضاف أحد الشيوخ "لا نعبأ بإسرائيل ولا بغيرها، إذا أصبح الدروز هناك في خطر سنقتلع السياج وسنذهب لمساعدتهم."
وتقوم بعض القيادات الروحية للطائفة الدرزية في اسرائيل الموالين للنظام، بشن حملة عبر الإعلام، لاشاعة جو من الرعب والترقب بخصوص قرية "حضر"، والملفت للنظر استخدامهم ذات المصطلحات التي يستخدمها النظام السوري وإيران بوصف الثوار بانهم "ارهابيون وتكفيريون".
وأما ما تجاهلته (رويترز) فهو أن اللجان الشعبية عملت على إتمام فرض حصار على بلدات ريف دمشق الغربي شرقي "حضر"، ولم تخرج أي أنباء عن حالات من القتل الانتقامي أو العشوائي من هناك من جانب الثوار.
والـ CNN أيضاً!
ونشرت شبكة ( CNN )الأمريكية تقريراً بعنوان "شرر الحرب السورية يتطاير إلى الجولان.. الدروز يتأهبون لقتال داعش والنصرة" حيث نقلت الشبكة عن أحد أبناء الطائفة الدرزية "أيوب قرّة" قوله بأن "الدروز" يحتاجون الى معدات وأنظمة للقتال وكذلك الى الدواء وأمور أخرى، لكنهم "لا يحتاجون الى الأفراد، وهم في طريقهم لتحضير مائة ألف مقاتل الآن لمحاربة داعش والنصرة، وهو جيش كبير ".
أما صحيفة (هآرتس) فقد نشرت، يوم أمس الجمعة 19 حزيران، مقالاً مطولاً عن المناشدات الدرزية للجيش الاسرائيلي للتدخل و"حماية" قرية حضر من "القاعدة"، وكان لافتاً ما نقلته عن "موفق طريف"، شيخ الطائفة الدرزية بحسب وصف الصفيحة، قوله بضرورة التدخل العسكري لحماية الطائفة الدرزية في سوريا "إذا لم يكن هناك تدخل للجيش فستحدث عمليات قتل جماعي"، وقال أن اسرائيل تسمح لـ"النصرة" بالتواجد على حدودها الشمالية، وأضاف "هناك خياران: إما تقديم المساعدة أو المذبحة"!.
ونفت (هآرتس) في الوقت نفسه بعضاً من الاشاعات التي يروجها موالو النظام حول ما يحدث بـ (حضر) حيث أنكر أحد ضباط الجيش الاسرائيلي الأنباء الواردة عن حدوث مذبحة بقرية (حضر)، كما أنكر وجود عشرات الجرحى على جانب السياج بانتظار العلاج!!.
وتجدر الإشارة إلى أن (موفق طريف) كان في زيارة للنظام السوري في شهر آذار الماضي حيث شارك، كما أنه أصدر تهديدات مماثلة في شهر نيسان 2013، حيث قال وقتها أن مئات الشبان من أبناء الطائفة توجهوا إليه مبدين الاستعداد لدخول الأراضي السورية لمحاربة «جبهة النصرة»، التي تعتدي - كما يزعم - على عائلات درزية في المناطق التي ينسحب منها جيش النظام، وقام بتسيير عدة مظاهرات في إسرائيل للدروز، وشارك في هذه المظاهرات أحد أهالي هضبة الجولان من القلائل الذين رضوا بحمل الجنسية الاسرائيلية.
بيان وتبيان!
من ناحيته قام إعلام النظام صباح اليوم بنشر بيان من أهالي قرية "حضر" كما يدعي، جاء فيه "أهالي قرية حضر عرب سوريون تمثلهم القيادة والحكومة السورية ويحميهم الجيش العربي السوري ولم يطلبوا المسـاعدة ولن يقبلوها من أحد كون الحكومة السورية هي المســـؤولة عنهم من كافة النواحي وهم يرفضون أي تدخل من أحد خارج هذا الاطار وهم ملتزمون بالحالة الوطنية العروبية في سـوريا والمجسـدة بقيادة الرئيـس الدكتور بشـار الأسد والمؤسـسـات الحكومية الشـرعية
وسـيتصدون لأي مشـروع يهدف الى سـلخهم عن هويتهم وانتمائهم للوطن متطلعين كبقية السـوريين الشـرفاء الى تحرير الجزء المحتل من الجولان العربي السـوري ."
وجاء البيان بعد أن أدت حملة التهويل الإعلامية التي قام بها موالو النظام في إسرائيل مهمتها في الإعلام الغربي، كما من اللافت في البيان أن لا علاقة له بما يطرحه شبيحة "حضر" على صفحات الفيس بوك من شتائم بحق النظام وعناصره واتهامهم بالتخلي عنهم، كما يبدو كلام النظام عن الانتماء الوطني والهوية مضحكاً، حيث يغيب كل ما يرمز لهذا "الوطن"، وتحضر الرموز الطائفية من علم وصور في صور شبيحة حضر ومواقعهم الالكترونية.
شبيحة حضر
ما تجاهله الإعلام الغربي وربما العربي أيضاً أن قرى "حرفا"، "حضر" و"خان أرنبة" شكلت مقراً رئيسياً لتجمعات شبيحة النظام في ريف دمشق الغربي وشمال القنيطرة، وشاركت لجان الشبيحة من هذه القرى بعدة مجازر في البلدات والمدن المحيطة، حيث اعتادت ميليشيات الشبيحة المشاركة في أعمال التنكيل والتدمير بالاضافة لقتل وذبح المدنيين.
وكانت حضر قد ساهمت مع الجيش الحر بكتيبة حملت اسم "أحرار حضر" والتي قام شبيحة "حضر" لاحقاً باغتيال قائدها "غسان صالح زيدان" في 1 نيسان 2013. ولطالما حاول الثوار التواصل مع أهالي "حضر" لكف يد شبيحتهم، وكان (عمر الجولاني) قال لأورينت في لقاء سابق "بالنسبة لأهالي قرية حضر وكبارية البلدة ليسوا موافقين على هذا الأمر ولكنهم لا يمونون على أولادهم, وأن النظام يقوم بتسليحهم تحت مسمى الجيش الوطني وهم بالأساس عبارة عن شبيحة يقبضون المال مقابل عمليات التشبيح, ويقومون بإهانة الناس المدنيين وإهانة النساء بالطرقات"
التعليقات (11)