وسط أوضاع صعبة وقاسية وسيئة للغاية. لكن أمل العودة إلى الديار كان حاضرا في وجدان كل سوري.
ازدحام في "الشانزليه"!
في يومه الأول "كان رمضان" حكاية ولا كل الحكايات، رجال وأطفال و نساء كانوا يتزاحمون من أجل شراء أطيب الأشياء للشهر الكريم.
بشارع السوق الرئيسي في مخيم الزعتري ” الشانزلزيه” الذي يجمع اللاجئين من أجل التسوق حيث انه كان مكتظا باللاجئين من أجل جلب حاجياتهم الهامة لهذا الشهر الكريم.
الحاج "أبو حسان " من ريف درعا: تحدث "لاورينت نت" متسائلاً: "كيف لنا أن نفرح ومازالت القلوب موجوعة وأبواب منازلنا لم يطرقها الفرح منذ أربعة أعوام"
وتابع "أبا حسان" قائلا: لم يعد شهر رمضان أكثر من طقس عبادة، فطقوس الابتهاج والفرح زالت ورحلت بعيدا، وأصبحت كلها مجرد ذكريات تعيش في داخلنا وحتى أننا نعيش على أمل هذه الذكريات”.
كما نوه "الحاج ابو حسان". بأن هناك عائلات كثيرة من اللاجئين منها الجريح والمفقود والقتيل والمشرد.
أشتاق لصوت الجامع الأموي
أما السيدة "أم عبدالله " من الغوطة - بريف دمشق فلا تخفي حزنها لكونها تقضي شهر رمضان خارج منزلها وبعيدا عن أبنائها الذين يقاتلون في سوريا
وأعربت "أم عبدالله".عن شوقها لتناول طعام الإفطار والسحور في منزلها بالشام وعلى تراب سوريا.
كما تمنت سماع أصوات مساجد سوريا ومآذنها والجامع الأموي الذي كان يصدح بأجمل الأناشيد والابتهالات الرمضانية التي كانت تبث الحياة في الجسد عند سماعها.
ندعو الله أن نعود يوماً!
وأضاف "محمود الديري" قائلا:
لازالت تروق لي جلسات الفطور الجماعي والدعاء الموحد، أما الآن فقد تغير كل شيء ولم يبق لنا إلا الحنين وذكرى الأيام الخوالي، سنصوم شهر رمضان داعين الله أن نعود يوما.. وسندعو في كل إفطار على بشار ونصر الله وإيران وكل من شردنا من ديارنا دفاعاً عن مجرم ابن مجرم”.
ومن جهتها حدثتنا "آيات عبد الجليل" قائلة: إنه رمضان الثالث الذي يمر عليّ وعلى عائلتي في مخيم اللجوء رغم صعوبة وقساوة المعيشة وطول ساعات الصيام وما يصحبها من جوع وعطش شديدين في وسط هذه الصحراء، إلا أن للشهر الكريم وقعا خاصا في نفوسنا، وبعدا روحانيا واتصالا مع الخالق وهذا ما نحتاجه في أيامنا العصيبة.
السوريون يحلمون بالعودة يوما إلى ربوع الوطن
كما وأضافت. "آيات " متحدثة عن المعيشة المتدهورة أنه ،من الصعب أن نجد كل متطلباتنا لأننا نعيش في مخــيم ولسنا في بيوتنا. نحن نعاني برودة اللـيل وشمس النهار الحارقة وصنع الطــعام يحتاج أيضا إلى جهد كبــير.
ورددت "آيات قائلة ": لا تكن متعجبا ايها العالم ،نحن في مخيم الزعتري، إنها الصحراء يا سيدي لا يمكن لخيمة أو كرفان أن يمنع عنا هذا القدر المشؤوم ومعاناة العيش في العراء.. سنصوم علّنا في العيد نعود إلى ربوع الوطن سوريا”.
طفولة متفائلة…
أما الطفل "أمين". ابن الـ1٤ سنة فكان له نظرة أخرى، حدثني بصوت منخفض وبنبرة عكست بعد نظرته ووعيه على الرغم من صغر سنه، فقال: ما نمر به ونعيشه ما زادنا إلا قوة وإصرارا وإيمانا، نحن نستطيع الصيام والعيش في كل الظروف وسأساعد أمي كي لا يشعر إخوتي الصغار بغياب أبي الشهيد، خاصة في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها.
واضاف "الطفل أمين": سنصوم تحت الشمس ونفطر ونتسحر في الخيمة العجوز ونقيم الصلاة في المسجد وإذا لم يكن العيد في سوريا فما من مانع للبقاء هنا لنعيش ويعيش الوطن ورمضان كريم.
أنهى "أمين". كلماته وتنفس بقوة وراح يركض بعيدا دون أي وعي من شدة حزنه وبكائه.
الأسعار المرتفعة في رمضان...
بهجة في شهر الرحمة!
أشار أبو "فارس" وهو أب لخمسة أطفال إلى موجة الأسعار التي ارتفعت وخاصة الخضراوت وبعض المواد الغذائية التي نحتاجها.
ونوه "أبو فارس" بأن الأسعار سترتفع بشدة في الأيام القادمة من شهر رمضان وسيكون هناك استغلال وعدم تحمل للمسؤولية في هذا الشهر الفضيل، كما حدث في السنوات الماضية من رمضان بين الحزن والمعاناة، إلا أن الجميع رغم ذلك يبدون مبتهجين باستقبال شهر رمضان بما يحمله من رحمة ودفء روحاني حتى لو تحت خيمة عجوز وكرفان من الصفيح الذي لا يرحم.
التعليقات (5)